يشقى من يتتبع حوادث الخطف فهي مرعبة و مخيفة لحدود لا يمكن تصورها ، تقشعر الأبدان عند تتبع سيرة جزار بلنفيد في أميركا و هو صاحب أشهر مسلخ للنساء على مدار التاريخ الحديث إذ حول أجساد ضحاياه لأثاث و أخاط جلودهم أثواباً يرتديها و عرف منزله بعرين الشيطان ، شاهدتم أفلام رعب من هذا الطراز و لكنكم لم تعيشوا فصولاً من رعب ماثل تخاف صوت السيارات و أبواقها ، و أكثر من ذلك ، درج بعض الناس على تنفيذ عمليات خطف غريبة علينا في السودان و اشبه بالخيال في دارفور ، لكن بدأنا نألف شيئاً فشيئا سيناريوهات محتملة لحياة رعب تبدأ بالخطف و الإقتياد تحت تهديد السلاح و لجهة غير معلومة و لسبب غير معلوم أيضاً ، فالخاطفين لهم قدرات خارقة في نصب الفخاخ و الشراك للإيقاع بضحاياهم الذين يجهلون سبب وقوعهم في المصيدة . في نيالا وحدها يتحدث بعض الفضلاء عن بلوغ الرقم عشرة لتجار خطفوا في نيالا طلباً للفدية و لكم أن تتخيلوا حجم الضرر النفسي لذوي الضحايا ، أذكر هنا بعض من طالتهم نشاطات هذه المنظومة الوحشية ، مدير فرع مصرف المزارع ، الشاعر الحسين المهدي (الأندرين )، القس قبريال ، مدثر ، أبو عبيدة مستشفى الأبرار نادي الوادي و آخرهم عزيزي عبد السلام ( فك الله أسره ) و لكل حادثة قصة تختلف عن سابقتها ، لا يعلم الرأي العام سبباً لهذه الحوادث سوى الإبتزاز لطلب الفدية و ترويع سكان مدينة بحالها و التي تحولت قناً للدجاج يبيض لهم و يفتكون بالديوك و الدجاجات معاً . يعجز ساكن المنطقة الخضراء في دحر الظاهرة و من الموضوعية الجزم بأن هذه العمليات الدنيئة ليست وليدة اليوم و لا الأمس القريب لكنها آخذة في التصاعد بوتيرة تجعل قلبك كل ما باب الشارع دق يدق !! و إيدك ترجف في السقاطة و وجهك شاحب ربنا يستر يمكن هم !! أي بلوى هذه التي تصيب مدينة بحجم نيالا تصبح خائفة و تمسي وجلة و القائم عليها لديه ما يشغله ، حال التعساء ساكنيها غريب و رهيب روضتهم هذه النوازل فتحولوا لنوع جديد من البشر يجتمعون للعزاء في كل فقيد و نازلة ، يكلفون انفسهم عناء البحث عن أخطاء و زلات الضحية ( ليه مشى براهو ؟ طالع في الزمن المتأخر ، ما المفروض ، هو غلطان و غير ذلك كثير من التبريرات العبثية ، ثم ينتظرون بفارغ الصبر لحظة التحرر و العودة لنصب خيام و أخذ الصور التذكارية مع الضحية العائد و أكل الخراف بفرح عارم لينتظروا مأساة جديدة يخبئها لهم المستقبل. إتسع الفتق و بلغ شأواً عظيماً يعيء الراتقين و ما أكثرهم و لكل منهم خطة و قول و ضربة لاذب جهود أشبه برحلات الصيد التقليدية (القنيص ) تصيب تارة و تخيب تارات و يبقى الخوف هو القاسم المشترك الاعظم الذي يفضح أكاذيب القائلين بخيرية هذه البلاد (البحير ) التي لا تتفتح فيها الأزهار و لا يطير فيها الحمام طالما هناك قوى (مجوكية ) التفكير و التصرف ، و تخانة جلد من يسكن المنطقة الخضراء يبخس الأهوال و النوازل فيقلل حجم الكارثة و يقيس على العالمين متحدياً بأن ذلك حادث و كائن في كبريات مدن الغرب لذلك أتيت بتيد جين الذي كافحت أجهزة الأمن و العدالة لقبضه و لم تقف حائرة لا تقدر على شيء ، لا يأس يدركني شخصياً و لكن بشواهد و قرائن نأخذها بجدية عقب البيانات الصوتية الشهيرة التي نفث فيها المتكلم بحماقات عصية على الفهم و الهضم ، هي من تجعلنا موعودين بتسونامي لا يبقي و لا يذر و تستحيل معه الحياة و العيش في لاس فيغاس الجديدة و ليس من ثمن باهظ اكبر كلفة من البقاء على قيد الحياة. لوم عريض يكشف سوءات مجتمع المدينة المنقسم الذي لا ينجز عملاً جماعياً يلفت النظر مع كل حادثة يخطف تاجر يلتف حوله ذويه فقط و بعض الأصدقاء يلوكون الصبر وحدهم و يقابلون السلطات بخنوع يتسولون عودة الحبيب الغائب، لا نكلف العوام عناء التبطل و ترك أعمالهم لذلك أشير إلى النخبة المستنيرة و ليس الرعاع ، المجتمع المدني و تنظيماته الأهلية و البرلمان المبجل !! كفى سخفاً فالأمر لا يحتمل الإنتظار يجدر إتخاذ خطوات جريئة و جدية تحفظ من تبقى من المستثمرين و اصحاب الرساميل ، و ليت حكومة الولاية تنجز تشكيل كابينة القيادة لتتفرغ لعمل ذي بال بدل هذا الهدر و شغل الناس بحل الحكومة و ترشيحات فلان و علان بينما المرجل يغلي و فورة البرمة قاسية علينا نحن الجماهير ، جبر الله مصاب آل عبد السلام و حفظ الله مدينة نيالا و اللهم لا تغفر لمن قصر و دبر و خطف و أهدي قومي إنهم لا يألمون و لا يعملون أيضاً. الفاضل ابراهيم فضيل