كتبت في صفحة من «العمق العاشر» بمجلة السودان الجديد التي كان يرأس تحريرها الاخ العزيز فضل الله محمد وتحت العنوان اعلاه ما سيأتي في رحلة تقليب في اوراقي لفت نظري الموضوع وتأملت ماذا حدث خلال مسيرة اكثر من ثلاثين عاماً.. اترك الاجابة لكم. ٭ تشغل بالي هموم كثيرة.. كثيرة جداً ويقول لي الكثيرون من حولي انني اشغل بالي بأشياء صغيرة لا ترقى لمستوى الاهتمام الذي اوليه لها. لكن رأيي غير ذلك واعتقد دائماً ان الامور الصغيرة هي التي تتكون منها الجزئيات الاساسية في المسائل الكبيرة. ٭ عندما اذهب الى المكتبة اسأل صاحبها واتعمد ان اذهب الى اكثر من مكتبة عن اي الكتب اكثر رواجاً وعن الذين يبتاعونها ومنها لاحظت في الآونة الاخيرة ان اقبالاً واضحاً على كتب ماركوز وكولن ولسون من قبل الشباب ووسط الطلبة بوجه خاص.. الاول فيلسوف عجوز عمره اكثر من سبعين عاماً يناقش قضايا السياسة والشباب من زاويا عديدة ومختلفة. والثاني شاب يناقش ذات الانسان بأبعاد قد يتوه المرء في اغوارها ويقول انه يكتب عن الانسان اللا منتمي او الباحث عن الوجودية الجديدة وهذا ليس الموضوع وان كنت انا نفسي اقرأهما الاثنين بنهم واستمرارية واقف معهما ولم اتأثر بأحدهما. ٭ ولكن هذا لا يعني اننا لا نناقش مسائل قد تشغل بالنا وتؤثر في مفاهيم تتعدى حواجز الزمن والذات وتنعكس على المجتمع سلوكاً وقيما. ٭ والصراع بين الانسان والحياة والعادات والغرائز ليس بالمشكلة الجديدة على الاطلاق ولكن في زماننا هذا يجري النقاش حول العديد من المسائل.. الاخلاق السياسة.. الحرية ويدور النقاش بحرارة شديدة حيثما كان التغيير وكانت الحياة. ٭ قالت لي شابة مطلعة انك دائماً تتحدثين عن مسائل تخطاها التاريخ.. لماذا تكتبين عن معنى الاخلاق وما هي؟ هذا كلام فارغ ان نتقيد ونشل حركتنا بقيود وضعها اناس فشلوا في الوقوف على وسائل المتعة الحقيقية في الحياة.. فنحن جيل واع.. جيل القرن العشرين.. جيل ماركوز.. جيل الحب المتحضر ماركوز في جميع كتاباته يحررنا من ذواتنا ومن غرائزنا ومن المجتمع الابوي القمعي.. وقالت كلاماً كثيراً وبحماس شديد وفي النهاية قالت لي عموماً انا لا اؤمن بالغد الزمن هو العدو الاول للمتعة نحن نعيش الساعة والآن بملء متع الحياة والحس والجمال فينا. ٭ استمعت اليها حتى النهاية ولم انزعج ولم اصدر حكماً ضد الشابة او معها.. لم اقل انها بلا اخلاق.. ولكن زاد ايماني وصدق شعوري بأننا في حاجة الى فتح حوار في اكثر من جبهة في حياتنا الاجتماعية.. فقد بدأت احس بأن بوادر ازمة قد اخذت تطل على فكر شبابنا.. وان خطورة ما يكتبه ماركوز وكولن ولسون باسم الثورة التحررية الشاملة للانسان تكمن في انهما يحاولان احتضان كل قضايا عصرنا السياسية والاجتماعية والذاتية. ارى ان يبدأ الحوار ويبدأ فوراً. هذه وجهة نظري.. ما رأي امانة الشباب بالاتحاد الاشتراكي؟. هذا مع تحياتي وشكري الصحافة