الراحل دكتور الترابي هو اول من ادرك ان الجبهة الاسلامية تحتاج لمصارحةعضويتهابان استلام السلطة والحكم شئ آخر اول مايعني اطلاق سراحها حتي لاتصبح كالفكي الملازم التبروقة والابريق هذا حلال وحرام ولاندري اوكان محقا حينما طلب من المتشددين منهم ان يحمل كل منهم نسخته من القرآن كتابا يتلوه ويتعبد به بالليل واطراف النهار . يدعوا للسلطة سرا وجهرا بالتوفيق في امر الحكم. والدروس المستفادة من تجربة حكم الحركة الاسلامية هي التي افادت ما يسمي بالوثبة ومخرجات الحوار . والتلاميذ الذين انقلبوا علي الشيخ واودعوه السجن اعتقد انه ماعندهم كبير لذلك العبرة لمن يعتبر. هذه المعطيات قللت من حظوظ ان يظفر بموقع رئيس الوزراء غير رجل مجرب في كثير من المحكات. حتي لايكون هذا الموقع مدخل للطامعين من المدنيين والاسلاميين خصوصا وان كثير جدا من الملفات الحساسة لم تفتح بعد . لذلك تقول نظرية التفكير الداعمة لابعاد الاسماء المعلومة والمكلومة في ان واحد امر ضروري وتاميني. ولكن قرار مثل هذا القرار كان لابد له من ان يجد السند من مجموعات الحوار المرسوم بدقة والتي فوضت الرئيس باختيار الرجل الذي يناسب طموح احلامه في الحوار والاصلاح فكان الفريق اول بكري حسن صالح هو الشخص المقبول والمعد للمهمة ولاكبر منها مستقبلا. فانطلقت التبريكات من كل صوب وحدب للرجل حتي ان اكبر عشمان كان من اول المباركين. واذكر كم كنا ايام الطفولة نتسابق في الاعياد لتهنئة الاهل ونحن نرتدي ملابس جديدة تحمل رائحة مكنة الخياطة وزيت المكنة . نرتدي جلابيب ومع جدتها تكون بلا زراير ولكن الاهم من كل ذلك الجيب الامامي وجيب الساعة و كل الجيوب لها اهميتها لانها ستكون محل تخزين البلح والفول والحلاة والخبيز . واذكر لحظات الاستعجال للمباركة (العيد مبارك عليكم) والرد (علينا وعليكم يتبارك) ... (كل سنة وانتوا طيبين) ولكن بعضنا (يتهترش) ويقول (سنة سنة وانتوا طيبين) ونضحك جميعا في الشخص الذي استعجل التبريكات. واعتقد ان الحركة الاسلامية لقد استعجلت التبريكات وكانها تقول لنا (عملية الشروق لاتزال تمر من هنا). والدليل ان اول عمل قام به الفريق اول بكري حسن صالح هو مخاطبة مؤتمر شوري للحركة الاسلامية عقب قرار تعيينه نائبا اول ورئيسا للوزراء. ولقد قدم فيه وعظ مقبول للحركة الاسلامية ان عملية التكليف هي امانة ومسئولية امام الله. والحركة الاسلامية تقول له بلسان عربي مبين نحن افسدنا (العصيان المدني واضراب الاطباء ) بمعني كان مانحنا كان مركبكم غرقت ؟!. وكم تمنيت من باب الاماني العذبة ان تخرج الحركة بتعليقات تحمل كل معاني وايات قرآنية تحث علي العدل او حديث شريف او قول ماثور . ولكن كان حديث الحركة الاسلامية واياتها واحاديثها الشريفة واقوالها (الماسورة ) وليست الماثورة نحن افشلنا (العصيان واضراب الاطباء). بذمتكم هل انتم من افشل العصيان الذي اصبح اعظم درس يقدم خلال سنوات المعارضة ؟! يوم ان اعتزل الشعب الحراك وبلغت القلوب الحناجر وكنتم تظنون بان مركبكم دقت القيفه . اليس من الاولي بان تقولوا حقا اننا استفدنا من تجربة العصيان بان هذا الشعب معلم ويجب الا يقهر ويهان. اليس من الاحري ان تقولوا جزي الله اخواننا الاطباء وهم باضرابهم هذا يجعلون وزارة الصحة تخرج الخبأ من مخازنها والاجهزة لنجدة الشعب وان وزير الصحة الولائي وعد وعدا كاذبا انه سوف يقدم استقالته بعد بعد شهرين ولم يفعل حتي الان ؟! ام تري ان الحركة الاسلامية حينما تتحدث تظن انها بلا رقيب وعتيق. ولئن كانت الحركة الاسلامية تعد نفسها قبل عشرات السنين بصيام الاثنين والخميس والنوم في المقابر والعقوبة بحفظ القران فهيأ الله لها ملكا عضودا لدولة السودان الكبري فحرصت علي تقسيمها حتي يذهب من ليس له دين بعيدا عن الطاهرين والذاكرين وبعد ذهاب الجنوب الي شأنه واضراب الاطباء ظهر فساد شركات الادوية في مجتمع الطهر والنقاء وتزكية النفس والهجرة لله ووو.. الخ هل بعد كل هذا تمني الحركة الاسلامية نفسها بشئ غير اطلاق السراح وقد ظهر الفساد في البر والبحر نتاج المحسوبية وسياسة التمكين والعدالة (الموجهة). واسماءا سميتموها انتم وانفسكم ظلما للعباد وتصنيفا سالبا من ليس معنا فهو ضدنا حتي ضاقت عليكم الارض بما رحبت فهبطم من عليا السماء الي سعة الارض داعين الي ضرورة العمل مع المجتمع الدولي عبر (نفاج) امريكا وروسيا وكل ذلك بعد فوات الاوان وهجرات الي الله . ولئن توكلتم علي الله حق توكله لصافحتكم الملائكة علي الارض . ان ابراهيم كان امة في تحدي الباطل والان وقد اشتعل الراس شيبا اصبح فقه (التحلل) حافز لنهب كل الذي من حولك والاختفاء حتي اذا ما تضخم راس المال عاد حامله وارجع جزءا من الغنيمة وانتظم وسط المجتمع؟! وكم كنت اتمني ان تطلب الحركة الاسلامية من رئيس الوزراء تفعيل قانون من اين لك هذا؟! وتطبقه حرفيا علي الاملاك والملابس الفخمة التي يرتدونها حتي يخرج احدهم من اللقاء ربي كما خلقتني. ان مبدأ العمل بالعدل هو مبدأ سامي ونحن احق به من سوانا ولايتم ذلك الا عن طريق وضع الرجل المناسب في المكان المناسب ورد المظالم فورا لاهلها(حتي ولوانها كانت مساويكا). وان كان لابد من نصح للحركة الاسلامية هو ان تكفر عن خطاياها بشجاعة ولو دعي الامر بان تتخلي عن وهم انها وحدها الحارس الامين للدين لان الدين في هذا الوطن اقدم من كل محاولات الاسلام السياسي الذي تترك المساجد وتحلق حول المكاتب والمؤسسات والبنوك والمضاربات . حتي ان احدهم يمتلك ظلما عمارة وينافس صاحب كشك ودرداقه او محل لبيع الطعمية. اخيرا نقول اختلفنا مع النظام او اتفقنا الا انه يقول للحركة الاسلامية مكانك وبقفاك فهذه هي سنة الله في الارض وحجة الوداع ووهوالتسريح باحسان لكن الحركة الاسلامية لاتريد ان تفهم واقع الحال. ولذلك نقول لها حقا ان كفارتكم ليس صيام الايام المباركة اثنين وخميس كفارتكم ستكون صيام الدهر كله يام السبت الاحد الاثنين الثلاثاء الاربعاء الخميس الجمعةوالابتعاد من السلطة وبالمقابل الحركة الشعبية تطلق سراح اسري الحرب لتدخل البهجة والسرور في نفوس اهليهم فهذا هو موسم اطلاق السراحات وفك التسجيلات ... وياوطن مادخلك شر عمر الطيب ابوروف 7مارس 2017 [email protected]