كان هناك شقق مؤجرة، في القاهرة، يتمّ داخلها تصنيع وبيع الخمر، وقد أخذت تلك الشقق تُعرف، مع تزايد عدد المنفيين، باسم "بيوت العرقي"، لكن القليل جدا، من بين أولئك الزبائن، من ذوي الحساسية المرضية المفرطة، ممن قام المنفى، هكذا، بتحويلهم، مع تعاقب الشهور والسنوات، إلى شعراء، في سبيل الحرية؛ ظلّ يدعوا تلك البيوت لسبب لا بد وأن يثير حيرة علماء "ناسا" باسم: "الواحة واهبة الفرح المعبأ في الزجاج". إذا لم يتفوهوا بمثل ذلك الهراء فالشيطان زوج عزيزة نفسه لن يعلم قطُّ ما مقدار ثقافتهم الرفيع. أكثر ما ظلّ يثير غيظ حامد عثمان، على وجه الخصوص، لحظة أن يشرع أمثال هؤلاء المثقفين، في مناقشة قضايانا المصيرية الكبرى، بمثل تلك العبارة التي تشبه في غرابتها بيت أمّ الشيطان عزيزة تلك من الداخل، والقائلة: "إن جوهر الأزمة يكمن حثيثا في كيمياء التساكن الفنولوجية الصاعدة". ثم ليأكلني من بعد كل ذلك الشيطان بن عزيزة تلك نفسها، بل وليفعل ذلك بي على جوع ومسغبة، إذا لم يهوِ بهم قول أمثال تلك العبارة، يوم القيامة، سبعين خريفا، في نار جهنم. كانت بيوت العرقي تحتل موقعها، معظم الحالات، في الطابق الأرضي، أو الأخير، من كل بناية، لأسباب تتعلق، حسبما يشاع، بمحاولة إخفاء تلك الروائح القوية المنبعثة، من داخلها، في أثناء تصنيع العرقي، ما أمكن. أي كما لو أنّك تخفي ندبة غائرة على خد. ظلَّت هذه البيوت تكتسب أهمية متزايدة، خاصة بعد أن فقد عدد من بين أولئك المنفيين الغرباء الأوائل أبصارهم، في أعقاب شراء خمور مصرية تالفة. الحق، كان أغلب أولئك العميان أبناء زانية ورماة مهرة في أساليب اغتيال الشخصية. ولا أحد يعلم في نهاية المطاف ما كان سيحدث بالنسبة للعالم لو أن الله ترك أولئك الأوغاد محتفظين بأبصارهم في أيام التيه الجماعي تلك. أحدهم، وكان ذلك الأعمى الوغد نفسه، الذي ظلّ يحدق في حامد عثمان، أثناء ذلك الاجتماع الحزبي، بعينين ميتتين، والذي مررت أنا شكر الأقرع به صحبة غريب يقوده في أعقاب مغادرتي لمبنى السفارة اللعين آخر ذلك الصباح البعيد؛ قد بدأ يخبر معارفه، تحوطا من حدوث اختراقات أمنية "قد" تتم بواسطة عملاء النظام المبثوثين في القاهرة، أن يقوموا بالضغط على رسغه، بصورة معينة، إذا ما حدث وأن صادفوه في مكان عام؛ قائلا بتقعر لا يحسد عليه: "هذه شفرة تأميني". لو أنني تشجعت وقتها، أي اثناء مروري المذعور ذاك به، وهو في صحبة ذلك الرجل الغريب، قريبا من مبنى السفارة اللعين نفسه، وقمت بالضغط مازحا، على مؤخرته مثلا. ففرص مثل تلك لن تتكرر ثانية. لكن ابن الزانية هذا، كان سيعتقد، من دون أدنى مجال للشك أنّه وقع، هذه المرة، في قبضة "خائب"، لا جاسوس. أخيرا، تسبقه أشواق الضياع الحميم عن العالم، وصل حامد عثمان إلى بيت أشوك، في نواحي ميدان الألف مسكن. ولو أن أحدهم وضع قبالته مرآة، على حين غرة، لأدرك أنّه تقدم في العمر سنوات، فقط خلال تلك الساعة النحس، التي مرت عليه، بعد أن وقعت عيناه، وفق ذلك النحو، على مها الخاتم وجمال جعفر اللعين. كانت أشوك هذه امرأة سوداء بدينة نوعا ما في منتصف العمر.. طويلة القامة. بطيئة الحركة. ظلّتْ لسبب لا يعلمه إلا الشيطان تلف ساقها اليسرى بشريط طبي متسخ. تعرج خفيفا. ما أن تبادلك العرقي، مقابل تلك الحفنة القليلة من المال، حتى تعود متمايلة منسحبة في صمت وهدوء وخطى قصيرة باعثة على الضجر، وتواصل الجلوس بلا مبالاة ومسكنة لا متناهية، على كنبة خشبية عارية، في أحد جوانب الصالة، حيث ما تلبث أن تتابع النظر، بشرود وتسليم غريبين، إلى شاشة تلفاز صغير، ظلَّت تتبدل مشاهدها في العادة بلا صوت، ثم لا تستجيب أشوك بعدها لأمر آخر، سوى لطرقات قادم آخر جديد. ولا يذكر حامد عثمان أنّه سمع صوت أشوك قطّ. إلا أنّها كانت تغمغم أحيانا بأصوات غير مفهومة. أشوك (وكذلك أخذ يرسخ لدى حامد عثمان) مثل تلفازها ذاك، تراها ولا تسمع لها صوتا. والله وحده يعلم فيما كانت أشوك تفكر فيه، بينما تتابع في ذلك المساء شاشة تلفازها الصامت، وهي تُعرض تلك المشاهد المتتابعة لانهيار برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك. كان حامد عثمان يعثر عند أشوك من حين لآخر على بعض أولئك المنفيين الغرباء ممن يؤثرون الجلوس في ضيافتها لدقائق أو أكثر لتناول ما يعرف في "أدبيات العرقي" على نطاق واسع بمصطلح "كأس الطريق"، وحتى هؤلاء، لم تكن أشوك عادة ما تتبادل معهم كلمة واحدة، عدا لحظة أن يطلبوا منها في أثناء تلك الحوارات التي لا تنتهي مزيدا آخر من الشراب، وقد غدت الكأس "كاسات". أحيانا تجدهم، هؤلاء الذين يخشون مواجهة الطريق إلى بيوتهم من دون خدر الخمر، محاطين حد الغرق، أو لنسمه "الجذب الصوفي"، بتلك الحالة الشعرية الفريدة من نوعها في العالم قاطبة، وقد شرعوا بالتفوه بعبارات مثيرة حقا للحيرة من شاكلة ذلك الهراء القائل: "أجمل من الخمر كيفية العثور على الخمر". في هذه المرة، وقد كان لا يزال تحت تأثير وقع صدمة مها الخاتم وجمال جعفر تلك، وجد حامد عثمان في معية أشوك ما بدا له بوضوح شديد مثقفين ضليعين من عُملة فلسفية نادرة تذكرك للوهلة الأولى، إذا كنت من أهل الظاهر، بحوارات طيب الذكر المدعو سقراط، مع السفسطائيين، في كتاب تلميذه أفلاطون المسمَّى "الجمهورية"، وقد بدا ذلك وقتها بمثابة الأمر الوحيد، الذي كان ينقص اكتمال كآبة حامد عثمان القاتلة، في ذلك المساء. وقد كانا لحظة أن استقر بحامد عثمان المقام في خضم مناقشة بدت له أول الأمر لرصانتهما البادية على وجهيهما جادة حول ما أخذا يدعوانه بمزيد من هراء التفهم "مفهوم جوهر الحرية بمذاقه المدهش الفريد"، وقد رسخ لديه ذلك الانطباع الأوليّ عنهما، لأن لهما هيئة كانت أمّي تطلق عليها بعد اكتشاف زيفها عبارة "سماحة جمل الطين"، مع أنني شخصيا لا أكترث كثيرا بفروقات من شاكلة جمل مصنوع من طين وآخر من خزف. فكلها جمال! ثم ما لبث حامد عثمان تحت تأثير الدوار الذي أحدثته الكأس الأولى أن قال في نفسه "لا بد أنهما يتحدثان عن مزايا عصير أقرب إلى الأناناس". ثم أرخى أذنيّه عند الكأس الثانية أكثر. وإذ اتضح له جليا أنّهما "أدعياء ثقافة"، فكر: "لا شك عندي أنني كنت سأشنقهما في ميدان عام فيما لو كنت مثلا في مقام الحجاج بن يوسف الثقفي". تجاهلهما برهة، حيث أخذ يتأمّلهما تاليا مجددا، على ضوء مصباح صالة أشوك الشاحب. لقد بدآ من الاستغراق التام بمكان. بل وقد بدا ألا شيء في العالم قد يمكنه اقتلاعهما بعيدا عن "وحل المناقشة" ذاك. إلى درجة أنهما لم يردا حتى على تحية حامد عثمان الحيية لهما. كان حامد عثمان هذا يبدو أحيانا لدهشتي كمهذب. بل لم يلتفتا كذلك ومنذ البدء إلى وجوده على مقربة منهما، كما لو أن مسألة دخوله ومغادرته لبيت أشوك مسألة من شأنها أن تهدد مسار استمنائهما الفكري العتيق، في أية لحظة. فجأة، تحرَّكت كوامن الشر مجتمعة في داخل حامد عثمان. وقد وجد نفسه ينتصب أخيرا بينهما بتحفز ودونما صوت. كما لو أن وابلا من المطر توقف بغتة عن صبّ لعناته المتعاقبة حثيثا على سقف من الزنك. أخذا يتطلعان إليه من قعدتهما المتقاربة تلك بذهول وبما بدا براءة وحيرة لا نهائية. "هل من شيء بوسعنا القيام به تجاهك، يا أخ المنفى"، كذلك سأله أحدهما بتهذيب جمّ كاد أن يطفئ جذوة الشر الموقدة في داخله للتو. "هيا، امسح بهما الأرض حالا، يا فتى"، سمع حامد عثمان الصوت الأليف وهو يتردد في أعماقه القصيّة. "لا تتراجع"، هيا، يا فتى، تردد الصوت ثانية. وقد قال الآخر لحامد عثمان بشيء من نفاد البصيرة والصبر معا وسلطة جهله بحامد عثمان العاشق الصامت المتأزم أبدا لا تغتفر: "بالمناسبة، يا أخ المنفى، أنت تقطع علينا تسلسل نهر الأفكار الدافق". هنا، وضع حامد عثمان اللعين على ملامح وجهه تعبير وجه إمام، على وشك أن يلقي بخطبة عصماء شديدة اللهجة، على رؤوس مصلين أنفقوا نصف نهارهم ممارسين الغش في الأسواق. هكذا، مستشهدا بأسماء مفكرين وفلاسفة غربيين تقاطروا على لسانه من صنع خيال اللحظة المحض وحده، قال حامد عثمان: "أيها الأصدقاء: ما قد سمعته منكما في التو والحين لهو أمر لا ينتمي في جوهره اليقيني المتهافت إلى مفهوم المناقشة الإيجابي كما حدده وليم الأسبارطي في نظريته المعروفة على نطاق واسع باسم "رعشة الجسد". في الواقع، بدا صمت حامد عثمان القصير المباغت بديعا ومؤثرا. وكان حامد عثمان اللعين يشعر، بعد تجرع ثلاث كؤوس متلاحقة من العَرقي، أثناء مشاهدة تلفاز أشوك الكئيب الصامت، وكأن ذلك الفيلسوف اللبناني المدعو مهدي عامل يقبع في مكان ما داخل رأسه. كان صامتا لا يزال، يتابع النظر إليهما من علّ، حين تجرأ أكثرهما سُكرا، وسأله بشيء من التقعر "كيف". وقبل أن يشرع حامد عثمان (الذي قام في أثناء صمته ذاك بتركيب مكنة مثقف قوة مئتي وخمسين حصانا) في إجابته، قال الآخر الذي جهل بمقام حامد عثمان من قبل وسلطة جهله بحامد العاشق المتأزم أبدا لا تغتفر: "أجل، أو اللعنة تصيبني، يا هذا، كيف يمكن أن تكون المناقشة مخصيه، برأيك؟". "انظروا، بربكم، إلى هذا الوغد، كيف يسألني؟". كذلك، هتف حامد عثمان، وهو يتساءل مستنكرا، في نفسه تواصل تطاول ذلك السائل "العنيد"، الذي ظلّ يعطي الانطباع، لحامد عثمان، أن الله "سيدخله النار"، إذا لم يتجاوز ما أراد له حامد عثمان أن يكونه، من وضعية التلميذ "النجيب المنصت"، لا أكثر. ومع ذلك، لم ينفعل حامد عثمان، إلى ذلك الحد، وقد تمالك زمام أعصابه المنفلتة، بذلك الحذق والدِربة، اللذان هبطا عليه، في آخر ثانية، كإلهام شيطاني غير متوقع، البتة. ولما طال مجددا أمد توقعهما، وقارب على النفاد، تابع حامد عثمان مواصلا الحديث بذات الحذلقة التي يعجز الشيطان الرجيم نفسه في الأخير عن فهم مغزاها: "بمعنى أن فضاء المناقشة الإيجابي يتم تصويره في هذه الحال (وفق جدلية تلميذ وليم الإسبارطي الفذ، وأعني به هنا بالطبع ذلك الوغد المدعو القسّ ستيفن كولجاك المتحوِّل ملحدا لاحقا) كلقاء سريري يجمع في لحظة غضب له مذاق الغرام بهدم الحيطان المعنو- سجنيّة ما بين إرادتين متوافقتين كما لو أن معركة دافعها الثورة تنشب رحاها تحت رعاية الشيطان الأكبر نفسه ما بين رجل عارم الشهوة وامرأة شبقة لتوليد ما أسماه بيتر كوبنهاجن في مرحلة تالية لا حقة من تطور نظرية الإسبارطي نفسها "الدلالة المثمرة لغريزة البقاء العليا، ثم- وقد نظر حامد عثمان اللعين إلى ساعة يده المتوقفة- ليلة سعيدة مفعمة بالأحلام، أيها الأصدقاء". يا شكر الأقرع: قسما بالله العظيم ثلاثا، وبأولادي الذين لم أنجبهم بعد، تركتهما آنذاك حائرين كوغدين، ثملين كخرقتين، فاغري الفم وميتين تماما، بتأثير وقع الصدمة الثقافية، بينما شرعا يتابعانني، والقهر الكظيم يظللهما، حتى عتبة الباب الخارجي لشقة أشوك، بنظرتين واجمتين: واحدة مصدقة وأخرى متشككة". "مثقفون"!! كذلك، هتف حامد عثمان، منفجرا في نفسه، خارج بناية شقة أشوك، وهو يركل حجرا، بقدمه اليسرى، إلى جانب بداية تلك الطريق المعتمة، إلى شقته، في حي عين شمس الشرقية القريب. ولما رأى حجرا آخر، فعل الشيء نفسه، قائلا: "مثقفون"!! أما الحجر الثالث، فقد نظر إليه، بلا اكتراث، وهو يتابع خطاه، إلى جانب الطريق الجانبي المعتم نفسه، حيث لم يعد ينظر، ثانية، إلى الحجارة، خاصّة وأن الحجر، مع تأثير العرقي ربما، بدت ملامحه أقرب إلى ملامح خراء لزج يشبه ملامح طريقة حديث وغد لعين يدعى في عرف العاشق المتأزم ولا بد باسم "جمال جعفر". هناك، داخل شقته، شرع حامد عثمان، فور جلوسه، على كرسي الخيزران وراء المكتب الخشبي الصغير، في فضّ ورق جريدة اللف، عن كيس العرقي الأبيض الشفّاف، كمن ينضّ ثياب حبيبة عند بوابة اللقاء، حيث قام بصبّ محتواه السائل، بحرص شديد وعناية تامّة، داخل زجاجة كوكاكولا كبيرة فارغة، وهو يعاود مواصلا في الأثناء سيل شتيمته تلك نفسها، تماما كمن يجتر مسبحة، ولكن من دون أدنى انفعال هذه المرة، هكذا: "مثقفون فمثقفون ومثقفون"! إلى أن بدأ أخيرا في تجرع الكؤوس تباعا. هنا وهناك، بدا (في مواجهته ومن حوله) دولاب الملابس الخشبي المشرع، تلك المرآة الجانبية، أرتال الكتب، وحقيقة أنّه وحيد. وحيد، مثل حجر صغير منعزل وقابل للركل، عند قارعة الطريق. لحظة أن أتى، بعد مرور وقت قصير، على نصف الزجاجة، بدت على وجه حامد عثمان علامة الاستمتاع، بذكريات انتصاره الثقافي هناك، في بيت أشوك، على ما أسماهم، كذلك في أثناء الطريق، بعبارة: "مثقفون من العالم الرابع". وإن لم يتوقف حامد عثمان، بعدها، عن التفكير، لحظة، في أنّه ترك لهما (في بيت أشوك هناك) مادة غزيرة للبحث. للأسف لا وجود لمثل تلك المادة في مكتبات هذا العالم المكتظة بالمعلومات إلا في خياله، حتى أنّه أخذ يردد بصوت عال، والغرفة تضيق وتتسع من سكر، وقد نسي لوهلة ما حدث هناك بالفعل في بيت أشوك اللعين؛ قائلا: "ولكن أو بحق السماء مَن هو بيتر كوبنهاجن هذا؟" إلى أن خطر له عند الكأس الأخيرة أن يقوم بواسطة خياله الداعر، والذي يشبه في العادة عربة إسعاف مسرعة على طريق خالية آخر الليل، بتجريد المشاهد التي سبق له وأن رآها قبل ساعات في نواحي الميريلاند، حيث ذلك المطعم اللبناني اللعين، الذي لم يُقام في تلك المنطقة، إلا لوأد مشاريع حامد عثمان العاطفية. "لعن الله إذن المدير والجرسونات وموردي الأغذية والمشروبات والزبائن والطباخين هناك ومندوبي شركة النور والمياه". هكذا، كان على حامد عثمان أن يواصل صبّ لعناته العدمية في نفسه، عندما أطفأ النور. ولما أخذ يتحسس طريقه، في الظلمة، مترنحا، إلى السرير، كان قد هدأ تماما، ليجد نفسه، ما أن وضع رأسه على الوسادة، أمام حالة إبداعية من نوع فريد. هكذا، حذف صورة ذلك الدعي المدعو جمال جعفر، عن "المشاهد كلها"، وأحلل نفسه مباشرة في مكانه ذاك، ثم تجرد أخيرا، في رقدته نفسها، عن ملابسه، قطعة فقطعة. وجو الغرفة رطب. كان يشعر بدوار المتعة، وبموج الخدر اللذيذ، وبموضوعه الخاصّ، وهو يواصل التوغل أسفل الغطاء ببطء وتمهل غائصا داخل ثنايا ذلك العالم المخمليّ الناعم الحميم لمها الخاتم. [email protected]