رقصة أوباما أبو حمامة !؟؟ لعل الكثيرون يتذكرون تلك الرقصة للرئيس الأمريكى المنتهية ولايته باراك حسين أوباما , مع ملاحظة أن الحسين محاصر , والتى حامت كثيرا فى بطون الواتسات , كانت الرقصة من البراعة بمكان , حتى أخذتنى الدهشة أأوباما هذا أم شاكيرا ؟! وإن كنت ولازلت أشك أن رجلا يقود أكبر دولة فى العالم أن يتمتع بتلك المساحة من جسده تسمح له بالرقص , كما أن حصانة الرقص هذه هى حصانة خاصتنا , وشكى نابع أولا أن أوباما الراقص ذاك كان يرقص أمام الكونجرس ولايمكن لرئيس دولة أن يهز حتى أمام الكونجرس الأمريكى ناهيك عن الرقص , مباراة هلال مريخ ولاكيف ؟ كان أوباما المشكوك فيه يرقص وهو يحمل فى يده كرة بلورية شفافة ينقلها كما السحرة الهنود من يده اليمنى إلى الأخرى اليسرى فى براعة فائقة ( كناية عن السيطرة على الكرة الأرضية ) كأنهم تركوا فيها من يمكن السيطرة عليه , إلا أن الرسالة التى أرسلت لجماهير المجتمعات الإفتراضية لم توضح – سواء كان أوباما أم غيره , لم توضح السيطرة على العالم من قبل الهنود الحمر أم من قبل أوباما ؟ كذلك أن الموسيقى الخلفية المصاحبة للرقصة كانت من موسيقى الفلكلورالشعبى السورى ,. ولها مغزى طبعا , وحتى مغنى الدف سورى يلكز الموسيقى بنهرة وكذلك يلكز أوباما بهزة جزع ليتساقط من أوباما ماذا يا ترى ؟ جوز الهند أم الكاكاو الأفريقى الجاف ؟ , الجمهورية العربية المتحدة الوداها هناك شنو؟ وسوريا تحترق . والفرق واضحا أيضا مثل الفرق ما بين أوباما والمغنية الأمريكية الجميلة شاكيرا , ما بين الدولار ماركة أبوصلعة والدولار شيك درافت أبو حمامة , ما عايزين نمسخ لأى فئة فرحت برفع العقوبات الجزئية عن السودان والله هذا الخبر أسعدنى كثيرا على الرغم من أنى لست من مغرمى البورصات المالية والسياسية , ولكن المصيبة أننا نفهم ما وراء الرقص الأمريكى وما وراء دحرجة الكرة البلورية فهى لغة يمكن أن نصيغ منها الكثير والكثير ولكن لاينبغى أن نتشأم . إلا أن الشاهد أن نهاية كل ولاية لرئيس أمريكى تحمل معها فاجعة إقليمية أو دولية إلا أوباما , لكن كما علق الإعلام الغربى والأمريكى المضاد أيضا أن ترامب أسواء خلف وكان من الأجدى أن تبحث أمريكا عن منطقة عربية جديدة لضربها مباشرة أو عن طريق الوكالة أو إشعال البؤر القديمة لتنهى بها فترتى أوباما , أفضل ألف مرة من وجود حتى ظل ترامب فى البيت الأبيض ؟ وهذا بالتأكيد صوت الغرب الأوروبى الذى يهدده ترامب ببورصة الدولار التى ولغقها الغرب حد الثمالة , وحتى المتسولون فى أمريكا وهم أغلبية إنتخابية بلا شك كانوا برفعون لافتات مكتوب عليها " أعطنى دولارا وإلا سأضطر أن أصوت لترامب " . أيضا من أغانى السبعينات للبونى إم " YOUR MONEY Or your nose " وما معناها قروشك أو أنفك بمعنى حياتك وهى تهديد بلا أدنى شك وهى تعبر عن واقع الصراع الحاد ما بين السود والملونين من جانب وما بين الأمريكان من جانب فى الولاياتالمتحدةالأمريكية . " عهد فساد وإستبداد الله لاعادو " ولا أعتقدن أن مخيلة ترامب تخلو من صفارات الإنذار وهرولة الزنوج والملونين ووقع اقدام الشرطة , وأظنه فى تلك الفترة كان يبيع العلكة على الأرصفة للمارة والسياح . علاقات السودان بأمريكا : علاقة السودان بأمريكا هى علاقة يفرضها التواجد الحتمى لكليهما داخل منظومة المجتمع الدولى , على هذا ينبغى إذا ملأنا التفاؤل المفرط فى أمر المنظومة الدولية , أن تكون علاقة سوية , طالما أن السودان دولة حرة ذات سيادة ولها علم ونشيد وطنى وهى المعايير الدولية للإنضمام للمنظومة الدولية , إلا أن ظروف المد والجزر السياسيين فى العلاقات الدولية قد تجعل هذه العلاقة فى شد وجذب جراء المصلحة المشتركة بين البلدين. والعلاقة بيننا وأمريكا بدات بشكلها التجارى الفعلى فى عام 1975م من خلال التنقيب عن النفط بواسطة شركة شيفرون وأخريات , إلا أن هناك من يتربص بالعلاقة فأشاع مسألة إنعدام الحريات والإبادة الجماعية فى دارفور , فأوقفت شركة شيفرون مسألة التنقيب عن النفط وغادرت البلاد ومعها بقية الشركات ألأمريكية العاملة فى ذات المجال وحلت محلها الشركات الوطنية الصينية وهذا ما كان يثير حفيظة الولاياتالمتحدةالأمريكية التى أصدرت وثيقة متهمة فيها دولة الصين بسرقتها لثروات الدول الأفريقية ,أما غير ذلك فعلاقة السودان بأمريكا لاتعدو أن تكون علاقة إغاثة إبان الكوارث ولاتوجد علاقة تجارية مباشرة مع أمريكا , والملاحظ حتى العربات الأمريكية من نوع كابرس , وشفر , وبيوك وجاغوار منقرضة تماما فى المدن والشوارع السودانية أما الجنز الأمريكى فلا وجود له فى أسواق ليبيا وأمدرمان القديمة وفرندات الخرطوم ولاتراه إلا على أجساد القادمون من أمريكا أما الويسكى والرم ولحم البيف الأمريكي فحرام شرعا , عدا الدولار وهل كل دولار يأتينا فى السودان هو أمريكى ؟ ثم تواصلت العلاقات الأمريكية السودانية فى شكل من البرود , وتوترت كثيرا إبان الصراع بين الحبشة وأريتريا وإتهام أمريكا للسودان بدعم طرف على حساب آخر وكذلك تربطها مصالح ومطامع إستراتيجية يأملها كل طرف , فالأمريكان يرغبون فى علاقات سلسة تجعل كل موارد السودان مثل موارد الخليج النفطية فى أيديهم وتحت تصرفهم , كما أن حكومة الخرطوم ترغب فى علاقة متوازنة تحكمها الندية الدبلوماسية والتجارية والإقتصادية وهذا ما لايتأتى بسهولة للسودان على الرغم من أن السودان مهد الطريق لذلك بحزم من القرارات والإجراءات المعززة للتقارب كما إدعت حكومة الخرطوم . والشاهد أن العلاقة السودانية الأمريكية علاقة وطيدة وبعيدة الأمد، بدأت في خمسينيات القرن الماضي وشهدت الكثير من التطورات والمنعطفات، ولكنها تدهورت مؤخراً لعدة عوامل. وأن الجهود الرسمية والشعبية تتواصل لتحسينها رقم الشروط التي تمليها أمريكا على السودان من إحلال للسلام وإتاحة للحريات وفتح مسارات لتوصيل المعونات للمتأثرين بالحرب في دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان . وهناك ملامح لإنفراج وشيك من باب تقديم المساعدات الانسانية للمتضررين كمدخل لبقية القضايا السياسية والأمنية بين الطرفين، فقد وصلت الاسبوع الماضي الى ميناء بورتسودان شحنة مساعدات إنسانية مقدمة من هيئة المعونة الأمريكية، وقال القائم بالأعمال الأمريكي جيري لانير "إن بالسفينة ألف طن متري من الذرة، تقدر قيمتها ب 53 مليون دولار، مقدمة من الشعب الأمريكي للشعب السوداني"، وأضاف لانير أن بلاده "تساعد برنامج الغذاء العالمي، لتوفير غذاء ل 1.8 مليون من النازحين بإقليم دارفور لمدة ستة أشهر"، بجانب "تقديم الغذاء ل500 ألف تلميذ، و262 طفلاً في وسط وشرق السودان"، وأشار جيري إلى أن كمية المساعدات التي وصلت الآن، "تمثل الدفعة الأولى من التزامات المعونة الأمريكية لبرنامج الغذاء العالمي في السودان للعام الحالى . المصدر : إلكترونى رفع جزئى أم إحتواء أمريكى : كانت الولاياتالمتحدةالأمريكية قد أعلنت في 17 فبراير المنصرم عن تعديل في لوائح فرض العقوبات السودانية بأن يأذن التصدير وإعادة التصدير إلى السودان لبعض أجهزة ألاتصال والبرمجيات، وكذلك الخدمات ذات الصلة من الولاياتالمتحدة أو من قبل أشخاص في الولاياتالمتحدة، وتهدف هذه التعديلات تسهيل لحصول السودانيين للهواتف الذكية والهواتف التي تعمل بالاقمار الصناعية ، تحديثات الأمان للاجهزة ، وبرامج مكافحة الفيروسات . من الواضح أن أمريكا تسعى لإحتواء السودان عن طريق ثورة الإتصالات وهذا ما فشلت فيه منذ أكثر من عقدين , إذ أن السودان عمد إلى الإتجاه نحو دول آسيا لإستيراد أجهزة الإتصالات والكمبيوترات ونجح إلى حد بعيد فى ذلك , وعطل حلم كارتر الذى قال عند صدور أول جهاز كمبيوتر أمريكى : ( إذا أردنا السيطرة على الشرق الأوسط فليكن ذلك عبر الثقافة ) , والثقافة الإلكترونية إحدى أهم الوسائل الموصلة والتى أوصلت الأمريكان إلى قلب السياسات الشرق أوسطية , وهو مدخل سوف لن يكون مريحا نفسيا لحكومة الخرطوم . سيما أن الحكومة بصدد وثيقة وطنية ترغب فى أن تكون كل أوراقها الحساسة فى أيديها كما أن المقررات والتوصيات الخاصة بجلسات الحوار الوطنى والتى إمتدت لأكثر من عام لاتقبل حكومة الخرطوم العبث بحيثياتها , كما أن المعارضة السودانية الخارجية تقف من خلف كل تحرك تقوم به أمريكا تجاه السودان , بإعتبارها البديل الديمقراطى الذى تنشده أمريكا . كل ذلك يجعل أمر التكهن بالعلاقة القادمة بين أمريكا والسودان يكتننفها كما ذى قبل الغموض والسرية التامة . د. فائز إبراهيم سوميت أمين عام حزب المستقلين القومى التلقائى [email protected]