- البعض من السودانيين يذوب في المجتمعات التي يهاجر لها و يخالط مواطنيها بدرجة لا يقدر بعدها على التمييز بين (سودانيته) و طباع و عادات من هاجر لهم و لا حتى نظرتهم له و نظرته لنفسه..؟ - و بكثير من العفوية و "الطيبة" و حُسن المعشر المعروف بهما السودانيين أينما كانوا ، يم تثقيف الشعوب الأخرى ، و العربية منها بالذات ، بأشياء "سودانية جدا" ما كان لهم أن يدركوها لولا أن بعضنا يتبرع بمعلومات عنها لهم..! - و بالتالي ، أصبح لدى الأخرين معرفة بعادات و تقاليد و "أكلات" سودانية لا يتم تصنيفها تحت مُسمى "الثقافة بالأخر|" و إنما السُخرية منها غالبا..! - كما أصبح من الطبيعي أن يتم سؤال أحد السودانيين بالخارج عن "الخمرة و الدلكة و حُفرة الدخان" و كل متطلبات (غرفة النوم) السودانية ، بجانب الأسئلة عن " العصيدة و ملاح الويكة والكمونية" ، ليتم اختزالنا كسودانيين في ثقافة "الجقاجق" هذه..! - بل ، و يتبرع البعض أيضاً بنشر مقاطع فيديو لحفلات زواج و مناسبات عائلية تركت كثيراً من الأثار السالبة لدى من هم فيها أو سودانيين وجدوا أنفسهم في "مطبات" السخرية منهم بسببها..! - دعاني لإقتباس الأسطر أعلاه من مقال سابق لي و إعادة إنتاجه بعد أن قدم لي أحد زملاء العمل (العرب) مقاطع صوتية لرسائل واتساب أخذت حظها من الإنتشار سابقاً في الأوساط السودانية (جداً) لحوار مخجل بين "عاهرات" سودانيات على أحد قروبات الواتساب الساقطة .. ! و مقطع صوتي أخر يتضمن "عزاء" إحدى النساء لأخرى بقصد "الطُرفة" ، ليتحول عنده مصدر للسُخرية..! - لن نطالب السُودانيين بأن يكونوا أقل سماحة و حُسن معشر من ما هُم عليه مع غيرهم ، لكن في المقابل نطالبهم أن يكونوا "متفهمين" لثقافة الأخر بهم و أننا كسودانيين نشبه أنفسنا (فقط) في ظل يد الدولة "المغلولة" أن تقدم الوطن و المواطن "السوداني" في "أبهى" صُورة.. - كما لن نطالب البعض من السودانيين خارج الوطن أن يوزعوا لغيرهم من غير السودانيين في البلدان العربية تحديداً فيديوهات و مقاطع صوتية عن "بعانخي" ، برفيسور / عبد الله الطيب، الطيب صالح ، "محراب النيل" أو "تتعلم من الأيام" أو "ضنين الوعد" على سبيل المثال حتى "يفكوا" عنّا حصر ثقافة بعضهم عن الأغنية السودانية و حصرها في "المامبو السُوداني" و " كده .. كده يا تريلا"..! و لكن نطالبهم أن يكونوا "سودانيين " أينما كانوا.. - و المصيبة (الأكبر) أننا بفعل الحاكم (الظالم) فقد بعضنا حتى الإحساس بمعنى الوطن و إتخذ من مهجره وطناً بديلاً حتى لو لوأصابه ما أصابه فيه أو أنتهكت كرامته بشكل أو أخر..! و يا قلبي لا تعذبني الرشيد حبيب الله التوم نمر [email protected]