بعد ان قدم المؤتمر الوطني مرشحيه في إلانتخابات السابقة,ضجت القاعات المغلقة في إجتماعات الشوري,التي كان مخول لها ان تدفع بثلاثة خيارات كمرشحين لمنصب الوالي يُختاراحدهم,حيث ظهرت التكتلات القبلية داخل الممارسة السياسية بصورة صارخة,بل كانت ظاهرة أرهقت للحزب الحاكم؟ المتعارف عليه في الممارسة السياسية ان تتقدم الاحزاب ببرامجها وتبنى على اسس فكرية او أيدلوجية,لا علاقة لها بالمنظور الضيق المحصورفي(الاثنية والقبلية)!! تحديداً الاحزاب الاسلامية منها؟.. وهي التي تسمو فيها القيم على السياسة بمعناه الضيق المحصور في تحقيق المصالح والمكاسب الشخصية... بحكم ان الاسلاميين يتميزون على من سِواهم من الاحزاب الاخرى, بالمقاصد الكلية للحياة المنبثقة المرتكزة على الشريعة لا القوانين والاسس الوضيعة،حيث تتجرد فيها النفس من النظر الى الاهداف المباشرة المكتسبة لمصلحة الفرد?? لكن الممارسة والشورى في هذه القيم السمحاء عكست غير ذلك تماماً في ممارسة الحزب الحاكم, حيث( طفحت) تكتلات في بعض الولايات عرفت برموز, تعارف عليها اهل الولاية تعبر عن الازمة بوضوح،مثال لذلك مصطلحي(هبت) و(ستقف)??!! هذه الجمل ليست رموزا و لا طلاسم مجهولة,بل هي حروف مستوحاه من اسماء قبائل, تجمعت وربطت بينها مصالح مشتركة في حزب واحد,واصبحت تكتلات ولوبِيهات سياسية داخل الحزب الحاكم يصارع كل منها الاخر على الظفر بمقعد الوالي!!. هذا المأزق جعل الحزب الحاكم (يقوم) بالتعدي على الديمقراطية التي فاز فيها بالاغلبية محققاً منصب الوالي في كافة الولايات, فاحال عدد من الولاة المنتخبين الى (المعاش) وعين بعض الولاة في ولايات اُخرى، في بدعة اتى بها لتمثل الحل والمخرج النهائي لتذويب الصراعات الاثنية داخل كياناته,!! ويظهر ان عدد كبير من هذه الولايات التي تم تكليف اخرين بها وهم من خارجها،ظلت تعيش في حالة جدل ونقاش وعدم رضى, إلإ القليل منها, حيث ان هناك عدد من الولاة (جلبوا)معهم وزراء، والوزراء (جلبوا)معهم زويهم ومعارفهم في مناصب ومواقع خدمية مختلفة,منها ما هو في الجانب الوظيفي(الخدمة المدنية) في الولاية المعنية, وهذا الامر اشعل معارك صامتة,بين المجالس التشريعية ومجالس الوزراء, في بادرة هى الاولى من نوعها تتجادل مؤسسات الدولة في امر موظفين لا يتجاوزعددهم(اصابع اليد) الواحدة, حيث يفتي المجلس التشريعي بعدم تعينهم وعزلهم, بينما يصادق مجلس الوزراء علي بقائهم في وظائفهم,هذا الصراع يوضح بجلاء ضعف الولاة وحالة الوهن التي يعيشونها والذين من حولهم من وزراء!!! لان الوزير يخشى ان يخالف (واليه)الذي عينه والوالي (مسنود) بيد الرئيس الذي عينه ولا يبالي, ولسان حاله يقول فالتحرق رومى وليأتي الطوفان.!! ولاية غرب كردفان من هذه الولايات التي تصاعدت فيها نبرة المطالبة بمغادرة الوالي المعين فيها، ابو القاسم بركة,حيث شهدت مواقع التواصل الاجتماعي هجوم عنيف على آداءه, ووصفته بعض البيانات بإفتغاره للخبرة والنضج السياسي، واخذت عليه عدم مقدرته لمحاربة الفساد الذي تشتكي منه الولاية، وكذلك طول غيابه الدائم عن الولاية واسباب اخرى كثيرة؟؟ إن اشواق الجماهيرفي الانتقال للحكم الراشد وإنهاء عهد الشمولية وتقديم اهل الخبرة والقدوة الحسنة, ومناصرة من يأتمرون بأمرها, وليست مع من تشفع لهم أشواك التعيين (الفوقي) ,الذي يحجب معه الحق المشروع في النصح ،ومخاطبة الرجال,بلغة من اين لك هذا يأمير المؤمنين. صحيفة الوان [email protected]