حكومة جديدة خلال (90) يوماً، بما في ذلك توسيع المشاركة في البرلمان بدون انتخاب، هذه أبرز مخرجات الحوار الجاري بين الحكومة وأحزابها، والذي سيُبت في أمره منتصف الأسبوع المقبل، عطفاً على منصب رئيس الوزراء الذي سيتم تعيينه بواسطة الرئيس، هذا المنصب يتم الترويج له بما يكفي لحل الأزمة وكأن حلها في منصب. ما يهم هنا، ليس منصب رئيس الوزراء، ومن يكون، المهم هو أن حكومة عريضة في الطريق، وبرلماناً موسعاً في الطريق، ما يعني مضاعفة الإنفاق الحكومي تزامناً مع موازنة 2017م التي بانت ملامحها بزيادة فلكية في الأسعار بعد إعلان الدولة خروجها من سوق بعض السلع الأساسية ووقوفها موقف المتفرج. عقب انفصال جنوب السودان 2011م وخروج النفط من الميزانية، وانهيار الاقتصاد في أعقاب ذلك، كانت الحكومة في حاجة شديدة لتقليل الإنفاق وهذا ما تضمنه برنامج وزارة المالية الإسعافي للحفاظ على حد أدنى من الاستقرار، وقد شكا الوزير، وقتها علي محمود، من عدم الالتزام بتقليل الإنفاق الذي وضع له نسبة 36% في برنامجه الإسعافي الذي لم يصمد كثيراً، فبدلاً من ذلك، كانت الحكومة تعلن عن حكومة عريضة جديدة بعد انفصال جنوب السودان؛ زاد فيها عدد الوزراء والمناصب التنفيذية الأخرى، عطفاً على سياسة شق الحركات وإلحاق بعضها باتفاق سلام بلا سلام، الحكومة على استعداد أن تشق حركة مسلحة واحدة إلى مائة فصيل وتخلق له مائة منصب بمخصصاتها وامتيازاتها، حتى لو لم تقف الحرب. كان واضحاً من هذا الكم الهائل من الأحزاب التي لم نسمع بها إلا بعد إعلان الحوار، أن يكون أبرز المخرجات لهذا الحوار، حكومة عريضة، فقط، المهم أن تكون عريضة وترضي كل المشاركين الذين يقتتل بعضهم في نثريات الحوار. إذا كانت الحكومة العريضة ببرلمانها الموسع لزاماً على السلطة كمكافأة للمشاركين في الحوار، فالأفضل أن تعتذر عن كل المخرجات. هل من المعقول، أن تُشكل حكومة وبرلمان موسع مع موازنة 2017م، كيف يُنفق على هذا الجيش العرمرم من النواب والوزراء ووزراء الدولة وغيرهم، هذا يعني، أن المواطن سوف يصرف على الحكومة الأصلية و(ضيوفها) من الحوار الوطني.. كان كثيرون ينتقدون كثرة الوزارات والوزراء، لدرجة أن هناك وزيري دولة في عدد من الوزارات، وكل ذلك في إطار الحل عبر الترضيات. الأحزاب الرافضة للحوار ربما تنتظر حواراً آخر تتشكل بعده حكومة جديدة، والحركات الرافضة أيضاً ربما تنتظر حوارها الذي تتشكل بعده حكومة جديدة، فالحل في أن تكون عريضة.!! التيار