شاهد بالفيديو.. الفنان الدولي يدخل في وصلة رقص مثيرة مع الممثلة هديل تحت أنظار زوجها "كابوكي"    شاهد بالصورة.. المذيعة المغضوب عليها داخل مواقع التواصل تسابيح خاطر تنشر صورة حديثة وتسير على درب زوجها وتغلق باب التعليقات: (لا أرىَ كأسك إلا مِن نصيبي)    تسابيح خاطر    شاهد بالصورة.. المذيعة المغضوب عليها داخل مواقع التواصل تسابيح خاطر تنشر صورة حديثة وتسير على درب زوجها وتغلق باب التعليقات: (لا أرىَ كأسك إلا مِن نصيبي)    شاهد بالفيديو.. الفنان الدولي يدخل في وصلة رقص مثيرة مع الممثلة هديل تحت أنظار زوجها "كابوكي"    شاهد بالفيديو.. الفنانة مروة الدولية تعود لإثارة الجدل..تحضن زوجها وتدخل معه في وصلة رقص رومانسية وهي تغني: (حقي براي وملكي براي بقتل فيه وبضارب فيه)    إنتر ميلان يطيح ببرشلونة ويصل نهائي دوري أبطال أوروبا    الهند تقصف باكستان بالصواريخ وإسلام آباد تتعهد بالرد    برئاسة الفريق أول الركن البرهان – مجلس الأمن والدفاع يعقد اجتماعا طارئاً    إستحالة تأمين العمق الداخلي سواء في حالة روسيا او في حالة السودان بسبب اتساع المساحة    والي الخرطوم يقف على على أعمال تأهيل محطتي مياه بحري و المقرن    ترمب: الحوثيون «استسلموا» والضربات الأميركية على اليمن ستتوقف    الخارجية المصرية تجدد الرفض القاطع لاستهداف المنشآت المدنية في بورتسودان    اعلان دولة الامارات العربية المتحدة دولة عدوان    عادل الباز يكتب: المسيّرات… حرب السعودية ومصر!!    الأهلي كوستي يعلن دعمه الكامل لمريخ كوستي ممثل المدينة في التأهيلي    نائب رئيس نادي الهلال كوستي يفند الادعاءات الطيب حسن: نعمل بمؤسسية.. وقراراتنا جماعية    مجلس الإتحاد يناقش مشروع تجديد أرضية ملعب استاد حلفا    من هم هدافو دوري أبطال أوروبا في كل موسم منذ 1992-1993؟    "أبل" تستأنف على قرار يلزمها بتغييرات جذرية في متجرها للتطبيقات    وزير الطاقة: استهداف مستودعات بورتسودان عمل إرهابي    أموال طائلة تحفز إنتر ميلان لإقصاء برشلونة    قرار حاسم بشأن شكوى السودان ضد الإمارات    بعقد قصير.. رونالدو قد ينتقل إلى تشيلسي الإنجليزي    ما هي محظورات الحج للنساء؟    شاهد بالصورة والفيديو.. بالزي القومي السوداني ومن فوقه "تشيرت" النادي.. مواطن سوداني يرقص فرحاً بفوز الأهلي السعودي بأبطال آسيا من المدرجات ويخطف الأضواء من المشجعين    توجيه عاجل من وزير الطاقة السوداني بشأن الكهرباء    وقف الرحلات بمطار بن غوريون في اسرائيل بعد فشل اعتراض صاروخ أطلق من اليمن    الأقمار الصناعية تكشف مواقع جديدة بمطار نيالا للتحكم بالمسيرات ومخابئ لمشغلي المُسيّرات    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (ألف ليلة و....)    حين يُجيد العازف التطبيل... ينكسر اللحن    أبوعركي البخيت الفَنان الذي يَحتفظ بشبابه في (حنجرته)    تتسلل إلى الكبد.. "الملاريا الحبشية" ترعب السودانيين    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    ارتفاع التضخم في السودان    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أصل الانسان و سر الوجود(1)
نشر في الراكوبة يوم 18 - 10 - 2016

من المغالطات التي أحاطت بنظرية داروين اعتبارها فكرة خاصة بتشارلز داروين نفسه، وعدم تواجدها أو التطرق إليها قبل ظهورها في كتابه (أصل الأنواع) ,فأفكار داروين كانت موجودة قبله (كفلسفة في الخلق) في الثقافات الهندية واليونانية والفارسية بل وحتى العربية .. كما نوقشت (كفرضية علمية) في أوربا أيام داروين ذاته - خصوصا من قبل عالم الأحياء الفرنسي "لامارك" والانجليزي "والاس" الذي أرسل مسودة أعماله لداروين لتقييمها دون أن يعلم انتهاءه من العمل عليها.
...أما المدهش فعلا فهو أن ابن خلدون سبق داروين منذ خمسة قرون في الحديث عن تطورالمخلوقات وتشعبها - بل وحتى احتمال وجود علاقة بين الانسان والقردة... فقد قال مثلا في أول فصل من مقدمته المعروفة: "... واعلم أرشدنا الله وإياك أن هذا العالم بما فيه من مخلوقات على هيئة من الترتيب والإحكام وربط الأسباب بالمسببات ... وعالم التكوين ابتدأ من المعادن ثم النبات ثم الحيوان بحيث يتصل آخر أفق المعادن بأول أفق النبات ويتصل آخر أفق النبات بأول أفق الحيوان ... ومعنى الاتصال في هذه المكونات أن آخر أفق منها مستعد لأن يصير أول أفق للذي بعده... واتسع عالم الحيوان وتعددت أنواعه حتى انتهى إلى الإنسان صاحب الفكر والروية، ترتفع إليه من عالم القردة الذي اجتمع فيه الحس والإدراك ولكنه لم ينته إلى الروية والفكر أول أفق الإنسان من بعده..."
ولكن ما أخر الانتباه لأفكار ابن خلدون أن كلمة (عالم القردة) في النص السابق حرفت في جميع الطبعات المتداولة في العصر الحاضر إلى (عالم القدرة) بدليل وجود المعنى الأول في طبعة باريس التي وثقها المستشرق الفرنسي كاترمير وظهرت عام 1858 قبل الطبعات المتداولة في العالم العربي .. بل وتوجد في الطبعة الفرنسية فصول وثنايا وخواتيم محذوفة من الطبعة العربية (أعظمها حجما عشرة فصول كاملة في الباب السادس) ..
وفي الفصل الخامس من الباب السادس يكرر ابن خلدون نفس المعنى السابق بخصوص تشعب وتطور المخلوقات حيث يقول: "... والوجود كله في عوالمه البسيطة والمركبة على ترتيب طبيعي من أعلاها وأسفلها متصلة كلها اتصالًا لا ينخرم وأن المخلوقات التي في آخر كل أفق مستعدة لأن تنقلب إلى الذات التي تجاورها من الأسفل والأعلى استعدادا طبيعيا، كما في النخل والكرم من آخر أفق النبات، وكما في الحلزون والصدف من أفق الحيوان، وكما في القردة التي استجمع فيها الكياسة والإدراك مع الإنسان صاحب الفكر والروية... وهذا الاستعداد الذي في جانب كل أفق من العوالم هو معنى الاتصال فيها..."
ومثل هذه الفقرات تتكرر في مقدمة ابن خلدون وتشير في مجملها إلى وجود سلسلة تطورية تصل بين الخلائق بحيث يتحول آخر أفق فيها (بمعنى آخر مرحلة تطورية) إلى بداية خلق جديد ونوع مختلف.
من الشبهات التي يثيرها المشككون في الاديان قضية نظرية التطور و تناقضها مع الاديان السماوية حيث ورد فيها كلها أن خلق الانسان كان من طين(خلقا مباشرا) بينما تري النظرية أن كل المخلوقات الحية المعروفة التي يجري الماء في عروقها نشأت من أصل واحد ثم تفرعت و تمايزت و تخصصت علي مدي بلايين السنين وجلس علي قمة شجرة الحياة الانسان العاقل.
في البداية اثبتت الملاحظات الميدانية و التحليلات المنطقية مبدأ التطور كما و اثبت علم الاحافير بصفة عامة ثبات فرضية تطور الكائنات من الاقل تطورا إلي الاعلي تطورا و إنقراض أنواع كثيرة من الكائنات.
ترفض الداروينية جميع الظواهر و المسببات فوق الطبيعية و تفسر النظرية حسب مبدأ الانتخاب الطبيعي موضوع التنوع و التلاؤم في العالم علي نحو مادي حصرا معارضة بذلك مبادئ الفكر الفلسفي و االاهوتي المعروفة من الاعتراف بقوي ميتافيزيقية ساهمت في عملية التطور من تصميم ذكي أو مدبر صانع أو غائية.
ساهمت الداروينية في في إذكاء المادية و بالتالي إنتشار الفكر الالحادي و هذا المقال محاولة لالقاء الضوء علي النظرية باختصار و البحث عن مقاربة إن وجدت بينها و بين الأديان السماوية و قبل الدخول في صلب المقال و لحساسية الموضوع يستحسن بنا البدء بالاجابة علي الاسئلة التالية وسأجيب عليها كمسلم كامل الايمان:
ما الفائدة من مناقشة هذا الموضوع:
نظرية التطور مقنعة جدا في إطارها المادي البيولوجي لمن يدرسها بعقل مفتوح بعيد عن المسلمات و صار لها تطبيقات علمية معروفة و إن إتضح أأنها لاتتعارض مع الدين فهذا مكسب فكري كبيرينقذ كثيرا من الانفس الحائرة من قبل غير المؤمنين بالاله و يثبت إيمان المؤمنين.
هل هناك تطبيقات عملية لنظرية التطور:
نعم و هي مشكلة تصدم عقول ابناءنا عندما يدرسون في جامعت الغرب أو ترتقي معارفهم العلمية ,فقد تمت الاستفادة من مبدأ التطور في تهجين و انتخاب السلالات في مجال الهندسة الوراثية كما و تم أستخدامه في مجال علم الامراض أعتمادا علي إرتباط علم الجينات بالتطور.
هل تتعارض نظرية التطور مع الايمان:
الايمان أركانه معروفة و الاعتقاد في نظرية علمية لا دخل له بالايمان,كثير من المؤمنين لا يعتقد في كروية الارض أو أن الشمس مركز الكون,أنا كمسلم لا أعتقد أن التطور خلقني و لكن خلقني الله و الاختلاف بين الناس في كيفية الخلق و أعود و أقول بالنسبة للمؤمن فإن الكيفية لا تهم بل لم خلقت و لكن إن كانت الكيفية موضوع خلاف فيستحسن أن يكون هناك موقف فكري منها.
لماذا عارض رجال الدين نظرية التطور:
رجال الدين خافوا من نظرية التطور و ظنوا أنها تهدم أسس الدين من حيث أنها تعارضه بأن الله سبحانه و تعالي خلق كل الكائنات فجأة بدون تدرج مرحلي و أن هذا يقدح في قدرة الاله علي الخلق,الشئ الثاني أن إرجاع أصل الانسان لاصل حيواني قد يجعل كثير من الناس يغفلون عن تزكية أنفسهم مبررين ذلك بأنهم في الاصل حيوانات و هذه الجزئية قد تكون صحيحة، الشئ الثالث رجال الدين ربما قد فهموا النصوص الدينية خطأ بأن آدم قد خلق في جنة سماوية ثم اهبط إلي الارض,الشئ الرابع هو غرور الناس و إعتقادهم بأصلهم السماوي و أن الانسان هو خليفة الله علي الارض مع أن النصوص الدينية لم تقل ذلك كما سنري.
ما الفرق بين الخلق و المعجزة:
الخلق يكون بقوانين ثابتة و مضطردة أوجدها الله سبحانه و تعالي في الموجودات و المعجزة تكون خارجة عن هذه القوانين كرسالة من الله الي البشر بأن من صنع المعجزة هو نفسه من سن القوانين الطبيعية اي هو الاله,الملاحظ أن حدوث المعجزات نادر جدا و لا يكون الا لضرورة و هو أصلا رسالة موجهة للبشر العاقلين.
هل تقدح نظرية التطور في قدرة الله علي الخلق و الاعجاز:
لا و نحن كمسلمين نؤمن بكل المعجزات التي وردت في القرآن بل و نؤمن بطلاقة القدرة و المشيئة الالهية فمثلا ناقة سيدنا صالح عليه السلام قد نحتها الله بحسب القرآن من صخرة و نفخ فيها الروح و المسيح عليه السلام كان يصنع من الطين كهيئة الطير فينفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله.
هل هناك اشارات في الكتب السماوية للتطور و خلق الانسان:
في اعتقادي نعم توجد, لكن الصعوبة تكمن في التأويل السليم و التوافق عليه و هذه الصعوبة مقصودة لان هدف الاديان هو الارتقاء بالانسان عن اصله الحيواني فلم يك هناك هناك من داع لاطلاعه علي هذه المعلومة,مبدأ حظر المعلومات معروف في الدنيا علي كل المستويات سواء داخل الاسرة أو مكان العمل أو المجتمع أو الدول, و في نفس الآن فإن الله سبحانه و تعالي لم يحرم الباحثين عن الحقيقة من إمكان العثور عليها عند إرتقاء معارف الانسان.
هل ذكرت نظرية التطور بأن الانسان تطور من قرد:
لا و إنما أن الانسان و القرد انحدرا من سلف مشترك في الزمن الغابر.
هل إقتصر ضرر نظرية التطور بشكلها الحالي علي المادية الصرفة في تحليلها لقضية الخلق:
لا فقد قام مفكِّرو "الاستنارة المظلِمة" بالتحامل على مفهوم "الإنسان"؛ فأعلن هوبز توماس (1588 - 1679)، أنَّ "الإنسان ذئب لأخيه الإنسان"، و"الواقِع ما هو إلا حلبة صراع يخوضها الجميعُ ضدَّ الجميع"، وتبعه كثيرٌ من الفلاسفة الماديِّين؛ مثل: إسبينوزا (1632 - 1677)، الذين يُفكِّكون الذات الإنسانيَّة تمامًا، وانضمَّ لهم بنتام الذي ذهَب إلى أنَّ "سلوكنا الأخلاقي يمكن تفسيره ماديًّا في إطار المنفعة واللَّذة"، ونيتشه فريدريتش فلهم (1844 - 1900)؛ الذي أعلن موت الربِّ وقيامة السوبرمان: أرْقَى الموجودات، المستغنِي بذاته عن غيرِه، غايته البَقاء فيه بالقوَّة والإرادة.
هؤلاء وغيرهم ممَّن سبقَهم ومَن تلاهم عرَضوا أفكارًا فلسفية، شملتِ المفاهيم الكُلية، والإنسان والنفْس، والدِّين والمجتمع، والأخلاق والمعرِفة والجمال، غير أنَّها لا تَعْدو أن تكونَ جدَلاً عقليًّا، وترفًا فكريًّا لدَى البعض؛ لكن جاء داروين بنظرية التطوُّر؛ ليحولَ النظريات الفلسفية إلى نظرياتٍ بيولوجية عِلمية (انتقال من العقل النظري إلى التجرِبة العمليَّة؛ من الفلسفة إلى العِلم)؛ فأُكسبتِ الفرضياتُ صِبغةَ " العِلمية"؛ وقاعدة "التجرِبة"، وفُرِض لها نفوذ وقوة على القلوب والعقول، فالعالَم البيولوجي حرَكة وصِراع، والإنسان لا أصلَ إلهي له، فهو سليل القرود، والحفرياتُ وعلم البيولوجيا يدلاَّن على ذلك، وكل مَن ردَّ هذا؛ فهو جاهلٌ مُنكِر للحقائق العِلميَّة.
فما أتى مِن بعد داروين مِن إحياء لأفكار كانتْ وئدت بأدلَّة عقلية؛ استندَ إلى ما سُمِّي "حقائقَ علمية يقينيَّة"؛ إذ عصر داروين عصر عِلم وتجرِبة، والعقل الأوربي بكلِّ ما لم يُبنَ على تجرِبة هو به كافِر، ولا يُسمَّى علمًا؛ إلا ما عضَّدتْه التجرِبة، وما قيل عنه عِلمي فهو يقيني، دخَل حيِّز "اللامساس"؛ لذا كان إنجلز يبحثُ في الفلسفة والسياسة، وماركس في التاريخ والاقتصاد، وفرويد في علم النفس، ودوركايم في علم الاجتماع، وكلهم يصبون إلى العلمانية الشاملة، وهدْم الأديان مِن جذورها، لكن كانت بحوث هؤلاء كلها في العصرِ الصناعي والعقل العِلمي التجريبي تعتبر هُراء، ما لم يسندْها العلم التجريبي، فكانتْ نظرية داروين عصَا موسى التي حوَّل بها الضلال هُدًى، والباطل حقًّا، والخرافة عِلمًا.
"فماركس اكتشف أنَّ المجتمع حلبةُ صِراع خاضع لحتميات ماديَّة اقتصاديَّة، وفرويد أكَّد أنَّ ما يُحرِّك البشر هو اللا وعي (اللا عقل) ، الذي تحكُمه قُوى مظلمة مثل الجِنس (القوى البهيمية) ، ولا نُدرك الحقيقة أبدًا، بل ما نُدركه هو ما يتراءَى لنا أنه الحقيقة، ودوركايم حوَّل المجتمع إلهًا، فالجماعة هي مَن تشرع، "وهكذا تمَّ ضرب الإنسان وتفكيكه.
حرصا علي عدم الاطالة فلن اقوم بتلخيص نظرية التطور و القارئ الحصيف يدرك أين يجد ضالته , إنما فقط الاشارة الي الاجزاء التي قد تحقق مقاربة مع بعض الايات القرآنية, و لكن يمكن الاشارة الي بعض المعلومات التي اثببتها المعارف العلمية الحديثة و التي عضدت من جدلية الاصل الحيواني لللانسان:-
علم الجينات أو (الامشاج كما تقول اللغة العربية):-
1- اثبت الاصل الحيواني للانسان و مشاركة الشيمبانزي للإنسان في 98% من جيناتهأ.
2-أظهرت دراسة علمية حديثة أن بعض أنواع البكتيريا في أمعاء الإنسان تعود إلى ما قبل 15 مليون سنة، أي إلى ما قبل اتخاذ الإنسان شكله الحالي.
وبحسب هذه الدراسة المنشورة في مجلة "ساينس" الأميركية، فإن التطور ساهم بدور كبير في تكوين الجراثيم المعوية أكثر مما كان يعتقد.
وتؤدي هذه البكتيريا دورا في المراحل الأولى من تكون الأمعاء لدى البشر، وفي تطوير نظامهم المناعي، وأيضا في التأثير على مزاجهم وسلوكياتهم.
وقال اندرو مولر الباحث في جامعة كاليفورنيا والمشارك في الدراسة "أظهرنا في أبحاثنا أن بعض أنواع البكتيريا المعوية تنحدر من تلك التي تعيش في أمعاء أسلاف البشر القدماء.
وأظهرت متحجرات ومؤشرات وراثية أن هذه الأنواع الأربعة تطورت من سلف مشترك كان يعيش على الأرض قبل أكثر من 10 ملايين سنة.
وقال مولر "كنا نعلم منذ وقت طويل إن البشر وأقرب الأنواع اليهم، أي القردة الكبيرة، كان لديهم بكتيريا في الأمعاء
وأضاف "كان السؤال الكبير الذي حاولنا الإجابة عنه هو معرفة مصدر هذه البكتيريا، هل جاءت من البيئة التي نعيش فيها أم من تطور البشر".
واستخدم العلماء التسلسل الوراثي لتحليل الأنواع المختلفة من البكتيريات المعوية لدى هذه الأنواع الأربعة
3-قال فريقٌ من الباحثين إن طفرةً حدثت للحمض النووي البشري في العصور الأولى، ساعدته على تجنب أضرار أدخنة النار التي كان عادةً ما يشعلها في الكهوف حماية له من الحيوانات المفترسة و شيا للغذاء..يقول العلماء إن هذا الحمض النووي البديل يمكن رؤيته في الإنسان الحديث، لكنه لا يوجد في النياندرثال – الذين استخدموا النار هم أيضاً دون أن ينجوا من أضرار العوادم الناتجة منها -، في حين تمكنا نحن من البقاء بفضل وجود هذا الجين.
تمتص هذه الغازات عندما نتناول اللحم المشوي، أو عند استنشاق الدخان الناتج عن حرق مواد عضوية، وبمجرد دخولها الجسم فإنها تحفز هذا الجين للعمل. فيفرز الجسم بعض الإنزيمات القادرة على تكسير هذه الغازات ومن ثم يمكن طردها خارج الجسم و يفسر هذا البحث أن بعض البشر و الذين توجد عندهم هذه الجينة لا تتأثر رئاتهم بتدخين السجائر بينما يعاني الآخرون و الذين ليست لديهم هذه الجينة من سرطان الرئة.
أبرز سهام النقد التي وجهت لنطرية التطور:
1-ضعف الاساس الفلسفي الرافض لفكرة الخالق (المصمم الذكي)
2-استخدام بعض مناصري التظور أحافير مزيفة لكن هذا كان علي نطاق ضيق في البداية.
3-عدم قدرة النظرية علي تفسير الظواهر التالية:-
ب-نشأة الحياة الاولي :أوضحت النظرية بأنها نشأت من تكون أحماض أمينية في الماء نتيجة الصدفة البحتة و قد دحضت الرياضيات(قانون الاحتمالات) صحة هذه الفرضية.
ج- حافز التطور و قد أرجع للصراع من أجل البقاء و الطفرات العشوائية,حافز الصراع صحيح و قد ايدته الملاحظات العلمية المجردة.
د- إستقرار بعض الانواع و تطور الآخر مما أدي الي نشوء نظرية أخري هي التطور الممرحل
Punctuated Equilibrium
ه- تعقد و تشابك النظام البيئي الحيوي علي المستويات الاقليمية و العالمية.
-العلاقات المعقدة و المتشابكة بين الانواع النباتية و الحيوانية و الحشرات في محيط معين ,علي سبيل المثال لا الحصر :
العلاقة بين الحشرات و بعض أنواع الطيور و الحشرات و تلقيح أزهار النباتات, حيث تقوم الاخيرة بإعداد مغريات مختلفة لاغراء هذه الكائنات التي تتكفل بإكمال عملية التلقيح.
مسألة خطوط التمويه علي الحمر الوحشية: إكتشف العلماء مؤخرا أن الذباب الماص لدماء الحيوانات في غابات السافانا يفضل الاسطح ذات اللون الموحد كما و أن الحيوانات المفترسة يحدث لها خداع بصري عند تراكض الحمر الوحشية مما يؤثر علي تركيزها عند الهجوم .
مسألة تكاثر أشجار الصنوبر و إعتمادها علي السناجب: أشجار الصنوبر تعتمد بشكل شبه حصري علي السنجاب في نقل بذورها بعيدا عنها,السنجاب يحب أكل ثمار الصنوبر و يحب الادخار لكنه ضعيف الذاكرة و بالتالي فهو يدفن الثمار بعيدا عن الشجرة.
النقاط السابقة تدل علي وجود عقل كوني و صانع ذكي فكيف عرفت النباتات أوعرف الحمار الوحشي أو شجرة الصنوبر بهذه المعلومات الخارجية و التي أثرت علي تكيفها المحيطي ؟ من نافلة القول أن العلم البشري في إطاره الحياتي يتعامل مع الظواهر الطبيعية بحسب ما تمليه عليه معطيات علمه المحدود بما تدركه الحواس و يدركه العقل لكن مناصري نظرية التطور استخدموها كأساس لبناء فلسفي لا صلة له بالنتائج التي توصلوا اليها .
ما قصة الطين ؟
ورد الطين كمادة لخلق الانسان في كل الكتب السماوية و كتب بعض الديانات القديمة ,في القرآن الكريم ورد بعدة صيغ :
من صلصال كالفخار,من صلصال من حمأ مسنون,صلصال كالفخار تراب,طين لازب,طين و ومن عجب فإن كل مادة من هذه المواد تعني معني مختلف يملأ مجلدات, فلنبدأ بالصلصال و الحمأ المسنون و الصلصال الذي هو كا لفخار و الطين اللازب:
معني طين صلصال كالفخار و طين لازب و جمأ مسنون و طين لازب:
إختلف المفسرون كثيرا لكن أسلم المعاني هو الطين اللزج المتغير لونه إلي السواد و المنتن كأشبه بالطين المحروق الذي يصنع منه الفخار.
قام العلماء مؤخراً بدراسة الطين الحار المتواجد بالقرب من أماكن البراكين فوجدوا أنه يحوي نسبة عالية من عنصر البوتاسيوم وعنصر الصوديوم وبعض العناصر المغذية الضرورية لحياة الخلايا الحية.
فقد نشر الكاتب ديف موشر مقالا في موقع ناشيونال جيوغرافيك محول نشوء الحياة في الطين الحار وبخاصة في تربة البراكين الملتهبة! فقد وجد العلماء أن هذا التراب المخلوط بالماء وعند درجات حرارة عالية فإنه يحوي كميات كبيرة من عنصر البوتاسيوم، وهذا ما لفت انتباه الباحثين حيث أن الخلايا الحية تحوي كمية كبيرة من عنصر البوتاسيوم، هذا التشابه ربما يكون مؤشراً على أن الحياة نشأت في البراكين!
إن البيئة البركانية الحارة غنية بالمواد المغذية التي تحتاجها الخلايا للتشكل. وما يدعم هذا الرأي أن العلماء عثروا على كائنات بدائية تعيش وتتغذى على الينابيع الحارة وبخاصة في أعماق المحيطات، وبالقرب من البراكين..
إن السائل الموجود في الخلايا يشبه ذلك السائل الموجود في أبخرة البراكين الحارة. هذه البيئة الحارة الغنية بالكالسيوم والصوديوم والمواد المغذية الأخرى تتشابه مع تركيب الخلايا الحية، بينما فرضية أن الحياة نشأت في البحار فغير منطقية لأن بيئة المحيطات لا تحوي نسب عالية من البوتاسيوم كما هو الحال في تربة البراكين.
ويقول الباحث أرمن ملكيدجانين من جامعة أوسنابروك بألمانيا: إن البروتينات داخل الخلايا تحتاج لمستوى عال من البوتاسيوم، وهذا المستوى يتوافر بالقرب من التراب حول الينابيع الحارة والبراكين والحمم المنصهرة...
هذا خبر من جامعة كورنيل الشهيرة يؤكد أن الخلايا الأولى نشأت في الطين لتفسير عناصر جسم الكائن الحي:
Before cells, biochemicals may have combined in clay
وحتى مجلة نيتشر التطورية نفسها نشرت هذا الاعتراف مشيرة إلي كلمة (فخار):
Enhanced transcription and translation in clay hydrogel and implications for early life evolution
في المقال القادم إنشالله سننتبع أثر قطعة الطين خطوة بخطوة و لا يسعني الا أن أشيد بشجاعة الكاتب السعودي فهد عامر الاحمدي الذي تناول قضايا حساسة مثل أن آدم ليس أول البشر و نظرية التطور في صحيفة الرياض و التي تنشر في اللملكة العربية السعودية معقل الفكر الوهابي بدون خوف و بشجاعة المفكرين و قلب المؤمن.
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.