السودان بين النهضة و الوثبة ! ظل الناس لوقت طويل و ما زالوا يفكرون في نهضةٍ تدفع بالسودان إلي الأمام و في طليعة الدول المتطورة و هو بها جدير! حُلمٌ له العقول و القلوب تهفو ، مما قد يجعل البعض يسعي لمعرفة سر النهضة و أشراطها وفي سعيه ذاك قد يقارن بين دول في آسيا و أُخري في إفريقيا وقد لا يرسي علي شاطئ المعرفة.وقد يريدها البعض عجلة سريعة أو وثبة طويلة و لكن في الوثبة خطر السقوط، أما النهضة فهي نظير التمهل و التعقل وربما يقول بعضهم بأن بلادنا في حالٍ جيدة و تطورت كثيراً ويقول غُلاة الانقاذيين بأنهم وراء ذلك و يمكن أن نأتي بأحاديث الهوت دوق و نظيرها دلائل علي تلك النهضة ! لا شك قد حدث تغير في كثير من مناحي الحياة وهو في تقديري تغيير طبيعي في مسيرة البشر و كان حتماً حدوثه – حتي لو ظلت المهدية الأولي قائمةٌ إلي يومنا هذا ! ولنلجأ لخطة في الكتابة بالأهداف لتناول مشكلة التخلف للاقتراب من النهضة.إذ البحث بين الأضداد يُوصلنا لما ننشد: من الجهل إلي التعليم و من العِلل للصحة وهي أهداف نعمل لها- وهنا علينا الاستعانة بالأرقام لنبدأ بها في زمن ما، قياساً ، مثل دخل الفرد في عام 1960 بالدولار الأميركي كوحدة قياس موثوقة أو مرجعية.و لكن هل نجد دخلاً للفرد السوداني موثوقاً و مثبتاً ؟ وإذا ما وجدناه في ذلك العام ، هل سنجده في زمان العماءة هذا الذي ينكر حقنا في المعلومات و يوصد الأبواب . زمن أطلق عليه أحد سدنة النظام "زمان الغفلة" وهكذا الحال في بقية المؤشرات مثل متوسط عمر الفرد و ما ينفق علي التعليم و الصحة في موازنة الدولة وما يمثله النفط في الموازنة أو الذهب؟ أرقام لا نجدها.لذلك سألجأ إلي أشراط النهضة و أسبابها دون الرجوع إلي أرقام دونها خرط القتاد.وهل تأتي نهضةً بغير خطة ؟ ودون رؤية ؟ و دون قيادة؟ وعلي الاخوة الباحثين و الصحفيين السعي في هذا الأمر – لعلهم ينجحوا! إطار عام للنهضة يمكن تطويره و تحسينه. لذلك لنبدأ بالبشر أو الأفراد ذوي التعليم الجيد ومن بعد للسياسات و الخطط لتحديد الأولويات لاستغلال مواردنا الطبيعية و غير الطبيعية -المياه و التربة لتوفير الغذاء و تحقيق الكفاء إن لم نصل للشبع ، مع الغابات و المعادن و النفط وفي ذات الوقت نضمن توازن البيئة و سلامتها. سياسات تحدد من المال للتعليم نصيباً وافراً و كذلك للصحة مع النص في سياسات الأخيرة لأهمية الوقاية – حتي نميز بين أنواع الاسهالات ! وهكذا في بقية أمور الدولة و الحكم. أما المال فيمكن الحصول عليه إذا ما تحلينا بالأمانة و النزاهة – خاصة علي مستوي القيادة و من يشرف علي الاستثمار و إستقطابه .وهنا للاعلام دور كبير لا يعتد به أولي الأمر و لا يقدرونه و لكم أن تشهدوا دعاية شركة أمطار و حقولها في شمال السودان لتعرفوا ما يمكن أن تحدثه من أثر.من الضروري إعادة النظر في الاعلام و تضمينه لكل مشاريع التنمية و في كافة القطاعات. يمكن تنمية المال بالتوفير و الادخار و لنا في الصين عبر.وهنا يأتي دور القيادة و الحكم الرشيد مع الديمقراطية لتخلق سلطة غير متسلطة و غير وجلة – قيادة ملهمة تُحرك الجماهير و تسير بها إلي الغايات. نظام للحكم يفصل بين السلطات :قضاء عادل مع شرطة و قوي للأمن تعرف حدودها و سلطة تنفيذية تخدم الناس ، كل الناس. مع قيام السلطة بتوفير الخدمات الضرورية من علاج و مواصلات و إتصالات تربط هامش البلاد بوسطها.سلطة تعمل علي تسهيل الحياة علي الناس ، وليس تنغيصها بنظم للضرائب خربة أو رسوم علي الانتاج مُعيقة. توفير كل ما يسمح بالعمل المنتج و بالابداع بالتفتح و الابتكار أن يزدهر.وهو حقٌ و ليس منحةً يعقبها منٌ. نظام يشجع البحث العلمي و يوطن التكنولوجيا و يُنمي الصناعة. نظام عادل يحقق السلام بالرضا و يوفر للناس الاستقرار و يجد الناس فيه القدوة و النموذج: نموذج في التقشف و العطاء و الاثرة - لتتوقف الهجرة و يغادر بلادنا الفقر. هكذا أري سبيل النهضة للخروج بالوطن و بالناس من المحنة و البؤس. و لا بأس من التجارب لايجاد الحلول للمشاكل و اللجؤ لكل منهج ، بما في ذلك الخروج من صناديق التفكير التقليدية مع الدعوة لعدم التضييق علي الناس و ألا نسعي لتنميطهم ،إذ الاله الحكيم أرادهم كذلك مختلفين- لوناً و ديناً و عنصراً و سلوكاً.وهنا يمكننا أن نختار من مناهج الحكم أفضلها: أفضل ما في الاسلام ومنه إقتسام الثروة كما حدث في عهد النبي الكريم ! فهلا يقتسم أهل المشروع الحضاري معنا ثروتهم و لا نقول نسائهم ! و يتركوننا نعمل في الأسواق ؟ كذلك نأخذ ما في الاشتراكية محاسنها و من الرأسمالية أبدع ما فيها ! لا غلو و لا تطرف. مع حريات وفيرة !! هل هو حلم كبير ؟ كذلك قد تخدم المشاريع الكبيرة ! و أعني بها الأفكار الكبيرة التي تحرك الجماهير و تلهم الناس و تدفع بالشعور الوطني أو القومي. مثلما يحدث الآن في إثيوبيا لبناء سداً للنهضة – رغم إختلاف الخبراء في جدواه و تأثيره. أو مشروع كوبا لمحو الأمية خلال عام ! و سد الشلالات الثلاثة علي النهر الأصفر في الصين. وحتي برج مهاتير المزدوج في ماليزيا ! فقد أضحي دالاً عليها ، معلماً و عنواناً. لماذا لا نجرب و ندع ألف زهرةً تتفتح ؟ وهنا تحضرني فكرة طريفة للمرحوم العبقري عبد الوهاب موسي لاختيار الحكام فقد ذهب إلي الأخذ بفكرة الطُرة و الكتابة وهي مجربة في ميادين الرياضة و تجد القبول مع الرضا.لعلنا نحسن في مجال الاجتماع و السياسة بعد فشلنا في العلوم و التقانة ! ولا أظن بأن حاكماً يجئ بالطرة سيكون أسوأ من آخر يجئ بأي طريقة ! وعلي الأقل بالطرة و الكتابة نكون قد شاركنا في إختياره و لنا به معرفة ! وعلي الصجافة و أهل الرأي أن يضعوا أفكاراً للمشاريع الكبيرة ! فما رأيكم في مشروع لمحو الأمية في عام ؟ و مشروعاً لانتاج 10 مليون طن من الذرة في عام آخر ،منه يُغاث الناس و يعصرون ، نمنحُ و نهدي للتأكيد علي أن السودان سلة غذاء العالم ! لنضع المشاريع و علي السلطة التي حتماً ستأتي أن تحدد الأولويات أو يقوم الشعب بهذا العمل . اسماعيل آدم محمد زين