***استقالة كمال عمر من امانة حزبه ،رغم تاكيداته المستمرة بعدم خيانة شيخه ،دفعت بعدة علامات استفهام ،اولها عن الصراع المكتوم داخل حزب المؤتمر الشعبي ،ومحاولات طفو تيار على اخر ، اذ ادى ذلك لتوسيع شرخ النزاع بينهما ،فتشجع كمال عمرللانسحاب ،ملتفا حول عدم وضوح وتوفر بند الحريات التي وصفها على الحاج بانها كويسه ، بينما سارع كمال بوصفها (لاتلبي طموحات حزبه)!!! !! كأن علي وكمال يمثل كل منهما حزبا مغايرا !!!! ، هذه الحريات تشغل مساحات من تفكير كمال ، ،وفق مايفهم من ظاهر استقالته التي لها عمقا باطنيا ،اكبر من الحريات ،التي تمسك بها عمر كعصاة ،ل (هش ونش ) كل من يطمع في اجابة السؤال : لماذا دفع عمر باستقالته !!!. **وياتي السؤال ،هل سيظل كمال عمر خارج تنظيمه الى غير رجعة ؟؟ وسيجتر فقط ذكرياته مع شيخه ؟؟ ام ان التحركات الماكوكية السرية ،التي تجري الان ستعيده لامانته ،ريثما يتم (تحنيسه ) لقبول مقعد البرلمان ؟؟ ان كمال عمر سعى سعيا حثيثا نحو الوطني ،لتعود المياه الى مجاريها ،وتعود ايام الصفاء القديم ولو في غياب الشيخ ،لكن ماوجده من احباب الامس ،لم يلبي سقف طموحاته في وزارة (سمينة ومليانة )، بدلا عن مقعد في برلمان ،نصفه امي ، بجانب رفض كمال للمقعد البرلماني ،ياتي رفضه لقيادة الشعبي الجديدة اذ اظهر عمر في اكثر من فرصة ،انه صاحب نضال داخلي ،انتهى به للسجن مع شيخه اكثر من مرة ، بينما كان على الحاج هاربا ومستمتعا بالاجواء الاوربية !! *** الطمع السياسي المتوافر لدى كمال عمر ،جعل ثورته على القيادة الجديدة على اشدها ، فجابه بذلك عواصف حزبه وعواصف طموحاته ،التي كان يتمناها ان تسكنه في خانة الامين العام بلا تردد... لكن يبدو ان كمال عمر لم يتحين الوقت المناسب لاعلان رأيه ،في الامين العام الجديد وهروبه من ساحات النضال ،مارسخ في عقل المجتمع بانها ثورة مغلفة بردة فعل من عدم التعيين الوزاري ،ولا اخفي مايدور الان من ان كمال عمر ،اراد وبكل الامنيات وزارة العدل !! وفي رواية اخرى وزارة الكهرباء !!! ***تشابهت حالة كمال وحالة السيسي ،الذي خرج من الخرطوم لعاصمة الضباب (حردان) ، لان الوعود قبل الحوار ،لم تكن تشابه مخرجاته ،فلقد زينت له جلسات الحوار ،خواتيم ثرة ودسمة ،ترفعه بديلا لحسبو لكن الوطني اشاح بوجهه بعيدا !! *** خيبات كثيرة تضرب بالطقس السياسي السوداني الان وقبل ان تكتمل عقد الحكومة ، مايؤكد ان الاقتتال على المناصب ،ليس من اجل خدمة المجتمع والمواطن ،الذي ينتظر الاصلاح والعدالة والتنمية ليبدأ الانتاج ،فهؤلاء يتدافعون نحو السلطة لتحقيق طموحاتهم الذاتية ،وليس طموحات المجتمع في استقرار قادم ،يخرج السودان من دهاليز الظلام والغلاء والفساد ..... همسة في ليل مزهر بالحزن ...رأته ... يغادر المدينة خلسة .... يحمل اشلاءه البائسة ... وخلفه العاصفة .....التراب .... [email protected]