أول مرة ألتقي فيها العميد يوم عبد الفتاح ،الذي أشتهر ب "رامبو" لقدرته الفائقة في العمل والانجاز ، في متصف التسعينات عقب ندوة حول "أزمة المواصلات"، عقدت في كلية الزراعة بشمبات ، وقد أصطحبني العميد يوسف عبد الفتاح بسيارته الى مبنى صحيفة الانقاذ الوطني ، بشارع الجامعة ، وطوال المسافة بين بحري والخرطوم ، كان "رامبو" يتحدث عن خطط ومشروعات طموحة سوف تنفذ في الخرطوم العاصمة ، فهو يرى أنه سيحولها الى فلم هندي كامل الدسم ، مستفيدا من علاقاته بأركان الدولة ومن طاقة هائلة "ما شاء لله" يتمتع بها الرجل ..ومما سهل مهمة يوسف عبد الفتاح آنذاك وهو نائب المعتمد الراحل محمد عثمان محمد سعيد "زهد" الاخير في المناصب وبالتالي اسناد كثير من المهام لنائبة ..وقد مرت سنوات وتبدل الحال، ولاتزال الخرطوم بحاجة لمن يسهر ليلا ونهارا حتى تتعافى . خلال الفترة الأخيرة ، كلما أشاهد لقاء تلفزيوني للعميد يوسف عبد الفتاح ، أجده يصب جام غضبه ، على رفاقه الذين "ركنوه" بعيدا ، ولم يمنح أي مهمة طوال السنوات الماضية تتوافق مع طاقته الهائلة ، وحتى حينما تم تكليفه بمهمة رسمية ،كانت " "هيئة ترقية السلوك الحضري" لم تلبث طويلا حتى تم حلها ، وهو يرى بأن المهمة أقصر قامة من تاريخه ، ويرى أن هناك من تربص به والحق به ظلما كبيرا وهو ابن ثورة الانقاذ الوطني ، التي كلف بكثير من المهام لإنجازها ، وان لم يك عضوا في مجلس قيادة الثورة ، غير أن الرجل برز بشكل واضح حتى عرفه الناس في كل مكان ، وقد كان أول من أعتنى بالحدائق العامة ، وفي مقدمتها الساحة الخضراء وكذلك الطرق الداخلية وبعض الجسور . أرى أن مثل يوسف عبد الفتاح ، يجب أن لا يهمل ، فاذا كانت المناصب توزع في زمن "الحوار الوطني" على أناس لا تاريخ لهم غير أنهم تمردوا ضد الدولة ، واخرين قدموا أنفسهم من خلال "السنتهم الطويلة" في "السب والشتم" ، حتى حملتهم السنتهم هذه الى مناصب الدولة !، اليس جدير بأن يولى هذا الرجل منصب طالما أمتلك طاقة "هائلة" وقدرة على العمل والانجاز. ولو كنت مسئولا لعينته مساعد لوالي الخرطوم لشئون الخدمات العامة ، ليتولى تنظيم و"تنظيف" الخرطوم "المتسخة" حينها سترون رجلا يعمل ليلا ونهارا ،لإنجاز ما كلف به ..وتبقى رغبته الأكيدة وطاقته التي لم تهدها السنوات" ما شاء الله" قادرة على تغيير وجه الخرطوم بحول الله. مصطفى محكر "الصحافة"