بسم الله الرحمن الرحيم طرفة عن واقعة حقيقية .. تلك التي تروى عن رجل تقدمت به السن من أهلي الحلفاويين بزواج متشاكس استمر طوال العمر من زوجة تسمى طاهرة ..وينطق بالنوبية ( تهرة) .. فقد كان الرجل عائداً من المسجد مع جاره يتحدثان عن بنات الحور..فقال له صاحبه ( أنت فاكر بنات الحور ايه ؟ ما نفس حريمنا حيعملولهم شوية حركات كدة ويصلحوهم لينا!!) فصاح محبطاً ( تاني كمان تهرة!!؟). يبدو أن هذه النكتة ..تنطبق على حال من يرجون تغييراً ذا بال في كل مرحلة من مراحل التغيير السياسي المرتقبة في السودان مع بدرية سليمان..فحسب ما ورد في الخبر المنشور في صحيفة المجهر ونقلته الحوش الإليكترونية ..فإن اللجنة التي ستعد التعديلات الدستورية التي يرجى منها مسايرة وثيقة الحوار..برئاستها.. وبحمد الله فأنا والكثيرين لسنا من هؤلاء ..لكن علينا أن نقول ..تاني كمان بدرية!!؟ كيف لا ..فقد أصبحت قدراً نافذاً فينا منذ سبتمبر 1983 ..فحينما رمى النميري بآخر كروت اللعب في تجواله على كل المعسكرات و الاتجاهات .. وحاول تطبيق الشريعة سحباً للبساط من دعاتها المشاركين يومها من الاخوان المسلمين ..كانت جاهزة لتفصيل القوانين على مقاس نظام الفرد وقتذاك ..حتى رد النميري على منتقدي الاجراءات في حديث تلفزيوني شهير..بعد وصف الشريعة بكل جميل ..لكن هنالك أقواماً لا تنفع معهم إلا هذه الشريعة التي تبيح نط الأسوار و و ..فذكر كل الموبقات التي تجعل مما هو مطبق..أبعد ما يكون من الشريعة في مفهوم من جعلوا تطبيقها شعاراً ..لكنهم للغرابة ..ساندوها ولم يستنكروها.. إلى يوم الناس هذا. مرة أخرى أطلت علينا بعد يوم قيامة الوطن في الانفصال ..فما أن عطس الرئيس من غبار الدغمسة في تصوره..حتى أصيبت بالزكام ..وترأست اللجنة التي أقرت التعديلات الدستورية على دستور 2005 المثالي .. لتضع كل السلطات في يد الرئيس من تعيين الولاة وغيرها .. وجوزت للأمن ما لا يجيزه من يرقب في الوطن إلاً وذمة ..فباءت ومعها الوطن بالخسران المبين. وها هي اليوم لا تخيب ظن النظام فيها ..وتعلن كرئيسة لجنة التعديلات الدستورية..لتحاول عقب حوار الوثبة ..إعادة بعض مما سحبته من قوانين ..وتزيد في عضوية المجلس ..لتشرعن للمرحلة القادمة ..فهل ينتظر من السودانيين أن يقولوا غير ما قال قريبنا ذاك ..ولكن هذه المرة ( تاني كمان بدرية!!؟) أهلّ الله علينا عهداً لا تكون ممن توكل إليهم مهمة مصمم الأزياء على هوى الفرد الحاكم بأمره...وما ذلك على الله ببعيد . [email protected]