الملك سلمان يغادر المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    تقارير: القوات المتمردة تتأهب لهجوم في السودان    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب سوداني يترك عمله في عمان ويعود للسودان ليقاتل مع الجيش في معركة الكرامة.. وثق رحلته من مسقط حتى عطبرة ليصل أم درمان ويحمل السلاح ويطمئن المواطنين    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب سوداني يترك عمله في عمان ويعود للسودان ليقاتل مع الجيش في معركة الكرامة.. وثق رحلته من مسقط حتى عطبرة ليصل أم درمان ويحمل السلاح ويطمئن المواطنين    شاهد بالصورة والفيديو.. "دعامي" يظهر في أحضان حسناء عربية ويطالبها بالدعاء بأن ينصر الله "الجاهزية" على "الجيش" وساخرون: (دي بتكمل قروشك يا مسكين)    شاهد بالصورة والفيديو.. إعلامية مصرية حسناء تشارك في حفل سوداني بالقاهرة وتردد مع الفنانة إيلاف عبد العزيز أغنيتها الترند "مقادير" بصوت عذب وجميل    د. مزمل أبو القاسم يكتب: جنجويد جبناء.. خالي كلاش وكدمول!    محمد وداعة يكتب: الامارات .. الشينة منكورة    العين إلى نهائي دوري أبطال آسيا على حساب الهلال السعودي    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة جيبوتي .. 21 قتيلاً و23 مفقوداً    الخارجية الروسية: تدريبات الناتو في فنلندا عمل استفزازي    مصر تنفي وجود تفاهمات مع إسرائيل حول اجتياح رفح    السوداني في واشنطن.. خطوة للتنمية ومواجهة المخاطر!    "تيك توك": إما قطع العلاقات مع بكين أو الحظر    عن ظاهرة الترامبية    مدير شرطة ولاية نهرالنيل يشيد بمجهودات العاملين بالهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس    مدير شرطة شمال دارفور يتفقد مصابي وجرحى العمليات    منتخبنا يواصل تحضيراته بقوة..تحدي مثير بين اللاعبين واكرم يكسب الرهان    حدد يوم الثامن من مايو المقبل آخر موعد…الإتحاد السوداني لكرة القدم يخاطب الإتحادات المحلية وأندية الممتاز لتحديد المشاركة في البطولة المختلطة للفئات السنية    المدير الإداري للمنتخب الأولمبي في إفادات مهمة… عبد الله جحا: معسكر جدة يمضي بصورة طيبة    سفير السودان بليبيا يقدم شرح حول تطورات الأوضاع بعد الحرب    طائرات مسيرة تستهدف مقرا للجيش السوداني في مدينة شندي    هيثم مصطفى: من الذي أعاد فتح مكاتب قناتي العربية والحدث مجدداً؟؟    ترامب: بايدن ليس صديقاً لإسرائيل أو للعالم العربي    تواصل تدريب صقور الجديان باشراف ابياه    مدير شرطة محلية مروي يتفقد العمل بادارات المحلية    إيقاف حارس مرمى إيراني بسبب واقعة "الحضن"    «الفضول» يُسقط «متعاطين» في فخ المخدرات عبر «رسائل مجهولة»    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الإثنين    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الإثنين    نصيب (البنات).!    ميسي يقود إنتر ميامي للفوز على ناشفيل    لجنة المنتخبات الوطنية تختار البرتغالي جواو موتا لتولي الإدارة الفنية للقطاعات السنية – صورة    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    تسابيح!    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مصر والسودان .. أشقاء أكثر من مرة!
نشر في الراكوبة يوم 18 - 03 - 2017

ظهرت في الأونة الآخيرة على وسائل التواصل الإجتماعي في الإنترنت مناوشات كلامية متبادلة بين شباب من مصر والسودان "شتائم ونبذ وألفاظ نابية" متبادلة وبعضها يحاول أن يتلبس بالموضوعية الزائفة من قبيل الوطنية والتاريخ والحضارة وحب مصر والعكس حب السودان. وكل فريق يصور نفسه في دور البطولة بما حباه الله من مقدرة قاموسية على نبش الكلمات البذيئة والمقدرة على رميها بدقة في عين العدو الذي هو "المصري أو السوداني" المسكين هذه المرة وليس الإستعمار أو الإمبريالية العالمية ولا الإرهاب ولا داعش ولا الفقر ولا المرض ولا الأمية.
تلك هي الصورة بإختصار.
أنا سوداني لدي وجهة نظر مغايرة إذ أنني أكره ما يحدث وأراه ضياع للزمن والجهد في الضد من الإلتزامات الحتمية الواقعة على شباب مصر والسودان في العمل الموجب في مواجهة التحديات الخاصة بمصر داخل مصر وتلك الداخلية الخاصة بالسودان داخل السودان.
كما التحديات المشتركة السياسية والإقتصادية بين البلدين والتي أحسبها تقتضي أرفع درجات التفاهم والتعاون المشتركين في لحظة تاريخية صعبة من عمر الشعبيين الشقيقين. شقيقان؟!.
عند هذه ا النقطة من الرأي ربما رأى أحد المتشنجين الذي يحاول التبرير الموضوعي "الطرف الآخر هو دوماً المبادر وأنا لم أفعل شيء غير رد الصاع صاعين، أأترك مصر تشتم أمام عيني وأسكت هذا لن يحدث ولو على دمي!.. ونفس القول سيقوله الآخر السوداني". في الحقيقة ذلك بالضبط ما يحدث في الواقع في الرد على أي قول حكيم في مواجهة الدفع الهستيري الذي يمتطي موجة الشعوبية البغيضة.
والسؤال: لماذا هذا الآن؟.
لا بد أن تكون هناك أسباب محددة خلف هذا التشاجر الرخيص بين الأشقاء. هل فعلاً المصريين والسودانيين أشقاء؟. طبعاً!. لكن قد يقول أحدنا "لا" وفق تصوراته الخاصة وذلك حق وكلنا أحرار!. طيب ما تزعلش نفسك، دع كلمة "أشقاء" مجرد كلمة طيبة للطف والمجاملة الحميدة، وأكمل قراءة كلامي هذا وربما تجد فهماً مختلفا، ولا يهم إن راقك أم لا، المهم أن تعلم أن هناك صورة مختلفة عما لديك!.
نحن الآن بصدد النظر في الأسباب ومن بعدها نقول كيف "نحن أشقاء" وفي ماذا؟.. وسنشرح من "نحن" ولماذا؟!.
وطبعاً مقدماً، أنت حر إن كنت لا تريد أن تكون معنا. نحن نحترم وجهة نظرك ولا نطلب منك شيء غير المعاملة بالمثل: أن تحترم وجهة نظرنا!.
الأسباب: سببان رئيسان: الأول الشعور الذاتي بالإحباط والفشل أمام التحديات السياسية والإقتصادية والإجتماعية التي تواجه الناس في البلدين كل على حدى.. والثاني: أيادي خارجية أقليمية ودولية تعمل في الظلام لأهداف مشبوهة تخصها في هذه اللحظة التاريخية الحاسمة من عمر الشعبيين والبلدين. سأفسر حالاً الأسباب التي قلت بها وكيف تفعل فعلها في أرض الواقع وما النتيجة التي ربما نصل إليها!.
في مصر إنشقاق سياسي كبير تجلى بعد ثورة يناير 2011 بوصول مرسي والإخوان إلى سدة الحكم وتعمق أكثر بعد ثورة 30 ينويو 2013 التي حتمت إستيلاء الجيش على مقاليد الحكم بعد إنكشاف المؤامرات والمهددات التي واجهتها مصر إبان فترة حكم الإخوان والتي كان من الممكن أن تؤدي بمصر إلى الفناء من الوجود وكما يحدث لتركيا الآن!.
وكلنا نذكر قناة الجزيرة والخطط الخارجية التي تقودها قطر ودول أخرى في المنطقة منها حكومة السودان نفسها بتأييد من الغرب لتأسيس خلافة إسلامية بدءاً بالإستيلاء على ولاية مصر لتكون عاصمة الخلافة هي الدوحة طبعا!.
لا تنسى هنا أن السودان محكوم بحركة الإخوان المسلمين منذ ربع قرن وقدم السودانيين عظيم التضحيات ومئات الآلاف من الشهداء ومايزالون يكافحون في أركان السودان الأربعة للخلاص وبشتى السبل الممكنة من نظام الإخوان الذي أفقر البلاد وقسمها إلى شطرين متناحرين وأهان شعبها وأساء سمعتها وعلاقاتها الحسنة مع العالم ودول الجوار مما جعل السودان يتصدر قوائم الإرهاب العالمية ورئيسها متهم بجرائم حرب وتطهير عرقي ضد فئات محددة من شعبه.
وإن كانت حكومة السودان التي تقتل وتهين شعبها متهمة بمساندة الإرهاب العالمي. فالعكس يحدث في مصر!.
إذ أن الشعب المصري يعاني إرهاب الجماعات المتطرفة التي تقتل المواطنين وتفجر الطائرات ودور العبادة الإسلامية والمسيحية وتقتل ضباط الجيش المصري وشرطته متى ما سنحت لها الفرص.
تلك هي الصورة العامة في البلدين من الناحية السياسية.. والإقتصاد في أسوأ حالاته لأول مرة في التاريخ الحديث.
كيف تترجم تلك الأسباب ذاتها في أرض الواقع؟.
إزاء الشعور بالفشل والإحباط أمام تحديات الواقع يتترجم العجز بلا وعي في الإحالة إلى عامل خارجي "عدو هو السبب" وهذه المرة هو الأقرب في الجغرافيا والتداخلات السياسية والإقتصادية. كما حالة الإنشقاق الداخلية في البلديين تحتم بلا وعي البحث مرة ثانية عن عدو خارجي يشعر الناس بالمصير المشترك مما قد يقود إلى تخفيف حالة النزاع في الذات الواحدة. وكلها مشاعر وهمية!.
السبب الثاني "المشبوه" وهو أن هناك جهات أقليمية تعمل على حصار مصر سياسياً وإقتصاديا ودبلوماسيا بهدف إسقاط حكومة السيسي وعودة الإخوان إلى سدة الحكم. ومن أجل هذا الهدف الطموح يتم إستخدام جميع الوسائل الممكنة لخنق الإقتصاد المصري عبر إعمال جميع أنواع الشائعات والمؤامرات والمقاطعات التجارية.
لذا فأن الدعاوي ضد أي مصري متفلت يكون جوهر الرد عليه من بعض السوادنيين وغيرهم: الدعوة إلى مقاطعة البضائع المصرية. النتيجة المعمول لها: خسارة الإقتصاد المصري، خسارة الشعب المصري. هنا شيء يستحق بجدارة أن نقول عليه: مشبوه!.
ومن هنا يبدأ العراك الإنترنتي الهستيري ليشمل المساكين والسذج وأصحاب النوايا الحسنة من الطرفين في معركة هلامية بائسة!.
ويتم إستخدام الفاظ موجودة في قواميس الهجاء أيام سوق عكاظ في القرن الواحد وعشرين!. ويكون الفخر بالنسب الرفيع ومكارم الأخلاق وجمال الشكل والروح والرجولة والشهامة والحضارة أمام طرف رذيل أجرب منحط الشرف القبلي والوطني لا أخلاق ولا مكارم له. وهنا يتم تبادل مواقع النصر والهزيمة بحسب فصاحة الشعراء الفحول من الطرفين في سوق عكاظ الفيسبوكي.. يا للعار!.
أين مصالح الناس وحياتهم الحقيقية؟.. هذا لا يهم!.
هنا أجيئكم بمثال للنظر: زيارة الشيخة القطرية موزا إلى السودان. (لن أنسى أن أقول لاحقاً كيف نحن أشقاء، لا تتعجل).
عندما جاءت الشيخة موزا أو موزة إلى السودان الإسبوع الماضي رشحت أنباء أن الشيخة جاءت بعرض تجاري يهدف إلى الإستثمار في مجال السياحة بإبراز ورعاية الإثار والإهرامات القائمة في شمال السودان. صح هذا أم لم يصح ليس المهم، وقطر قد تكون ليست بريئة كما أن زيارة الشيخة موزة في سعيها للإستثمار السياحي لم تتم وفق أستفتاء الشعب السوداني، بل هي عملية سياسية بحتة كما هو واضح!.
لكن دعنا من ذلك!. لنذهب إلى الأمام للبحث في المثال الهستيري.. قال أحد المصريين في الفيسبوك وأنتشر الخبر وأصبح كوميديا سوداء شاملة: أنه أول مرة يكتشف أن في السودان إهرامات "لم يسمع بذلك من قبل" وقال آخر أنها صغيرة وتافهة مقارنة بإهرامات الجيزة العظيمة (برج الشيخ خليفة في الإمارات أطول بكم مرة من إهرامات الجيزة، ما بالطول والعرض تقاس أثار الشعوب يا هذا!).
وقال آخر نصب نفسه عالم تاريخ أن ليس للسودانيين إهرامات ولا أثار وإنما كله مصري من أفعال المصريين الفراعنة حينما حكمو السودان في التاريخ الغابر!.
ذلك هو مثال الأثار وإنه لمثال عظيم لو تعلمون!.
لنأخذ هذه النقطة فقط "نحاول بس نبقى منطقيين مع هذه الهستيريا التي لا منطق لها". لأن بنفس القدر جاء سودانيون وقالوا بالأدلة التي يملكون أن إهرامات الجيزة سودانية مية المية. طيب ليكن.. يعني إيه؟!.
نروح نأخدها؟. كل واحد يلم أثاره عليه؟. طيب كويس!.
لكن إذن لازم نكون عادلين لأننا شعوب ذات حضارة، أليس كذلك؟.
إذن أيضاً علينا نرجع للأغريق أثار الإسكندرية وكذا الهكسوس ونعيد للأتراك والإنجليز قناة السويس ونعيد للعرب مسجد السيدة زينب ولا تنسى الأزهر وأثار لا حصر لها من قاهرة المعز.. أم أن المصريين عرب؟. العرب لا يفتخرون بإرث الفراعنة ولا يطالبون بأثار السودان .. أليست البلاد إسمها جمهورية مصر العربية؟. العربية؟، رسمياً!. إذن الإهرامات ليست لك، انت لا تنتمي لأهلها مادياً، لست من عرقهم،عرق أهل مصر، بناة الإهرامات؟!.
هل أنت عربي؟. إذن لماذا تعترض على رعاية الشيخة موزا العربية على رعاية أثار الفراعنة في السودان وأنت كعربي ترعى أثار الفراعنة في مصر؟. لماذا موزا غلط وانت صاح وانتما الإثنان عرب؟. أم أنها عربية بدوبة وانت عربي متحضر.؟. كيف ومتى؟!.
الكلام أيضاً بنفس القدر للسودانيين. أنتم دولة عربية إسلامية عضو في جامعة الدول العربية (هذا جميل)، مالكم وأثار الكفرة الفراعنة؟.
(كلام أقرأه وانساه ليس هدف هذا المقال: العروبة فهم ايديولوجي تم استخدامه بخطة و بنية حسنة أيام الحرب الباردة للوقوف ضد الخط الغربي الامبريالي وحلفائه في الخليج المعادي للشيوعية والاشتراكية ايامها ومصر الثورة وجمال عبد الناصر والسد العالى إشتراكية.. كامديفد لم تغفر لمصر استراكيتها عند الغرب. لذا دفع الضريبة نظام حسني مبارك كممثل لثورة 1952 التحررية).
نواصل.. وزير السياحة السوداني في الوقت الراهن رجل وهابي من أنصار السنة (لا نتحدث عن أخلاقه فهو رجل كريم ومحترم) لكن مذهبه الوهابي يعتبر التماثيل والمجسمات الكوشية والفرعونية أصنام حرام وجب تحطيمها فهي ليست بشيء غير رجس من عمل الشيطان.
وأنا على ثقة إن أراد المصريين الفراعنة إعادة اثارهم وجسامين جدودهم لأعادها لهم الوزير في طرفة عين، لكن للأسف ليس بمصر فراعنة يطالبون برد شيء إنما العرب يفعلون ذلك!. لسنا هنا ضد العرب!. بعضنا عرب، أهلنا عرب، ربعنا عرب. لكن يبدو أن الفراعنة في القبور فقط هنا وهناك، أليس كذلك؟.
الفراعنة الحق الذين في القبور لم يطالبو بحصر أثارهم في جهة واحدة ويبدو أنهم سعداء في مكان إقامتهم الجديدة في مصر والسودان وفي الإهرامات الكبيرة والصغيرة.. فهم لا يتذمرون!.
لأن لو كان غير ذلك لكتبو في وصاياهم قبل الموت و قبل أن يعينو خلفائهم مكان دفنهم في الجيزة أو العكس في البركل أو نبتة، لكن لم يحدث. أين ذهب أحفاد هؤلاء؟. نحن ربما كنا أشقاء في القبور!.
ملاحظة: تعالو نزور مناطق بعضنا البعص ونبعث بقوافل سلام وحب وإحترام إلى أهلنا الجميلين هنا وهناك. السياحة المتبادلة ربما تنعش إقتصاد البلدين وليس العكس، نروح نشوف أثار مصر ويجو المصريين يشوفو أثار السودان أو العكس أثار مصر في السودان أو العكس لا يهم بس انت تعال!.. كما أنني أتوقع أن أي سائح أجنبي يجي السودان ح يعبر مصر والعكس صحيح وبكدا ممكن نزيد عدد السياح وتزيد إقتصادياتنا قوة. شغل دماغك مرة واحدة يا هستيري!.
هل نحن أشقاء؟. نعم!.
ركز معاي شوية.. مصر لم تستعمر السودان ولا مرة واحدة في الثلاث آلاف سنة الماضية. دا بالنسبة للسودانيين الذين يحاولون إشعال الفتيل من الخلف بحزازات تاريخية زائفة لكنها للأسف موجودة في الكتب الرسمية. تلك الكتب لا تعبر عن الحقيقة ولا تاريخ الشعوب!.
هناك خطان للوحدة والإستقطاب متضادان بين البلدين. الخط الإستعماري الأجنبي كان في التاريخ تركي/إنجليزي. مصر والسودان مستعمرتان تركية/إنجليزية.
السودان لم يدخله حاكم واحد مصري الأصل (بأمر من مصر حرة) كل الوقت في التاريخ الوسيط والحديث. السودان كان دائما مستعمرة ملحقة بالقوة بمستعمرة مصر بما يخدم مصالح المستعمر. ذلك الإستعمار كان وما زال مرفوضاً من سواد الشعبين والوحدة الإستعمارية مرفوضة لأنها ضد مصلحة الشعبين.
الخط الثاني هو الخط التحرري الوطني في البلدين ضد الإستعمار مطلقا ومع وحدة جاذبة وعادلة وتحقق مصلحة الشعبين تماماً وفق إردتهما الحرة.
وهذا هو خط التضحيات والشهداء والعرق والدم. خط عرابي وسعد زغلول في مصر وخط المهدي وعلى عبد اللطيف في السودان "مثال".
لكن الإستعمار أنتصر على الشعبيين في لحظة ما للأسف!. فساد الخط الاول الإستعماري في الضد من عرق ودماء ابناء الشعبيين!. نحن أشقاء في الأماني والأشواق والتضحيات "نحن الشعبيين الحقيقين".
وفي الختام جاءت ثورة 1952 فحررت الشعب المصري لأول مرة من الإستعمار الأجنبي وتم الجلاء من قناة السويس عام 1956 فمصر بها جيش إستعماري حتى تلك اللحظة. وتحرر السودان في ذات العام 1956. ومنذ ذلك الوقت بدأت مشاورات ونقاشات وأحلام وأشعار تتحدث عن وحدة وادي النيل.. الوحدة الحرة العادلة التي تحقق مصالح الشعبيين. أمر صعب كل الوقت وسيظل الحلم يقاوم المصاعب!.
وبالمناسبة في تقديري الخاص تحقق قدراً كبيرأ من أفاق الوحدة في الروح والمشاعر والوعي والتفاهم والحب بين أبناء وبنات الشعبين الحريين إن لم تتحقق الرؤية على المستوى السياسي الفعلي "هناك أزمة". وهناك مشاكل عالقة؟. نعم، ذلك من طبيعة الأشياء ومن بقايا أثار الإستعمار وأعباء التبعية وتدافع العالم الآخر في الضد منا.. تحديات على الناس مواجهتها بدلاً من دفن الرؤوس في أوهام الفيسبوك وتويتر وأشباههما. نعم، نحن أشقاء في النضال من أجل الحرية والإستقلال!.
أنت لن تتقدم وتتحرر وحدك، التحرر الكلي هو الضمانة و يصنع نهضة أكبر وذاك كان وعي الجدود "الأسماء ذكرت بعاليه". نحن أشقاء في المصير المشترك والحدود المشتركة وأهم شيء المصالح المشتركة بأكثر مما لنا مع الآخرين بسبب الجوار الذي حتم الأقدار السياسية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية وحتم نغمة الإستعمار المشترك كما النزعة المشتركة إلى التحرر والإلتقاء، التاريخ قال كلمته في ذلك!. ( تذكر التقسيم أعلاه لمعاني الوحدة المعنية التي قلت بها أنا قبل أن يفور دماغك الهستيري!).
من نحن في السودان ومصر؟!. بشر!. أنا ضد دولة الهوية. ضد أن تكون مصر عربية أو إسلامية أو قبطية أونوبية أو فرعونية ألخ.. مصر أكبر من هوية واحدة وأكبر من كل الهويات.. مصر إنسانية..تلك هي مصر العظيمة، وإلا كيف تكون: أم الدنيا!.
الدولة في مصر والسودان يجب أن تكون محايدة عن الهوية "عن هويات الناس الذاتية". أنت عربي، قبطي، مسلم، مسيحي، نوبي، صعيدي، أسكندراني أي حاجة أنت مصري وخلاص. ولتكن كما تشاء وتقل بما شئت من هوياتك الخاصة فقط لا تفرضها على الآخرين.
مصر ليست عربية والسودان ليست أفريقية ولا عربية ولا نوبية ألخ، بل هي بلاد أهلها فقط بكل تنوعهم المحتمل.
الدولة وجب أن تكون بلا هوية وعلى وجه الإطلاق.. ليس عن الدين فقط!.
عبارة فصل الدين عن السياسة والدولة عبارة زائفة تشبه فقط فترة التطور الأوروبية.
نحن في الشرق إن فصلنا الدين عن الدولة فالعرق باق. وهو أشد شقاقاً من الدين. وجب أن تكون الدولة بلا دين وبلا عرق وبلا تاريخ.. بلا هوية .. وإلا ستكون دولة إقصائية بالضرورة!. أعني الدولة في مصر والسودان وفي كل مكان.. والبشر يمتلكون هوياتهم كما يشاؤون دون أن نغالطهم في ذلك.. الناس أحرار في تحديد هوياتهم!.. لكن الدولة بلا هوية.. إذن نحن أشقاء في الإنسانية!.
الفخر بالعرق واللون والملامح الجسدية فخر فج لأنه يركن للطبيعة أنت تفتخر بإنجازك الذاتي الذي فعلته بنفسك لا ما ورثته من جسد أو أثار أي كانت!.
الفخر بالحضارات القديمة أيضاً زائف، لان تلك صنيعة بشر آخرين، ماذا صنعت أنت الآن ذلك هو السؤال!.
كما أن الفخر بالحضارات والتباهي بها، يدل على جهل وعنصرية فجة وتمييز بغيض. أنت إذن ضد من لا حضارة لهم من البشر. والإ فإنك لا بد أن ترضى إضطهاد الأوروبيين لك الأن بوصفك إنسان لا حضارة له الآن.. أنسى التغني بالماضي.
الحضارة الغربية الراهنة "في تقديري" أنجزت إنجازاً يفوق جميع إنجازات الإهرامات البشرية. ذلك أن الإنسان أي كان فهو إنسان بغض النظر عن عرقه ودينه ولونه وشكله وحضارته الراهنة أي كانت اغريقية او صينية او فرعونية، لا يهم فهو بشر محترم ووجب أن يكون البشر سواسية في المعاملة الأخلاقية و أمام القانون.. إذن نحن أشقاء في الرؤية.
ونحن نستطيع زيادة على ذلك أن نكون أكثر رومانسية بوعي منا فنقف على شط النيل ونذكر بعضنا البعض بالخير ونتمنى لبعضنا البعض الاماني الطيبة ونسلم على بعضنا البعض بحرارة في الحضور وفي الغياب.
ونحب بعضنا البعض كدا بس بلا أسباب.. وحتى لو ما كنا مش مرتاحين كفاية لبعضنا البعض في بعض المرات، القليل من المرات.. خلي الحب باقي .. خليه يكون قدر، حب قدر، كدا بس!.
وأنا أحب كل الأحرار، ليس قدر كدا بس وأنما أيضاً منطق!، وأعرف أن البعض منكم ربما شتمني الآن كدا بس أو لسوء الفهم وقبل أن يكمل قراءة المقال أو فهم محتواه، لا أتمنى.. واعرف أن لي بكم أحباب! .
إنتهى.. بس لطفاً لا تنسو محتوى المقالة من حيث أنني أقول لماذا التفاهم الإستراتيجي بيننا مهم وقدر كما أوضحت الأسباب الموضوعية والمشبوهة وراء بعض الناس الساعية بالهستيريا والشقاق بيننا: أسباب داخلية وخارجية.. وفسرنا كيف نحن أشقاء.. لنكن!.
محمد جمال الدين .. لاهاي/هولندا
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.