فى الداخل .. الغالبية منشغله بالهم اليومى المتمثل فى غلاء المعيشة ورفع الدعم عن الدواء والتهديد بحرمان الأطفال عن التعليم بحسب رؤية الصحابى "الحاج ساطور" قدس الله سره. أما الأقلية فهى التى تنشغل بحوار الوثبة "المضروب" الذى تتداعى له أرزقية الداخل والمنافى كل منهم يؤمل فيما يجنيه من ورائه من مال أو منصب. والنتيجة 7+7 = صفر على غير ما تقول النظريات الرياضية. وفى السودان فى زمن الأنقاذ كل شئ جائز البلدوزر مبارك الفاضل الذى يعمل لدنياه أبدا وفى اى منصب كان، ينافس الحاج ساطور والى جانبه المأجور أحمد بلال عثمان، فى الإنبطاح والنفاق من أجل تحقيق مصالح شخصية ودنيوية زائلة. نشعر بالحزن والأسى ونستغرب، فعند كل صباح يوم جديد "نردم" أحد خونة المركز قدر إستطاعتنا بسبب فساده أو خزعبلاته لا يهمنا من أى جهة كان، لكنك تلاحظ بالا أحد من الهامش يهتم "بردم" منفلت مثل هذا الحاج ساطور وأمثاله ولا زالت المبررات التى تتحدث عن أن تلك الشخصيات التى تحمل درجة الدكتوراة "مخدوعة" من أهل المركز "المستهبل" ومسلوبة الإرادة! فكيف نتوصل يا ترى فى الغد الى صيغة دولة "المواطنة" التى تسعنا جميعا وتعيد للسودان مجده إذا كنا نعذر إنسانا بالغا وعاقلا يحمل درجة الدكتوراة! الحقيقة تقول إذا جاء أحمد بلال عثمان من قبل غازيا للخرطوم والآن يدعو لمنع الندوات السياسيه "الحرة" حتى لو تحقق توافق لن يتحق، فإن الحاج ساطور الذى شارك فى محاولة إنقلابية وهرب الى اسمرا وترك أتباعه من خلفه داخل السجون ثم عاد وصالح وقفز الى منصب نائب رئيس، وبعد أن "لفظوه" واصل إشهاره لساطوره فى وجه كل من إنتقد "النظام" بكلمة وهو سعى لإسقاطه من قبل بالبندقية .. نفاق لم ار له مثيل. الآن يتحدث "الحاج ساطور" فى عنجهية وصلف وغرور "الباشوات" الأتراك عن أن من لا يستطيع توفير مبالغ باهظة تعليم أبنائه، فعليه أن يتجه الى ديوان الزكاة. وكأن ديوان الزكاة شفاف ونظيف وعفيف وجاهز للصرف السريع للمحتاجين لا الى زيادة دخل القائمين على أمر الديون وتعلية بنيانهم وتغيير موديلات سياراتهم. خاطبهم منذ عدة سنوات رجل فى "واد مدنى" كان فى حاجة الى مبلغ يشترى به دواء، فخذلوه قائلا " لو لم نكن مسلمين باالفطرة لتخلينا عن الإسلام بسببكم". كيف حصل هذا الرجل المدعو الحاج آدم على درجة الدكتوراة وفى أى مجال. إذا كان هو "إسلاموى" لا يعرف أن الزكاة حتى فى زمانها الذى تقدمت عليه الآن "الإشتراكية" ما كان يلجأ اليها غير"مضطر" تعدى مرحلة الفقر والعوز والحاجة واصبح على مشارف الموت، لأن من جاء بتشريعها فى ذلك الزمان "محمد" صلى الله عليه وسلم الذى لا يعرف عنه البشير أو الحاج شيئا ، قال "الصدقة أوساخ الناس فهى لا تجوز لمحمد ولا الى آل محمد". لذلك فكل عفيف نفسها يهاب الإقتراب منها ويمنع نفسه من وضع "شق" تمرة داخل فمه، ويتركها "للقائمين" على امر الزكاة يحصلون منها على نصيبهم الذى يجعلهم يتخبطون كمن مسه شيطان .. ولذلك فهم لا يشبعون ولا يكتفون. وشعب السودان شعب عزيز وكريم كأن سيد العالم ذات يوم، لذلك لانقبل أن يأكل أبناءه وأن يتعالجوا ويتعلموا من اوساخ "الحاج ساطور" وأحمد بلال عثمان وأمثالهم – إن كانوا يخرجون زكاة- ، بينما المواطن الأمريكى والبريطانى تنفق عليه الدولة بكل كرامة من "حقه" على تلك الدولة التى لا تمتن عليه. أما فى خارج الوطن فالغربة تطحن الجميع خاصة فى بلاد لا تتوفر فيها أدنى حقوق للإنسان ويتابع الكثيرون أخبار "خارطة الطريق" برعاية الوسيط "امبيكى" المكلف من الأممالمتحدة، يرضى عن مشاركة "المعارضة" والحركات المقاومة فيها من يرضى ويرفضها من يرفضها. رؤيتى الخاصة أن مجموعة "نداء السودان" لا تتعامل معها الا لكى تثبت أن النظام الإرهابى الإسلاموى الدموى، الذى يضم بين جناحيه المنافقين من كل حدب وصوب ويرعى خمس مليشيات، غير جاد فى تحقيق السلام وبالطبع فهو غير مستعد للتخلى عن "السلطة" وبغير تخليه "طواعية"عن تلك السلطة التى هيمن عليها لمدة 27 سنة أو "إسقاطه" عنوة ومن خلال ثورة عارمة، فلن يستقر السودان ولن تتحقق ديمقراطية ولن يرتاح شعبه. الآن .. رفع الدعم بصورة سافره وزاد طحن الشعب من جديد ومن يرفع صوته، فمصيره القتل برصاص الشرطة وقوات الأمن والمليشيات، رحم الله شهداء سبتمبر الأبرار. ثم لكى يجمل "النظام" وجهه القبيح وبعد مرور عدة سنوات يقدم أحد الجنود أو الضباط الذين قتلوا شعبهم الى محاكمة ربما تقوده الى حبل "المشنقه" ليصيح ضحية لجرائم "قادة" النظام الذى يقصد من تلك المحاكمة إستغفال امريكا ونيل رضائها "العزيز" علها تتكرم عليهم وتوقف العقوبات المفروضة منذ منتصف التسعينات. فى ظل كل هذه الأحداث والمعاناة التى يعيشها الإنسان السودانى هناك خطر تفشى فى الداخل يتمثل فى جرائم التحرش الجنسى وإغتصاب الطفولة البرئية، الذى وصل حتى "المعلمين" وتلك امراض من إفرازات نظام "إسلاموى" – غير مستبعدة - بسبب فساد المنهج غير المتسق مع روح العصر وبسبب الأمراض والعقد النفسية الكامنة داخل الشخصية الإسلاموية. لكن هنالك خطر آخر ربما أكبر يحوم فى شوارع الخرطوم ويستخدم ميادينها مستهدفا الشباب. أنهم مجموعة من الصبية "الجهلاء" و"الفاقد" الثقافى مع أنهم متخرجون من الجامعات أو لا زالوا يدرسون فيها، ظهروا فجأة فى شوارع الخرطوم وميادينها وخطبهم منتشرة على أشرطة "اليوتيوب"، يسمون بجماعة "التبليغ" وصلت بهم درجة التطرف والغلو لا ان يكتفوا بتكفير "المتصوفة" وحدهم والإساءة اليهم والإزدراء بهم، بل اضافوا اليهم من بدأوا النشاط "التكفيرى" قبلهم وهم "الوهابية" بل المضحك المبكى أنهم يكفرون رجلا مثل "عبد الحى يوسف" الذى ابعد من دولة الإمارات خشية من أن يحول الشباب هناك الى "إرهابيين". واضح لمن كان يمتلك ذرة عقل أن هؤلاء الصبية، مشروع لإستنساخ "بن لادن" جديد فى عدة شخصيات وواضح أنهم ممولين من "جهة" ما والدليل على ذلك أن أحد هؤلاء "التكفيريين" الذى يتحدث عن "البدع" أخرج من السجن بسبب إرتداد شيك حرره بمبلغ 4 مليار جنيه، سدد ذلك المبلغ نيابة عنه بواسطة شخص أو أكثر! لا أدرى هل تحرير "الشيك" بدلا عن تكاتبوا إذا تداينتم وستخدام "المكبرات" الصوت ليست بدعة؟ وهل كانت الوسائل كانت موجودة فى زمن الرسول "صلى الله عليه وسلم"؟ إذا اردت أن تعرف حقيقة "الإسلاموى" فأختبره فى المال!! الغريب فى الأمر أن بداية بن لادن كما عرف عنه أنه كان أكثر دماثة وتأدبا وحياءا منهم. ذلك الخطر يحوم فى شوارع الخرطوم آمنا مطمئنا ، وفى نفس الوقت يتمنى النظام رفع إسمه من قائمة الإرهاب وهو يواجه بالعنف المفرط ويعتقل ويعذب كل من يدعو للتغيير "سلما" لكنه يغض الطرف عن هذه المجموعة التى تضلل الشباب وتغرر بهم وتدفع بهم الى الإرهاب والتطرف. أولئك الصبية جهلاء لأنهم يتعاملون مع ظاهر النصوص القرآنيه ويأخذون من القدامى ومن الكتب الصفراء، مثلا يخرج لك أحدهم دليلا منقول من فلان ابن فلان "رضى الله" عنه، ثم يقول لك المولود فى عام 170 هجرية على سبيل المثال! اؤلئك الجهلة لا يعلمون أن النص القرآنى يحتمل عشرات المعانى ولا يمكن التعامل معه من خلال ظاهره فقط، لأن من اسماء الخالق الذى اوحاه الى نبيه "الظاهر والباطن". وكأنهم لم يقرأوا أو يسمعوا بأن "عمر بن الخطاب" قد إجتهد وتصرف وأبطل حكما واردا فى نص قرآنى وبعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم بسنوات قلائل! تلك المجموعة وما تنشره من فكر تفكيرى متطرف وما يظهر على طريقة طرحهم من عنف لفظى وتوتر وهياج وصراخ، مصحوب بالتكبيرات والتهليلات من "الفراجة" سوف يتحول عاجلا أو آجلا الى عنف يدوى ربما يصل الى درجة إستخدام السلاح و"النظام" لا يهمه ذلك لأن الإرهاب ثقافته ووسيلته للتمكين والهيمنة على رقاب العباد ولأن تلك المجموعة اشترت صمت "الحاكم" الطاغية الفاسد بفتوى تحرم الخروج عليه أو مجرد إنتقاده فى العلن. ولديهم نصوص وفتاوى يستدلون بها لكى ينفوا نفاقهم، مثلما توجد نصوص تؤيد الذبح والحرق وسبى النساء وقتل السرى .. وما خفى أعظم. تاج السر حسين – [email protected]