لقد ظلت قضايا جامعة كسلا تشغل الرأي العام في كل قطاعات المجتمع السوداني بكل متناقضاتها وخلافاتها بسبب فشل إدارة الجامعة في حل الكثير من القضايا الخلافية في مختلف قطاعات الجامعة بما فيها تشريد الأساتذة ذو الخبرات والتخصصات النادرة وفصلهم عن العمل مما جعل البعض منهم يصل لمنصات القضاء بمحكمة كسلا المدنية. أثار المقال الذي قمنا بكتابته حديثا عن ( المقاهي) التي تم التصديق لها بالمجمع الشرقي في كليات التربية والاقتصاد, ردود أفعال واسعة من قبل المجتمع السوداني, وخاصة المجتمع الكسلاوي, وظهرت أراء عدة متناقضة في هذا الموضوع, رأينا من باب الأمانة والشفافية نقلها كاملة لتوضيح كافة الملابسات للرأي العام في هذا الموضوع الذي ظل هاجسا لكثير من الأسر السودانية التي يدرس أبنائها وبناتها بجامعة كسلا. وملخص الأمر أن عدد من الطلاب والطالبات من كلية التربية والاقتصاد, اشتكوا عبر صفحاتهم في الفيسبوك أن إدارة الجامعة أنشأت (قهوتين, كافتيريتين) في الكلية, الأولى أمام نشاط كلية التربية في مساحة الميدان الموجود بين كلية التربية والاقتصاد التي كانت تشكل ملتقي للطلاب, وهذه يجلس فيها بعض الرواد بكثرة من خارج نطاق الجامعة وخاصة رواد المستشفى السعودي (جوار بوابة الاقتصاد) من زوار ومرافقين للمرضى, والثانية عند مدخل بوابة التربية في الجهة الشرقية من البوابة وهذه يرتادها بكثرة زوار مكاتب الهلال الأحمر السوداني (جوار بوابة التربية). وذكرنا أن دخول هؤلاء الرواد قد سبب الضيق الشديد للطالبات مما وقع عليهن من معاكسات وتعليقات لدرجة أن بعضهن أصبحن لا يستطعن المرور من بوابة التربية الى القاعات بداخل الكلية, في هذا الممر الذي تتوزع فيه (البنابر) من بوابة التربية وتمتد إلي نهاية مكاتب العميد, وذكرنا التعدي الصريح بسبب هذه البنابر على حرم الجامعة من دخول زوار ورواد من المكاتب والمؤسسات القريبة من مبنى الجامعة. وكان أول رد فعل لهذا المقال أن قام مدير جامعة كسلا د. عبد الله علي برفقة وكيله د. الطيب محمدين, بزيارة تفقدية لهذه الكافتيريات أو المقاهي (الإختلاف في الإسم حسب وجهة نظر إدارة الجامعة وحسب وجهة نظر الطلاب), وقام المدير كذلك بتوجيه قائد الحرس الجامعي بالإهتمام ببوابات الجامعة من مختلف الجهات وعدم السماح نهائيا بدخول غير الطلاب. تلقينا اتصالا هاتفيا من عميد عمادة الطلاب, د. عماد بابكر الذي اهتم مشكورا بهذا الأمر كثيرا ووضح أن مقالنا قد جانب الصواب تماما في إطلاق مسمى (قهاوي), وذكر أنها كافتيريات وهي في الأصل لخدمة الطلاب في تقديمها وجبات الأكل المختلفة طيلة يومهم الدراسي وذكر بأن إدارة الجامعة لم تستخرج تصاديق نهائيا لقهاوي كما هو مذكور في المقال, وقال أن هذه (البنابر) هي للطلاب فقط, وأن مسألة دخول غير الطلاب للحرم الجامعي هي مسؤولية الحرس الجامعي بالكامل, وكان خاتمة كلامه أن هنالك تحسينات كثيرة وتطور على مستوي الخدمات المقدمة للطلاب ستشهدها الفترة القادمة. وذكر بعض الطلاب والطالبات أنهم يطلقون على الكافتيريا بجانب بوابة التربية إسم (قهوى) بسبب أنها ليست بها خدمات غير الشاي والقهوة وأنها أشبه بكشك كبير وليست بمبنى متكامل يصلح لأن يطلق عليها كافتيريا كما أن بها (بنابر) متوفرة في معظم قهاوي كسلا الشعبية, وأفادنا عميد الطلاب بأن هذه الكافتيريا هي في الأصل كافتيريا العاملين بالجامعة وليست للطلاب, ووعد بالعمل على تحديث وتطوير كافة الكافتيريات بالجامعة. حقيقة نحن بدورنا نشكر عميد الطلاب لإهتمامه بالأمر ونحمد له والشهادة لله سعيه الحثيث لمعالجة أئ قصور يأثر على الطلاب تأثيرات سلبية تنعكس سلبا على أداءهم الأكاديمي. ونطالب قيادة الحرس الجامعي بمعالجة كافة الأخطاء التي شغلت المجتمع الكسلاوي لفترة طويلة بدخول الكثيرين من خارج الجامعة لتناول القهوة والشاي بداخل حرم الجامعة, وبالذات عبر بوابة المسجد. ونطالب نقابة العاملين بتحديث المظهر العام لكافتيريا العاملين, وهنالك حدود من حيث المساحة ينبغي الإلتزام بها, فتوزيع البنابر بهذه الصورة في مختلف الأرجاء وتحت الأشجار يجعل مظهر الكلية شائنا وغير حضاري, فالجامعة ليست سوقا شعبيا وإنما هي صرح علمي ينبغي أن يحس الداخل إليها أنه قد إنتقل الى بيئة أكاديمية علمية حضارية, ويدرك الإختلاف في المظهر وفي الجوهر منذ دخوله. ختاما وفق الله الجميع لخدمة الحق والعدالة,,, مقدمه/ الأستاذ/ علي جعفر أستاذ التشريح البشري 25-6-2017م