اول عهد للعبد لله بالبنقو كان في محكمة سلطان اندريا فرج الله وذلك في الصبا الباكر.. تحديدا عندما اصدر سلطان الباريا العادل امر بإبادة معروضات وجدت بحوزة متهم ما.. وكانت المعروضات عبارة عن لفافات صغيرة من نبات البنقو .. طوقنا نحن الاطفال البوليس المناط به تنفيذ امر الابادة.. حب استطلاع ليس إلا.. تَجَمهُرنا حول البوليس حجب الرؤية عن السلطان الجالس على منصبة القضاة وكان يري الحدث من خلال شباك المحكمة.. ومن عاداته الراتبة ان يباشر تنفيذ أوامره بنفسه (عيانا بيانا) كنوع من الشفافية وتجويد العمل.. صاح وهو يريد ازاحتنا حتى ننفض من حول البوليس ولا نعكر عليه صفو الرؤية.. - يا بوليس جيب لى انا نياركوكات ديل نودي لى اومن سوط.. نياركوكات بعربي جوبا تعني الاطفال.. ما ان نطق سلطان اندريا بجملته تلك لذنا بالفرار فورا ودون تردد.. وبقينا بعيدين عن المحكمة اكثر من شهر كامل.. كانت قرارات السلطان حاسمة وصارمة لا أحد يستطيع تكسيرها.. ولا تشبه البتة القرارات (الدسيسة) لرئيسنا المُلهِم عندما يقول لا لجبايات الطريق السريع.. وتُكَسَّر القرارات الرئاسية في الحال من موظفي الدولة (عادي يا زبادي).. ايها السادة العبد الفقير لله يشعر بالحزن الأليم لان رئيسنا المقدام (البشير لدين الله) لم يعاصر سلطان اندريا لكان تعلم منه الهيبة والصرامة في تنفيذ القرارات (الدسيسة).. ايها الاحباء.. قبل ايام معدودات والعبد لله يقرا عناوين صحف بلاد الغبش.. فاذا بي اتوقف امام عنوان شد انتباهي واسترعى فضولي.. وجعلني ادخل في دوامة حيرة وارتباك.. كان العنوان كما يلي ( الشرطة تضبط 20 طن من بذور البنقو بحظيرة الردوم).. هذا العنوان يجعل كل من بابلو اسكوبار وال شابو يرفعان حواجب الذهول والاستغراب.. اما العبد الفقيرلله فقد اعتقد للوهلة الاولى ان الكمية الكبيرة ومقدارها 20 طن اي 20,000 كيلو ليس لاستعمالها كبذور لزراعة النبتة الفاسدة.. فهذه البذور اكبر من استيعاب حظيرة (الكوم والردوم ) لها.. بل وان نبات البنقو المزرع في بلاد الغبش ككل لا يستوعب سوي ثلاثة او اربعة طن فقط لاغير.. اذن اين تذهب ال 16 طن الباقية من البذور.. الراي السديد ان الفكرة كانت تدور حول اقامة مشروع استثماري اي عمل معصرة لاستخراج (زيت البنقو).. وان البذور بهذه الضخامة هي المواد الخام.. وسوف يعبأ المنتج فيما بعد في قنينات صغيرة ويطلق عليه زيت السعادة.. ثم يوزع في العطارات المنتشرة هنا وهناك باعتباره علاج بلدي وشعبي.. سالت زوجتى عن سر زيت البنقو وفوائده الطبية باعتبار النساء هن ادرى بالزيوت ابتداء من زيت السمسم وانتهاءا بزيت الجرجير.. رايت الخوف يرتسم على محياها.. وقالت عبارة (دسيسة): (سجمنا).. دخلت قوقل وبحثت عن فوائد زيت القنب الهندي (وهو الاسم العربي للبنقو).. لاحظت اكثر الدول انتاجا له هي باكستان وافغانستان... ووجدت له عدة فوائد ومن ضمنها ( يمنح الشعر الكثافة المفضلة التي تنعكس بدورها على نفسية من يستعملها.. وتجعله أكثر ثقة بنفسه).. اول مرة اعرف ان زيت البنقو يزيد ثقة الشخص بنفسه.. كما انه لا يسبب الادمان او يذهب بالعقل.. ايها السادة وبما اننا الدولة الاولي و(الدسيسة) في زراعة البنقو وتشهد على ذلك تناكر المخدرات والحاويات التى تقبض باستمرار.. لماذا لا نفعل مثل باكستان وافغانستان وتسمح الدولة (للدسيسين) باستخراج زيت البنقو وتسمح كذلك بتصديره الى الخارج خاصة وان له سوق واسع اشبه بسوق العقارب الذي سمعنا به قبل شهور حيث تسيدت ساحته احدي السودانيات المبدعات وصدرت كذا شحنة الى (بلاد برة) وجلبت لنا عملة صعبة.. المؤكد كذلك سيجلب زيت البنقو (الدسيس) ذات العملة الصعبة علما ان سعر عبوتة في السوق السعودي هي 45 ريال سعودي حسب ما جاء في موقع سوق سعودي saudi.souq.com .. (عش رجبا ترى عجبا).. [email protected]