!! ظل مواطني ولاية الخرطوم يعانون من سوء الخدمات وكلما لمح في الأفق بارقة أمل لتحسين الخدمات خاصة خدمات المياه والكهرباء!! تعود بنا الحكومة القهقري في ظاهرة تنم عن الإهمال وسوء الإدارة والتخطيط, فمن غير المعقول عقلاً أن يعاني سكان ولاية الخرطوم من مياه الشرب لا سيما أن رسوم المياه قد زادت بنسبة100% منذ العام الماضي وبالمقابل لم يطرأ أي تحسن ، أذن تكمن المشكلة في رأئي المتواضع في ضعف همة المسئولين وغياب التخطيط. والمحاسبة... في هذه الأيام و في هذا الشهر الفضيل أصبح هاجس الناس توفر مياه الشرب في ظل انقطاع مستمر للمياه في أغلب أحياء الخرطوم، يجأر المواطنون بالشكوي ولا حياة لمن تنادي!! أزمة مياه حادة تدخل يومها الثالث بأحياء الكلاكلات جنوبيالخرطوم ، مواطنون يتهمون هيئة مياه ولاية الخرطوم بتحويل شبكة مياه الشرب لري المزارع.... يحصل كل هذا وحكومة الولاية لا تحرك ساكناً ، ومدير هيئة مياه الخرطوم ما زال يوعد ويخلف الوعد ولا أحد يحاسبه..... قمة الفوضي والعشوائية يستحيل معها أن تنطلق الولاية في مضمار التنمية والتطور لتصبح عاصمة كبقية العواصم ، حكومة تعجز عن إمداد مواطنيها بمياه الشرب في ولاية ترقد علي ضفاف ثلاثة أنهار تجري فيها مياه عذبة , غير جديرة بالبقاء . الأمر في حاجة إلي ثورة حقيقية تعالج المشكلة من جذورها... أما الكهرباء فحدث ولا حرج حتي المتاح لا يدار بطريقة جيدة... نحن في جنوبالخرطوم وتحديداً في منطقة عد حسين مربع(4) نعاني من إنقطاع الكهرباء بصورة راتبة ولفترات طويلة مع إن جيراننا في ذات الحي يتمتعون بالكهرباء مما يعني أن المشكلة ليست في عدم كفاية الكهرباء ولكن في سوء الإدارة وضعفها ومثالاً لذلك ففي الأسبوع الماضي إنقطعت الكهرباء ثلاث مرات , الأولي من الس6اعة مساء وحتي الس9اعة صباح اليوم التالي والثانية من الس9اعة مساءاً وحتي الس3اعة صباحاً والثالثة من الس6اعة مساء وحتي الس30/3اعة صباحاً . وكلما نسرع بإبلاغ مكتب الكهرباء بمنطقة الإنقاذ لم نجد رداً... عجزنا أن نعرف المشكلة من أساسها.... أين اللجان الشعبية؟ أين الوحدة الإدارية؟ أين المسئولون؟ لا أحد يتحرك ، هذا بجانب شكاوي المواطنين من قطوعات الكهرباء المتكررة في هذا الصيف وفي هذا الشهر الكريم وسعادة وزير الموارد المائية والري والكهرباء يعلن عن جهود لإستكمال تنفيذ خطة الإستعداد لفصلي الصيف والخريف والمحافظة علي إستقرار الشبكة بنسبة85% في ولاية الخرطوم ولا ندري عن أي صيف يتحدث الوزير هل هذا الصيف أم الصيف القادم !! وعن أي إستقرار تصل نسبته85% في ولاية الخرطوم مثل هذه الأحاديث المرسلة والمفتقرة للعلمية والموضوعية تكشف عن مكمن الداء والمشكلة... هذا النهج العشوائي في إدارة شأن الكهرباء لا يمكن معه حل هذه المشكلة فالبرغم من السدود والتي أنفقت فيها الدولة مليارات الدولارات والمحطات الحرارية الكثيرة ستظل المشكلة تقض مضاجع المواطنين ما دامت الدولة والمسئولين يفتقرون إلي التخطيط السليم والتنفيذ الأحكم ! أصبح هم المواطنين وشغلهم الشاغل امكانية التمتع بخدمات المياه والكهرباء أما الحديث عن خدمات التعليم والصحة....الخ سيظل ترفاً ومستنكراً وياللعجب في دولة تتمتع بموارد طبيعية هائلة وتعجز عن إستغلال تلك الموارد لصالح مواطنيها.... وبما أن المصائب لا تأتي فرادي فأن الخبر الوارد في صحف اليوم والمنسوب لحزب وحدة وادي النيل والذي يتبرأ فيه من أموال المؤتمر الوطني وذلك رداً علي قول حزب المؤتمر الوطني الحاكم بأن الأحزاب المستبعدة من الحكومة تم تعويضها بسيارات وأموال.... وقال رئيس الحزب عبد الحكيم محمد بأنهم أرسلوا خطاباً إلي الأمين العام لأحزاب الوحدة الوطنية لتوضيح موقف الحزب من إبعاده من التشكيل الحكومي.... وأشار إلي أن حزب المؤتمر الوطني أقر بأن الأحزاب المستبعدة من الحكومة تم تعويضها بسيارات وأموال , هذا الخبر إن صح فهي صدمة حقيقية وفساد ما بعده فساد ربما يهدد حكومة الوفاق الوطني, ورئيس الوزراء شخصياً ، كيف للحزب الحاكم أن يرشي الأحزاب بأموال؟ وكيف لهذه الأحزاب أن تقبل ذلك؟ أين مسجل الأحزاب السياسية؟ أي النائب العام؟! أليس في هذا فساد يتطلب تكوين لجنة قضائية للتحقيق فأن ثبت صحة ذلك فلا بد من تقديم الأوراق للنيابة العامة هذا إختبار لحكومة الوفاق الوطني في جديتها ومصداقيتها في محاربة الفساد ومكافحته وإلاّ ستصبح هذه الحكومة مثل مثيلاتها السابقات والتي فشلت جميعها في حلحلة مشاكل البلاد علي رئيس الوزراء أن يفي بتعهداته المشهودة في محاربة الفساد بكل أشكاله وصوره... أما أموال المؤتمر الوطني المكتنزة أليس من الأفضل إنفاقها لمصلحة المواطن المغلوب علي أمره ، ندرك إن هذه الأموال لم تأتي من إشتراكات منتسبي الحزب فحسب كما يذهب إلي ذلك قادة هذا الحزب في كل مناسبة بحسبان أن الحزب والدولة لا فاصل ولامسافة بينهما اختلط الحابل بالنابل ، كثيرة هي المشاكل التي تأخذ بتلابيب المواطنين ولا بواكي لهم ، سكان(13) قرية بشرق النيل يشتكون من تكاثر الباعوض والفئران , وفاة إمراة وإصابة العشرات بالإسهالات المائية في ولاية الخرطوم . اللهم إنّا لا نسألك رد القضاء ولكن نسألك اللطف فيه . بارود صندل رجب - المحامي