المتأمل لقضية الفساد الأخيرة التي تخص (لصوص) شركات إستيراد الدواء وكيفية تعامل الأجهزة السياسية والعدلية معها لا يملك إلا أن (يستغرش) إستغراشاً لا حدود له وهذا الإستغراش (إستغراب+إندهاش) ليس مبعثه اللهط والفساد وأكل أموال هذا الشعب الطيب الصابر بالباطل ، فالفساد في هذا العهد الزاهي النضير قد صار شيئاً أكثر من عادي والتعامل اللين مع مرتكبيه والدغمسة والجغمسة وعدم المحاسبة وتقديم المتورطين أصبح ديدناً للسلطة الحاكمة ودوننا عشرات بل مئات ملفات الفساد التي لم يجرؤ أحد للمضي قدماً فيها وتم وأدها كما لم يحدث شئ ! المشكلة كل المشكلة أن قضية الفساد هذه قد تزامنت مع رفع أسعار الدواء للمواطن بهذه الصورة البشعة فأصبح الوضع وكأنما قد لهط هؤلاء القوم المتورطون (ملايين الدولارات) من المال المخصص للدواء بينما المواطن يعاني من ويلات إرتفاع أسعاره ! وعشان المواطن البسيط يفهم الحكاية والرواية نضعها له في نقاط : قبل تاته سنوات وشوية قررت الدولة أن تمنح 10 % من عائدات الصادر (الدولارية طبعن) لدعم الدواء وهذا بالطبع من شأنه توفر الدواء بسعر مناسب تم منح أمتياز اﻹستفاده من منحة هذه ال10% ل 34 شركه أدويه كانت قد إستوفت الشروط لدي البنك المرطزي (بنك السودان) بدأت هذه الشركات تقوم بسحب الدولار بقيمة 6.5 ج في الوقت الذي كانت فيه بقية الشركات العاملة في هذا المجال (إستيراد الدواء) تقوم بشراء الدولار من سوق الله أكبر بواقع 16-17 جنيه للدولار ! من الطبيعي والأمر هكذا أن تقوم الدولة بإنشاء جسم رقابي يقوم بمتابعة هذه الشركات مما تسحب الدولار (بسعرو الرسمي) وإلى حضور كميات الدواء التي تساوي قيمة ما سحبته من دولارات .. وهذا لم يحدث !! بعد 3 سنوات متتاليه أكتشف أن هنالك 32 شركة من ال 34 شركة القاعدة تستلم الدولار بسعرو الرسمي لم تستورد (شريط بنادول واحد) ، طيب الشؤكات دي عملت بالدولارات (المدعومة دي شنوو) ؟؟ علمي علمكم !! طيب الشركات (الأكلت قروشنا دي) بتاعت منوو؟ لك أن تعلم عززيزي القارئ إنو 9 شركات منها بتاعت مصرفيين من بنك السودان و مدراء بنوك ‘ وتم تأسيسها (خصيصاً) لعملية النهب هذه والإستفاده من فرق سعر الدولار و اﻹلتفاف علي ال 10 % التي تم تخصيصها للإستفادة من عائد صادر لعلاج المواطنين من أفراد هذه الشعب المطحون (الزادو ليهو سعر الدواء) ! طيب .. الشركات بتاعت اللصوص والحرامية الما عندهم رحمة ديل وإتعرفت و (أصحابها معروفين) والقروش (الدولارات) التي إستولو عليها بدون وجه حق معلومة كذلك .. أها الحصل ليهم شنووو ؟ الشئ الذي لا يدعو إلى الإستغراش والذي لو حدث عكسه لإستغرشنا هو أنه لم يحصل أي شئ !! ولك عزيزي القارئ أن تعلم بإنو هذه الشركات موجودة وتمارس في عملها (عاااادي) في إستيراد الدواء (والحبة ما جاتا)!! ممكن زول فيكم يقول ليا (وقروشنا)؟ قروشك يا حبيبي ما ضاعت .. (الحكومة) إتفقت مع الحرامية ديل إنو (يتحللو) بحيث يدفعوا نص المبالغ الاخدوها (بالدولار) و يسددوا الباقي علي كم شهر ! ممكن تقولوا ليا والجريمة؟ والمحاسبة ؟ والقانون؟ والشنو ما بعرف !! دي 400 مليون دولار سنوياً بتتنهب خصماً على علاج المرضى من مواطني هذا الشعب البائس الفقير !! الإجابة على هذا السؤال تجدها في السطر ال (30) صفحة (89) من كتاب (خلاصة الكلام في إستباحة المال العام) !! كسرة : الغريبة الأخ وزير العدل ذااااتو (ما ورانا الأكلونا ديل منوو؟) وليه ما إتقدموا لمحاكمات؟ وللا القصة ما بتستاهل !! كسرة ثابتة (قديمة) :أخبار ملف خط هيثرو العند النائب العام شنو؟ 85 واو - (يعني ليها سبعة سنوات وشهر) ؟ كسرة ثابتة (جديدة): أخبار تنفيذ توجيهات السيد الرئيس بخصوص ملف خط هيثرو شنو؟ 44 واو (يعني ليها ثلاث سنوات وثمانية شهور) الجريدة