** اخر ماكنت اتوقعه ...حجب كتاب للاطفال ،بسبب رسومات ،تم تصنيفها من قبل المصنفات الادبية ،بانها غير محتشمة !!!!!! ماحدث يصعب اجتراره مرة اخرى ، او أخذ مكان له في الذاكرة ،صفعة للادب والثقافة والمعرفة والعقل باجمله ، في دولة مشرعة ابوابها لمعرض سنوي للكتاب ،لكنها وبلا مسوغات مقبولة ،قررت مصادرة عدد من الكتب ،من بينها كتاب الكاتبة الجنوب سودانية ،استيلا قايتانو ،صاحبة كتاب العودة ،وغيره من المقالات الادبية الضاجة، باسلوب قايتانو المتميز في السرد والتحليل ،وتفاصيل الكتابة الثرة ، فللكتابة عند قايتانو ، مداد ينداح دررا ،يريق الكلمات مصفوفة ، بخيوط من التفرد يملأ الكون حبورا ... **جاء كتابها هذه المرة ، ومن عنوانه يطالعنا الجمال ،متدثرا بقيمة التواضع ،الذي يجب ان تكون محطة في مسيرة اطفالنا الصغار ،لكن المصنفات الادبية لم تنظر لجوهر القصة او القصص،التي حملتها دفتي الكتاب ،وسرعان ماقفزت الى الوصف بعدم الاحتشام ،،كأنما رضعت المصنفات هنا من ثدي النظام العام في السودان ،فأتت منكبة بفرض رؤية وصياغة اخرى ، على تصاوير الكاتبة ،في اسقاط حقيقي للمعنى ، ولمن كتبت القاصة كتابها ؟؟؟مايجعل السؤال البرىء يجري على لسان الاطفال أنفسهم ،كيف يمكن للطائر الاحتشام ؟؟؟ وهو المغرد والمحلق عاليا باجنحة ترفرف كثيرا ..... **تعرجات في مفاهيم اللغة والمعنى والرسومات ،لدى المصنفات الادبية ،جعل استقامة الفكرة ،التي سطرتها البارعة استيلا مستحيلة وعصية على السماح لها ،بتداول الكتاب بذات اللون الخام،الذي خرج به من دار رفيقي للنشر ، غضت المصنفات الطرف عن خلاصة منتوج الفكرة النهائي ،ورفعت الشارة الحمراء للتوقف ،مشفوعة بعذر او تبرير –لايهم ايهم الامثل – (ان الرسومات لم تتسربل بالاحتشام المطلوب ) . ** على غير ماحدث في السنوات الفائتة ،تميز المعرض بزوار كثر ،أتوا من مختلف الولايات ،وفي جيوبهم جنيهات قليلة اقتطعها البعض من اجل غذاء للروح والعقل ،رغم البؤس والشقاء والحزن والقهر والمعاناة وارتفاع اسعار تذاكر البصات السفرية ..شكل الاطفال حضورا جميلا في المعرض ، لكن هذا الجمال حفرت في قلبه النقي المصنفات الادبية ، اخاديدا من التشوهات ،بمنعها تداول رواية ، ذات عنوان جاذب (الطائر الجميل المتواضع ) والذي جسدت فيه استيلا جماليات المضمون لتحقيق هدف الكلمة ،وبلوغ سقف الحقيقة ، ان التواضع معنى ومكانة ولغة .... **المصنفات الادبية ،ترقد الان في غيبوبة تامة ،ولن تنهض منها ،اذا ظلت تحتكم الى نوايا شائهة ومضطربة، تجاه الشعر والادب والفن .... همسة في ليل مزهر بالحزن .... رأته يغادر المدينة خلسة... يحمل اشلاء نفسه البائسة.... وخلفه العاصفة .....التراب .... [email protected]