مكنون العمل الصحفي يكمن في التوعية و الاستنارة و رتق العيوب من خلال تسليط الضوء عليها بموضوعية من اجل التفات الجهات المسئولة لهذا الخلل و تقويمه . ولكن للأسف أصبحت المطبوعات الرياضية و ليست صحف لأنها بعيد كل البعد من هذا المسمى السامي و الذي استحال في السودان إلى وسيلة تكسب رخيصة من خلال مهاجمة الأشخاص و الكيانات و التهكم بطريقة مهينة تعمق من حالة التغييب الفكري الذي يعيشه القارئ و تنفخ في كير البغضاء و التعنصر الذي يمزق في أشلاء ما تبقى من وطن . وهذا الأمر انعكس على مفردات العمل الإعلامي الذي يجب أن يتحلى بالرصانة و المفردة المنتقاة بعناية و لكن أصبحت العبارات السوقية تتصدر مانشيتات المطبوعات بصورة سافرة و مثيرة للحزن المميت بما ألت إليه أهم وسائل المعرفة و المعلومة . و الأدهى و الأمر من ذلك أن تفتعل الأزمات الرياضية لتحويل الأنظار عن الواقع المرير الذي يعايشه جل الشعب السوداني إلا من جاور السلطان و عبث بمقدرات دولة كاملة وتلك واحدة من أدوات النظام في نشر التغييب من اجل البقاء في سدة الحكم التي استحال لونها إلى الأحمر القاني من كثرة الدماء التي أريقت و لا تزال تراق من اجلها . و أزمة المريخ الحالية التي تصدرت الشارع العام أخيرا و التي أججت في هذا التوقيت بالذات لتطغى على إضراب الأطباء الغير مسبوق و الذي زلزل عرش النظام و تصريحات مزمل أبو القاسم التي أصبحت على مدار الساعة استنادا لشعبيته الكبيرة للأسباب التي ذكرناها في مطلع حديثنا و الأخير صاحب المانشيت الذي افرده في مطبوعته أبان هبة سبتمبر بعنوان (تبت يد المخربين) بدلا أن ينعي شهداء السودان الذي أراق محمد عطا دمائهم بدم بارد بتعليمات من هولاكو السودان . و الكثير من الإحداث الرياضية التي افتعلها النظام من اجل تمرير أجنداته مثل تعاقد المريخ مع قائد الهلال السابق هيثم مصطفي في ديسمبر 2012 و تمرير قرار رفع الدعم عن المحروقات في ذلك التوقيت الذي جاء بردا و سلاما عطفا على الانصرافيه الممنهجة التي اختلقها النظام و ساعده فيها عامل التغييب . يجب بعد بزوغ شمس الحرية و التي انتظرناها طويلا و التي دنت كنس كل الطفيليات التي ساهمت في إطالة عمر النظام و العمل على تطهير وسائل الإعلام من هذه الشاكلة ووضع ضوابط تعيد المهنية التي عبث بها طيور الظلام . [email protected]