* السؤال.. ليس بحثاً أو استفساراً عن سعر أي من العملات الحرة.. فهذه أشياء صارت (عادية) في مجتمع دولة.. أصبحت فيه هذه العملات (سلعة) مربحة.. ذات سوق (سري) للمضاربة.. لدرجة الضرب.. حتى لو كان تحت (الحزام).. ولا أظن أن (زبانيته).. وزبائنه خافٍ أمرهم.. على أحد.. أي أحد..؟!! * السعر الذي نسأل عنه.. هو سعر (إنسان اليوم).. وما يحمله من مبادئ وأفكار.. وحتى قيم وأخلاق.. والمقصود (بعض الناس).. لأن أسعارهم تتفاوت في هذه السوق.. بعضهم سعره حسب قوة (الصوت) الذي يخرج من (حلقه).. كلما كان جهورياً ذو صدى.. كلما كانت له (قيمة) أعلى خاصة في الاجتماعات.. أو احتفالات الحشود.. ولو كان له (صدى) برامجي مع قليل من ثقافة (ما).. كان السعر أعلى قليلاً.. لأن الانتشار هنا تكون له مساحة (ما).. قد تمتد خارجياً.. مما يساعده على إيجاد أي (تبريرات) لأفعال النظام الذي يؤيده.. حسب ما يصله من (إمدادات) تضخ في (جيوبه) ولا أقول عقله.. لأن العقل هنا يصبح (طيع) البنان.. أو طوعه.. ومن الممكن توجيهه الوجهة التي يريدها من يدفع الثمن.. ويصبح المثل الذي يقول: (كلو بتمنو).. واقعاً ملموساً..!؟! * ومن الممكن أيضاً.. أن يكون (الشخص) معارضاً شرساً.. يملأ الندوات (زعيقاً) مفخماً.. بكل عبارات المعارضة المنتقاة.. ولا بأس من قليل من (البهارات) التي تضفي على حديثه.. صفة الغموض والسرية.. وعند أول منحنى في مسيرته النضالية هذه.. يجد أمامه (مطباً) صناعياً.. مملوءاً بأوراق النقد المحلي والأجنبي.. واستثماراً (ما).. فيهدئ (المناضل) من وتيرة السرعة.. لينحني عند هذا (المنحنى) ليأخذ ما يجده في هذا (المطب).. ثم يواصل السير.. وكأن شيئاً لم يكن..(180)ْ.. لتبدأ اسطوانة جديدة.. رغم شروخاتها وشروحها السمجة.. بأن الوطن (يحتاج) لتضافر الجهود.. وكأنه يعيش في هذا الوطن.. مع النظام.. لوحدهم (فقط) لا يشعرون بما يعانيه الناس.. ويكابدونه من أجل الحياة الكريمة..!! * (بعضهم) من أحزابنا.. وبكل أسف.. لا يحلو لهم (الحديث) عن أمر الوطن.. إلا عندما تتسرب السلطة وبالتالي الثروة.. من بين الأصابع.. فتراهم (يتراكضون) هنا.. هناك.. داخلياً وخارجياً.. ويحشدون الأتباع من أجل النضال المزعوم.. رغم امتلاء الجيوب والقصور والدسور والبنوك.. بأموال الشعب.. وهؤلاء الأتباع.. منذ سنين عدداً هي عمر الطائفية باسم الدين.. إلا أنهم عند أول (تلويح) أو إشارة للنظام الذي يعارضونه بقليل من (فتات) وبقايا مائدة الأموال.. نراهم سرعان ما يحلو لهم الحديث السلام.. وكأن (السلام) فقط مرتبط بعودتهم (هم) الى سدة الحكم.. ويقبلون حتى بالتواجد في أطراف الملعب.. ولا بأس حتى في كنبة الاحتياطي.. عند الضرورة.. وفي الانتظار..؟!! * والمصيبة الكبرى.. أن أهل العلم.. والثقافة.. حتى من أصحاب من نظن أنهم من أهل الكفاءة.. بعضهم (انطلق) مسرعاً.. يبحث عن مقعد وثير في (قطار) السلطة.. وهو بكل أسف (دور) تاريخي أداه (البعض) منهم بامتياز.. والدليل أن أهل العلم والثقافة (بعضهم) أصبح من الأثرياء.. ومن أصحاب رؤوس الأموال.. والقصور.. والأملاك في الداخل.. والخارج.. (ولا داعي للشرح)..؟!! * والأسعار.. تتزايد هنا.. وهناك.. من يحمل سلاحاً.. وبعض من يحمل (قلماً).. أو فكراً.. أو حتى علماً أو ثقافة (ما).. الكل له (سعره) الذي يحدده نشاطه.. والمساحة التي يتحرك فيها.. ومدى الالتزام (الصارم) بقوانين (اللعبة).. وإيصالات الدفع..!؟!.. وهي إيصالات واجبة السداد.. لأن من ينفق هذا المال.. يريد نتائج على (أرض الواقع).. وبالسرعة المطلوبة.. (!!؟) * وكل ما ذكرنا وباختصار شديد.. ترى هل له (علاقة) بما يعانيه شعبهم من فقر ومسغبة.. وغلاء طاحن.. وخدمات (عامة) لا أثر لها من تعليم وصحة.. وماء نظيف.. في بلاد تجري فيها أعذب أنهار الدنيا.. وتستورد (أكلها) الملوث من الخارج.. بعد أن صارت أراضيها الزراعية.. أبراجاً سكنية واستثمارات يتمتع بها أهل الخارج.. وأهل (الحظوة) من أهل شارع المطار..!! * كل شيء له ثمن.. ويتصاعد سعره.. ما عدا المواطن البسيط.. أساس حضارة هذا البلد.. أصبح لا يأبه به أو يشعر به أحد.. من الذين يعيشون في عالمهم الخاص.. والخاص جداً..؟! * ولكننا نقول لهم.. هذا المواطن.. هو (أثمن) ما في هذه الأرض.. والأيام (دول)..!؟! الجريدة ______