الزملاء الافاضل ارجو حذف نفسالمقال النسخة الاولى واعتماد هذه النسخة سباق الربيع العربى المأزوم ,اشعل لهيبه عامل مجهول مغمور بتونس ,اضرم نارا على نفسه لم يكن محمد بو عزيزى ناشطا سياسيا ولا يملك من حطام الدنيا إلا عربته التى يسوم بها بضاعتة بالكاد تكفيه شر السؤال ورغم ذلك ضيقوا عليه بل قتلوه عندما صدرت عربته بيد الشرطية نادية حمدى , وموقف الشرطية يكفى دليلا على جبروت وطغيان السلطة فى تونس استوحش بها الجنس الناعم.. الشاب بوعزيز ليله هموم ونهاره ((مجازفة)) فأظلم نهاره وضاقت عليه نفسه فاشعل نارا لم تخبأ اوارها حتى الان.. نجحت الثورة فى تونس لان مهرها كان غاليا حركت غضب فئات الشعب التونسى حتى القواعد من النساء خرجن واستفزت ((الحريقة ))الضمير الانسانى وفاض الضيم واغرق وجدان كل تونس وحينها اخاف الطوفان كل خوان آثم فردة الفعل كانت قوية , فالانتحار حرقا شئ فظيع, فالخراف عندما ترى منظر ذبح كبش امام القطيع يثار القطيع وتنتابه هسترية جنونية لا يعلم حالتها إلا الله ' لذلك حدد الشرع طريقة لتقليل الألم بحد الشفرة وعدم جزها, لتعبر جسر الالم سريعا ما بال البشر الذى يحمل فى دواخله مشاعر آمال وآلام وابعاد عميقة فكان الموقف وقعه مؤلم على كل الاصعدة.. حتى قائد الجيش استنكف أن يتولى ادارة البلاد من خلف انيين بوعزيز ويسرق ثورة الشعب ويتسلط عليهم يوما ما فيواجه ثورة ثانية وثالثة بل موقف الجيش كان مشرفا فى مساندته للشعب ورفض اوامر زين العابدين بن على فتوجت الثورة اخيرا بديمقراطية ربيع تونس لم يأخذ ذاك الهرج والمرج كما فى ليبيا ومصر وسوريا.. الصدمة والدهشة اربكت سدنة السلطة..وسارقى الثورات ونشاليين الازمات ..ثورة لم تخرج كخضراء الدمن فكان قادة الشارع ثوار بلا اقنعة وبلا تكتيك حزبى محدد ولا نيات مفخخة. لم تنجح الثورة فى بقية الاقطار العربية لتقاطعات مصالح متباينة إستصحبت معهاعشم العسكر وكيد السياسيين وشعب تشنج بمحاكاة الاخر والبحث عن مجد ضائع بدافع((مافيش حد احسن من حد)) وكانت الحمية العربية حاضرة بموروثها التاريخى ..ما انا إلا من غزية إن غوت غويت وإن ترشد غزية ارشد.. لذلك انتكست . واذا اعدنا قراءة مسرح الربيع العربى ودوافعة لا دوافع ولا سناريو ولا دراما " فى ليبيا , القذافى لم يكن بمجنون كما ينعت من خصومه ..لم يعطل مشروع زراعى اوقسم بلاده بل شق الصحراء وصنع لهم نهرا صناعيا حتى جرانه ماقصر معاهم((برج الفاتح)) وله ما له.. عند إعدام صدام علق فى احدى خطبه الى لرؤساء الدول والملوك ."الدور علينا اخوتى." ضحكوا ليتهم لم يضحكوا..لماذا الثورة على القذافى ..ألا يحمد الشعب الله على نعماءه لا حرب ولا كرب وصحراءهم واحات فى احسن حال وفى مصر , مبارك لم يكن بذاك السوء الذى وصلت إليه مصر بعده و فى سوريا بشارا لم يكن كله شرا ولا كله خيرا.. اقلها سيستبق الوضع ويعمد الى الاصلاح كما اراد بن على ومبارك تحفيز شعبه للتهدئة ولكن سبق السيف العزل... فالثورة غبنا يكبر فى وجدان الأمه عندما يحين المخاض تخرج كفلق الصباح بعد عسس الظلم وليس الثورة موضة ومحاكاة من اجل استنساخ مجدا مفتقد..تأتى الثورة..كحاملة الحي لا يدرون متى تلد..فتكون الثورة شرعية لن يستطيع كائن من كان ان ينتزعها . امثلة التغيير القائمة على صدق انها تمشى فى هدوء الهوينا .. غاندى عندما كان طالبا ببريطانيا ..كان صامتا ودواخله ثورة تستعر بينما زملائة الذين يدعون تحرير الهند تضج مكبرات الصوت عويلا ونفخا و عندما تخرجوا وانقشع الزيف صاروا موظفيين كبار فى الخدمة المدنية تحت الاستعمار اما غاندى لم تلين له قناة عندما اكتملت الثورة فى دواخله قادهم بصدق وامانة ووحد الهند بفلسفته لم تكن الثورة عنده محاكاة الاخر كان هدفه انسان الهند وليست شعارات ..امريكاروسيا دنا عذابها..ونلسون مانديلا ليس بغريب علينا فى ادبيات النضال السياسى ..صبر طويلا وكان هدفة انسان جنوب افريقيا جغرافيا ولم ينظر لخصومة الذين سجنوه 27عاما كاطول سجين سياسى واخذ بحكمة قالها الداعي الاسلامى الشيخ محمد النايلسى .. من الحكمة ان تحول العدو الى صديق والذى ليس له حكمة يحول الصديق الى عدو..فلنا فى رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة..عندما جاء منتصرا على صهوته فى عرصات مكة نظر الى الجموع ..حينما بادره كفار قريش ماذا فاعل بنا كريم ابن اخ كريم والرعب سيد الموقف فى تواضع أنيق رد عليهم افضل الصلاة والسلام الذى جاء ليتمم مكارم الاخلاق .قال قولته صلى الله عليه وسلم اذهبوا انتم الطلاقاء..لا مؤتمرات ولا وثبات هذا قدوتنا إن كانت هى لله , الحوار بدء وانتهى لم يطلقوا سراح المعتقليين السياسيين ولو تحت الاقامة الجبرية اليس لهم آراء سياسية قد تكن بالامس متعارضة بل اليوم متوافقة إطلاق سراح السياسيين سيكون دفعة شيك مغطى برصيد الثقة.. جون قرنق خرج من الغابة لم يفتقد حصافة النضال فحول كل الاعداء الى اصدقاء فى لقاءه بالجماهير فى الساحة الخضراء التى تقاطرت الجموع عفويا الى الساحة.. كان يوما استثائى فى تاريخ السودان الحديث لا ينكره إلا مخاتلا.. فقال قولته التى ادت لاغتياله".مافيش جنوب وما فيش شمال " ردا على هتاف الجماهير لا شمال بدون جنوب ولا جنوب بدون شمال..يعنى الوحدة الكاملة..فاسباب اغتيالة معلومة اما من قتلوه تعلمه ارملته ربيكا وقيد الحادث خلل فنى فى الطائرة.. ثورة اكتوبراندلعت بطلقة طائشة من فوهة بندقية لم يكن القرشى الهدف ..سالت دماءه فأشتعلت ثورة 21 اكتوبر1964 بكل شجاعة تقدم عبود باستقالته هذا عسكرنا ايام ((ارضا ظروف قصة العقد الزيبق فى الكويت))كم شابا ازهقت اراوحهم فى مظاهرات ستمبر 2013م وكم برئ اغتيل ؟؟؟ وايضا قيد ضد مجهول ولم يحين وقت النزع ..إن الملك ينزع .. فالقرشى لم يكن ثائرا ولا منظما ولكن خلده التاريخ وصار رمزا لاكتوبر الهمت الحماس.فإن الثورة عفوية مقدر لها ذلك فى علم الله ففتداعى سراعا لا يمهل الموج الزاحف حس امنى ولا حراسات ولا تأمين ولا كمين ولا إحتياطيات .. جاء إضراب الاطباء على قدر اهل العزم تأتى العزائم لم يكن اضراب سياسي او جهوى ..جاء نتيجة للاعتداء عليهم والسخرية بهم وظلم ذو القربى اشد مضاضة من وقع الحسام.. فثاروا من اجل المريض الذى يعتبر محور إهتمامهم وحقل دراستهم وهم الصابرون ..الحامليين الاسية وهم صفوة المتعلميين وجل هؤلاء الشباب يدفع من جيبه ليغطى نفقاته وبعض حاجيات المريض..من بينهم ابناء مسؤليين بحزب المؤتمر الوطنى فهم كل المجتمع لا تجد اسرة من الاسر المعروفة والمغمورة ولا حى او قرية إلا منهم طبيب هم الذين اكرموا ست الشاى فى تواضع جم اثار دهشة العالم والجمت السنة فاقدى التوازن النفسى استنكروا ذلك ان تفتتح عنبر اطفال وليس مجمع طبى ست شاى الا تتذكرون ذلك الموقف الفريد الذى يشع حميمية فهناك شتات شاى خالات جوار الجامعات والكليات تعلمن الكثير انواع المذكرات والكليات ومواعيد الامتحانات والمواد الصعبة من خلال جلوسهم تكتمل الالفة والعشرة فإننا شعب حنيين وحميم لا يعيش وحيدا كابليس ولا متعاليا كفرعون ولكن من اين جاء هؤلاء؟؟؟ فالاحساس بالظلم والتجهيل حركهم بصدق ومن الدواخل .. فاعاد مشهد الحجة ..خرجت الاجهزة والادوات التى كانت مكدسة بالمخازن ..اين كانت .. وكما ذكرت فى مقال سابق ..نحن قوم ..ضميرنا جماعى..تنتقل الكلمة بسرعة الضوء فى كل مجالس المدينة ..فى ضل حيطة مع المعاشيين..اوعند لقاء الحريم فى سوق الحلة..او الشباب عند حلاق السوق او الحى..عند شتات الشاى..مع الباصات فى صيوانات العزاء وخيم الافراح..تنتقل الكلمة..مع الصغير والكبير ..فى القرى البوادى والغفار والسهول فهو((شمار ))وتذروه الرياح.. هؤلاء لم يضربوا لهوى ولا لسياسة اضربوا للذين دعواتهم مستجابة دعوة المريض وربما اذن الله بالقصاص من قتل الدكتور على فضيل ابريل 1990م ..وفوق المريض رب المريض وفوق القتيل رب عادل ((المثل بقول كتال الروح مابروح الانجليز قالوا murder is out.(. حكمةيعلمها الصغير والكبير اذا دعت قدرتك الى ظلم الناس فتذكر قدره الله عليك رغم ذلك ((اضان الحامل طرشة)) هؤلاء الفتية اغلبهم من جماعة شارع الحوادث عملا طوعى لله .هذه صدقا وفعلا هى لله ولم يكن يقولون ما لا يفعلون وبيد انهم صابرون صامتون.. ستخرج تلك الكوكبة بمشاعل الحق إنشاء الله الى بر الامان .. بسترة هذا الغليان يكمن فى مصداقية النوايا بتكريم هذا الانسان كما كرمه الله فهو سر نجاح كل تغيير إن صدقت السلطة نجحت وإن صدقت المعارضة ظفرت وإن صدقوا جميعا بقى الوضع((سمنة فى عسل))... ولكن فرقت كثير بين رئيس راتبه لا يكفية.. وبين محمول بالعيال لا مزرعة ولا مسطبة خضاروالله هذه من المبكيات المضحكات مفارقة بين حاكم ومحكوم ..بينما تولت إمرأة ..وليه..حكم ملاوى فى 2012م جويس باند ..تنازلت عن نصف راتبها وحذو حذوها الوزراء ثم قامت ببيع نصف سيارات المارسيدس الحكومية وباعت طائرة الرئاسة لإنشاء مشروع زراعى لاطعام مليون جائع..وحكومتنا البارة بشعبها تريد بيع مشروع الجزيرة بل بيعت املاكة لتجويع الشعب ..هذه إمرأة والامثلة بيان بالعمل..ماليزيا وماكتبه الزميل عثمان مرغنى بالارقام وتلركيا ورجب اردوغان لا يحتاج الى توضيح ستكون تركيا القوة الضاربة فى اوربا والاثنيين نموذج للحكم الاسلامى الناجح.. فبسترة الغليان فى المصداقية متى ما توفرت ظهرت انعم الله ..هذه تركيا نموذج وماليزيا ..هل نحن مهتدون ام فى غينا سادرون..مازالت الفرصة مواتية فى الاستنهاض باخلاص النية.. التكوين الجديد لابد من نظام مدنى موازى .. نواته كل المهن الصحية عمال واطباء وصيادلة واطباء مختبرات ..قاعدة واحدة من اجل المريض و يكبر( الكوم) بجمعيات اصدقاء المرضى((تكون دين ودنيا ونحقق هى لله)) ..ووسعوا العمل الطوعى على مستوى والولايات ..(فالعافية درت) اما الحكومة وامننا الوطنى هى فرصة سينحل الطوق ((من ام دلديلة)) ويكون فرصة عقد اجتماعى نظيف أن يشجعوا ويفسحوا لهم المجال فالانسان السودانى فى دواخلة طاقة خير لا تحبسوها ..انه شعب معطاء وكريم .. حفيا بالجماعة قويا بهم سعيد بمن حوله.. نجاحنا فى العمل الجماعى فقد فاض اريجه خارج الحدود ظهر فى تدافع الجمرات وسقوط الرافعة بمكة فكتبوا اهل مكة عنها فى جريدة الوطن واهل مكة ادرى بشعابها والامثلة لا تحصى ولا تعد تؤكد تفردنا.. مازلنا ننادى بنداء لهذا الانسان السودانى انا وانت وهم كلهم "" بغض النظر من اى اقليم جاء من اى قبيلة وبأى وسيلةجاء بدابة فارهة ام سائمة (ضبلانة )ونريد ان تندثر تلك المسميات.. الوثيقة والوثبة تتماهى بين ثنايا هذا الجسم المعافى..إن لم نخلص بتجرد ما تنجبر العرجاء..حتى الذين لم يوقعوا..كفاية على هذا الشعب..اوقفوا الحرب حامليين السلاح واوقفوا الفساد حامليين الامانة..اتفقتم ام اختلفتم ..اعتبروا التنازل عن المطالب نفير وفزعة فقط لهذا الانسان السودانى النبيل ..كفى سفها وتنكيلا وتجهيلا بهذا الانسان السودانى انه فريد لا تعلم قدرك يا زول إلا عندما تهاجر فى المنافى فى فجاج الارض ..تعلم الفرق كبير العالم يبحث عن هذه الطمأنيينة وهذا الهدوء وهذا السلام الداخلى فى تقاسمنا الفرح والترح قل ما تجده فى العالم كله..الان همنا نلحق قبل انفصال القيم والاخلاق التى بدأت ملامحها وهجرة ملأ الفراغ بهجرة لا تشبهنا هذا مانبكى عليه وليس الانفصال الجغرافى.. عثمان موسى الحباك [email protected] لندن 21 أكتوبر 2016م