جاء في احد الصحف بان الشرطة قامت بحلاقة شعر بعض الشباب في مدينة عطبرة بدعوى ان حلاقتهم تعتبر شاذة.. و الادهي ان الضابط الذي قام بهذة الحملة (نقيب شرطة) وضع اسمة و صورتة بكل الفخر كما ذكر اسم الضابط الاعلى الذي امر بالقيام بهذة الحملة كما انة قام بعمل بطولي.. و هم لا يدريان بان بفعلتهم هذة كشفو عن جهلهم الصارخ بالقانون و اجراءاتة و هم المنوط بهم حماية القانون و تطبيقة على الوجة السليم وهذا يقودنا للنظر في ضعف الكوادر و عدم التاهيل الكافي للقيام بالوظيفة العامة. هذا الاجراء الذي قامو بة يعتبر خطاء قانوني جسيم من الشرطة وهي التي يجب عليها ان تحرص على تطبيق القانون قبل الحرص على حلاقة شعر راس الشباب... اذ لا يجوز للشرطة ان تكون الخصم و الحكم و ان تقوم باي اجراء فية اللمس او المساس بجسم اي انسان حتى ولو كان شعرة واحدة من راسة بدون صدور حكم من محكمة مختصة.. اذ ان الشرطة تتبع للجهاذ التنفيذي و عليها فقط تنفيذ الاحكام الصادرة من السلطة القضائية و تنفيذ الاوامر القانونية الصادرة من النيابة و هي في غالبها اوامر اجرائية مثل القبض و اطلاق السراح. الشرطة بتصرفها هذا ومن حيث لا تدري يمكن ان تحبط كل محاولات الحكومة وهي التي تجثو على ركبها استجداء لرفع العقوبات الاقتصادية اذ ان هذا التصرف يعد انتهاكا صارخا للحرية الشخصية و حقوق الانسان ( انا حر طالما لم اتي بفعل ينتهك حرمة وحرية الاخريين). و ياتي السؤال الملح ماهو المعيار الجامع المانع لتصنيف ان هذة الحلاقة شاذة او غير شاذة و من الذي و ضعة.. علما بان ظابط الشرطة نفسة عند دخولة الكلية يحلق لة شعر راسة كلة( صلعة) و هي تصنف في نظر الكثيرين بانها حلاقة شاذة ..(صورة مقلوبة اليس كذلك). كما ان حلاقة شعر الراس بشكل محدد ليس شي متفق علية في المجتمع السوداني.. اذ ان هناك بعض القبائل تتميز باشكال مختلفة لحلق الشعر او تركة. كما جاء في الاثر و السيرة ان الرسول (ص) وللبخاري من حديث أبي إسحاق:*سمعت البراء بن عازب قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مربوعًا، بعيد ما بين المنكبين، له شعر بلغ شحمة أذنيه، رأيته في حلة حمراء، لم أرَ شيئًا قط أحسن منه. * وعن أبي قتادة قال: سألت أنس بن مالك عن شعر النبي صلى الله عليه وسلم فقال: كان شعر رسول الله رَجِلاً ليس بالسبط ولا الجعد، بين أذنيه وعاتقه. *وأحيانًا أُخر يضرب منكبيه إن تركه بعد الحلق حينًا من الزمان، فعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يضرب شعره منكبيه. *يتبين مما سبق أن الروايات التي تصف طول شعره صلى الله عليه وسلم قد تعددت، وهي توهم لأول وهلة بالتضارب، ولكن عند النظر المتأني نجد أن كلاًّ منها تنقل حالة من حالاته في الأوقات المختلفة؛ لأن كل واحد من الرواة كان يخبر بحالته التي راى بها شعرة (ص) طولا و قصرا. هذة الحكم لايعدو ان يكون جزء من الحزمة الكلية للحكومة في التدخل في هوامش الهوامش و الانحشار في انف المواطن لتشغلة عن فشلها و التخلى عن و اجباتها الصحية و التعليمية و الخدمية تجاه المواطن.. كما لا يفوتني اذ يجوز لهولاء الشباب رفع قضية ضد الشرطة لتجاوزها الاختصاص و المطالبة بالتعويض لجبر الضرر..