٭ يقولون تتعدد الاسباب والموت واحد.. ولكن في حياة الانسان السوداني زحفت مقولة اخرى حلت مكان هذه المقولة.. مقولة اكثر وضوحاً وبريقاً وهي تتعدد الاسباب والمعاناة واحدة.. نعم المعاناة في الحياة السودانية اصبحت حتمية كما الموت ولكنها قاسية ومرة ولا تميت ولا تحيي فالموت ارحم لانه سبيل الاولين والآخرين ولانه ينقل الانسان من دار الباطل الى دار الحق. ٭ حقل الالغام بين المؤتمرين الوطني والشعبي.. به اشجار كبيرة ثمارها نضجت.. فالشيخ والاب الروحي للحركة الاسلامية ذات المنحى السياسي هو مكان الاتهام.. ثمارها نضجت ولكنها مرة.. انها ثمار الزقوم السامة. ٭ قبل سبعة وعشرين عاماً وتزيد وفي صبيحة الثلاثين من يونيو 1989م جاء في خطاب قائد الانقلاب العميد يومها عمر حسن احمد البشير.. اورده فقط للتأمل والمقارنة. ٭ ايها المواطنون الشرفاء: قد امتدت يد الحزبية والفساد السياسي الى الشرفاء فشردتهم تحت مظلة الصالح العام مما ادى الى انهيار الخدمة المدنية وقد اصبح الولاء الحزبي والمحسوبية والفساد سبباً في تقدم الفاشلين في قيادة الخدمة المدنية وافسدوا العمل الاداري وضاعت على ايديهم هيبة الحكم وسلطات الدولة ومصالح القطاع العام. مواطني الكرام: ان اهمال الحكومات المتعاقبة على الاقاليم ادى الى عزلها عن العاصمة القومية وعن بعضها في انهيار المواصلات وغياب السياسات القومية وانفراط عقد الامن حتى افتقد المواطنون ما يحميهم ولجأوا الى تكوين المليشيات ولما انعدمت المواد التموينية في الاقاليم الا في السوق الاسود وباسعار خرافية. ٭ مواطني الشرفاء: لقد تدهور الوضع الاقتصادي بصورة مزرية وفشلت كل السياسات الرعناء في ايقاف التدهور ناهيك عن تحقيق اي قدر من التنمية فازدادت حدة التضخم وارتفعت الاسعار بصورة لم يسبق لها مثيل واستحال على المواطنين الحصول على ضرورياتهم اما لانعدامها او لارتفاع اسعارها مما جعل كثيراً من ابناء الوطن يعيشون على حافة المجاعة وقد ادى هذا التدهور الاقتصادي الى خراب المؤسسات العامة وانهيار الخدمات الصحية والتعليمية وتعطل الانتاج وبعد ان كنا نطمح ان تكون بلادنا سلة غذاء العالم اصبحنا امة متسولة تستجدي غذاءها وضرورياتها من خارج الحدود وانشغل المسؤولون بجمع المال الحرام حتى عمّ الفساد كل مرافق الدولة وكل هذا مع استشراء الفساد والتهريب والسوق الاسود مما جعل الطبقات الاجتماعية من الطفيليين تزداد ثراء يوماً بعد يوم بسبب فساد المسؤولين وتهاونهم في ضبط الحياة والنظام. هذا مع تحياتي وشكري الصحافة