عادة ما ترتفع أسعار السلع الاستهلاكية في البلدان العربية والإسلامية خلال رمضان غير أن الزيادات في السودان دائماً ما تكون أكثر حدة إذا ما قورنت بغيره، إذ تصاب الأسواق بحالة من جنون الأسعار، لتتحول إلى غول يفترس الجميع ، ما يجعل المواطن في خانة المتفرج بدلًا من المستهلك، ورغم ما شهدته الأسواق خلال العام الحالي من انخفاض نسبي في بعض السلع مثل السكر والزيوت ، الا أن سلعاً أخرى أعلنت تمردها على الغلابة والفقراء كاللحوم بأنواعها والألبان ومنتجاتها من أجبان وخلافه، ما جعل جمعية حماية المستهلك تعلن الحرب عليها مهددة بتنظيم حملة لمقاطعتها . وخلال جولة ل"البيان" بأسواق العاصمة الخرطوم لمسنا بعض الاستقرار النسبي في أسعار بعض السلع الاستهلاكية خاصة السكر والزيت، اذ بلغ سعر جوال السكر زنة 50 كيلو غراماً ،225 جنيهاً مقارنة ب300 جنيه في العام الماضي، و استقرت أثمان زيوت الطعام حيث بلغ سعر جركانة زيت الفول سعة 36 رطلاً ،145 جنيهاً مقارنة ب190 جنيهاً للعام الماضي، وبالنسبة للحوم فقد بلغ سعر كيلو البقري منها 40 جنيهاً، ووصل سعر كيلو اللحم الضاني 50 جنيهاً، وتوقع عدد من التجار بسوقي أم درمانوالخرطوم ان تشهد أسعار سلع أخرى مثل اللحوم والسكر والبصل ارتفاعاً مع استمرار أيام الشهر الكريم. السلطات الحكومية تقول أنها وضعت التدابير اللازمة لتلافي أي ندرة في السلع خلال الشهر الفضيل، وأكد مدير عام وزارة المالية والاقتصاد وشؤون المستهلك بولاية الخرطوم عادل عبد العزيز توفير كميات مقدرة من دقيق الخبز عبر المطاحن، مع وصول كميات من السكر المستورد، بجانب تأمين وتوفير السلع الاستهلاكية لمقابلة احتياجات رمضان طوال أيام الشهر، غير ان الجمعية السودانية لحماية المستهلك هددت بتنظيم حملة لمقاطعة اللحوم والألبان ومنتجاتها في حال استمرار ارتفاع الأسعار، واستمرار ارتفاع أسعار المواد الغذائية خلال رمضان في انعكاسات سالبة علي السلوك الغذائي للمستهلك ، سيما وان ارتفاع أسعار الفواكه سيؤدي إلى لجوء المواطن إلى بدائل أقل تكلفة وأقل قيمة غذائية،. ويستورد السودان غالبية السلع الاستهلاكية من الخارج، رغم انه يتمتع بأراض خصبة، ومساحات شاسعة ومناخات متعددة صالحة للزراعة في كل فصول العام، ورغم انه يمتلك سبعة مصانع للسكر، الا ان انتاجيتها لم توفر حتى الاكتفاء الذاتي، فبات السكر يستورد بكميات كبيرة من الخارج. ثروة ضخمة يمتلك السودان أكبر قطيع من الثروة الحيوانية وتقدر بحوالي 100 مليون رأس من الأبقار، الإبل ، الضأن، الماعز ، وعع ذلك، فهو يعاني من ارتفاع أسعار اللحوم والألبان، ويفترس الغلاء أهله طوال أيام السنة وليس في رمضان فقط. البيان