بإستياءٍ بالغ وحسرة بائنة بينونة الفوضى بالبلاد بدأ ذلكم الشاب الذي قرر الهجرة الى بلاد الله الواسعة لا كما هجرة القوم تلك والتي عجباً وسموها بمشروع الهجرة الى الله، وتلك قمة الإستهار والإصرار مع سبق الترصد بالمقدسات وإقحامها في دنياواتهم الدنيئة وهي أقصوصة نتركها على جنب ريثما نروي ما يراه الشاب عجباً عجاباً بينما نراه نحن من تسوقنا أقدارنا ومهنتنا أم المتاعب الى عقر دور القوم و الى ما يهيمنون من دولة ومؤسساتها... الشاب الطيب حسن النوايا يرى في إجراءات التلتلة والجرجرة بالمؤسسات أمراً غريبا وهو الذي أحب البلاد كما هي بأزماتهاوكتاحاتها وشبكتها الديمة عليها طاشة كما طشيشهم السياسي وما انتج رفع العقوبات من عقوبات محلية على المواطن على شاكلة الانتاج والانتاجية وهلم جرا.. ولعل الشاب محدثي توَّج حبه للبلاد بحبٍ يخصه ليتزوج من أحب وجعلها الله له قسمةَونصيباً، ولعل الزواج كمرحلة في ظل عقوبات كُثر هو ما غيًّر نظرته ونمط تفكيره فقرر كما غيره من جيله ..قرر الهجرة لتحقيق الإستقرار المعيشي لأسرته الصغيرة فحسب لا لسلطةٍ جاهِ ..ليس طمعاَ في ثراء يضمن له أبراجاً واملاكاً وإستثمارات كما للقوم، ولأول مرة يكتشف الشاب بأن بالمؤسسات الخدمية الرسمية أنماط بشرية مبرمجة كما الكمبيوتر رغم طشيش الشبكة الدائم بتلكم المؤسسات ، يقول محدثي الشاب توجهت صوب وزارة الخارجية والتي لم أدخلها طيلة حياتي نزولا على ضرورة تقتضيها إجراءات توثيق الشهادات والمستندات وحقيقة قد هالني درجة النظافة والترتيب والحديث لايزال للشاب الطيب وقد وضعت كراسي مريحة لطالبي الخدمة ، وموظفون في كامل اناقتهم يرتدون بدلا بربطات عنق آخر (ماتشينق) مع سياق البدلة،يواصل الشاب حديثه ..جلست متأملاً هذه اللوحة السودانية وبينما سرح الشاب في سرديته السريالية تلك قلت له في نفسي (أصبر التقيل وراء) قال الشاب وبينما نحن في الحفاوة تلك اذا بتوجيه عبر مكبر الصوت يقول بان العمل سيبدأ بعد سبعة دقائق فاستعدوا ..(يا للدقة في المواعيد وإحترام وتقدير المواطن) وما بين القوسين دي مني، وقد كدت أكفر كفراً صراحاً بإنتقاداتي المستمرة للقوم وفعايلهم وأفاعيلهم بالبلاد والعباد لولا الفقرةالتالية في الأقصوصة ..واصل الشاب حديثه تم توجيهنا بالدخول الى الصالة لبدء الإجراءات وبالفعل ولجنا للداخل لنجد عدد من الموظفين جلوس في نسق على عدة ترابيز فأصطففنا بإتجاه التربيزة الاولى حسب التوجيهات، وعندما بلغت الموظف مهر وختم لى على اوراقي وطلب مني التحول الى من يليه ضمن سلسلة الموظفين فألتفت تجاه الناحية لأفاجأ بطابورآخر يتلوى كما الثغبان أمام من أشار لى الموظف الأول وبينما أقف متزيلا الصف الثاني اذا بشخص في كامل هندامه يرتدي لبسة سفاري يحمل على يده صينية عليها اكواب ليمون مثلج ويمر على الصفوف فاشرت له وتناولت كوبا لم اتزوق حلاوته وحسن صنيعه من قبل فدعوت في سري للحكومة والخارجية التي تقدر وتبجل المواطن الا انني لاحظت الرجل وهو يلاحقني بنظراته وحقيقة لم افهم مغزاها، الى أن فاجأني ب(ما تمشِّينا يا شاب) فقلت ماذا تقصد؟ فقالها صراحةً ..أديني حق الليمون خمسة جنيه، فقلت له مندهشاً يعني الليمون ده ما من الخارجية لينا؟ المهم قبض حقو وإتوكل.. لكن ليمون يستاهل والحديث للشاب الطيب في بلد حكومتها برضو طيبة على طريقتها قال الشاب ضربتها بيني وبين نفسي لقيت انو مع كل مطابور موظف داير لي تلت ساعة تقريبا فقلت للموظف انتو ماممكن الاختام دي كلها تدوها لموظف واحد ينجز الشغل ده كلو في صف واحد! فذجره الموظف يا زول دا النظام ونحنا عارفين شغلنا المهم عاد الشاب بخفي حنين ليعيد الكرة اليوم مجددا ومع ذلك وجدته اكثر اسفا وحسرة على التخصصات الطبية والفنية والعقول ممن التقاهم بصفوف الخارجية وقد عزموا الهجرة الى بلاد الله الواسعة وتاركين القوم لهجرتهم التي تخصهم. هل انتهت حكاية شاب احب بلاده فبادلته بطريقتها الخاصة لترغمه على الهجرة مجبرا لا بيده، اعزائي اخوة الوجع المقيم ما عساكم تقولون..ولعلهم لم يتركوا لنا ما نقول!! ختم الشاب حديثه بذات إستياء ض [email protected]