مقدمه نظام عمالة الشحن والتفريغ نظام قديم قدم المواني في التاريخ وقد ظلو يناضلون عبر مختلف الحقب في سبيل تحسين اوضاعهم وحقوقهم المشروعه ولعلهم من اوائل العمال الذين نظمو انفسهم تاريخيا وكانت لهم مساهمات كبيره في تاريخ بلادهم وفي قضايا التضامن العالميه وكنماذج لذلك نشير الى نضالاتهم وتضحياتهم التى حسنت من اوضاع قوانين العمل عالميا حتى دخلت في التشريعات الامميه ولاننسى دور عمال الشحن والتفربغ في المواني الاروبيه وهم يضربون عن خدمة دول العدوان الثلاثي على مصر في عام 1956 وقبل ذلك نشير الى دور عمال الشحن والتفريغ بامريكا الذين اضربو عن تفريغ شحنات السفن الانجليزيه من الشاي فيما سمي بحفلة شاي بوسطن والتى افتتحت عصر النضال ضد الاستعمار الانجليزي هناك وفي السودان كان لعمال الشحن والتفريغ ادوارهم المشهوده في القضايا الوطنيه ونشير هنا كنموذج لمشاركتهم في مظاهرات رفض الجمعيه التشريعيه وتقديمهم للشهداء فيها ثم نضالاتهم في الصراع الاجتماعي وهم يرفضون نظام المقاولين بالمواني وتقديمهم للشهداء حتى الغاءه وقيام جمعياتهم التعاونيه ثم نقاباتهم نظام المقاولين في بدايات تشغيل الميناء لجات السلطات الى الاستعانه بمقاولي انفار لتامين العماله اللازمه لشحن وتفريغ السفن فقام هؤلاء بتجميع العماله من ابناء المنطقه وقسموهم على مجموعات تتبع كل مجموعه لقبيلة حتى يسهل استدعاء العمال المطلوبين وكلمة كله بفتح الكاف وتشديد اللام تعني مجموعه بلغة البداوييت ومع توسع نشاط المواني تزايدت الكلات واتضح منذ البدايات هدف المقاولين في الاحتفاظ بهؤلاء العمال في ادنى درجات السلم الاجتماعي فقد كدسوهم بحي ديم العرب وماجاوره في تجمعات اقرب ااى البداوه وعزلو من محيطهم الاجتماعي وذلك بتوفير وسائل نقل خاصه بهم فقط تحملهم من الديم والى الميناء وبالعكس حتى يبعدوهم عن الحراك والتطور الذي بدا يجتاح المدينه والعالم من حولهم كما ظلو ينالون اقل الاجور وبدون اي امتيازات اخرى بينما راكم المقاولون ثروات طائله بفضل نشاط هؤلاء العمال ولكن ذلك لم يستمر طويلا فقد قام ابكار النشطاء في المنطقه بمحاولات كبيره لنشر الوعي الطبقي والسياسي بينهم وخاصة مع بدايات انتشار نشاط الشيوعيين ومؤتمر البجا وارتفاع اعداد المتعلمين من ابناء العمال وبدات الثوره ضد نظام المقاولين وكتبت المذكرات وسير العمال ومناصروهم المسيرات وقد سمت ارواح الشهداء في تلك المعارك حتى تم الغاء نظام المقاولين ونشأت الجمعيات التعاونيه لعمال الشحن الشحن والتفريغ مشيرين هنا الى الدور الكبير الذي قام به الشهيد الشفيع احمد الشيخ واتحاده في تنظيم هؤلاء العمال في الحركه النقابيه مرحلة الجمعيات استبشر الناس خيرا من قيام الجمعيه فهي قطعا افضل من نظام المقاولين الاقطاعي الذي حول اولئك العمال الى مايشبه نظام الاقنان القديم في الزراعه والذي كان يتعامل مع البشر باعتبارهم مجرد ممتلكات تتنقل مع تنقل الملكيات بلاحقوق او امتيازات ومع الاسف فقد سيطرت القيادات الانتهاذيه على الجمعيات والنقابات منذ الستينيات حيث لم تجر جمعيات عموميه ولم توزع ارباح وظلت النقابات تدار بنفس عقلية المقاولين وظل العمال في ادنى السلم الاجتماعي ولم تطبق عليهم كافة القوانين العماليه على ضعفها وخاصة في حقبة حكم الحركه الاسلاميه التى جردت الطبقه العامله من معظم مكتسباتها وخاصة الحق في التنظيم النقابي وحق الاضرابات الخ الخ وكما حصل ابان حقبة المقاولين تراكمت ثروات هائله في ايدي القيادات الانتهاذيه والذين غادرو مواقعهم الطبقيه واضحو من اصحاب الوجاهه الاجتماعيه عبر ممتلكاتهم التى راكموها من عرق الطبقه العامله الوضع الان يعيش عمال الشحن والتفريغ داخل وخارج البواخر في قاع السلم الاجتماعي يحيط بهم الفقر والتخلف وقد جردو من كافة الامتيازات التى اكتسبتها طبفتهم عبر حقب نضالها الطويله وفي المقابل واضافة الى تراكم ثروات قياداتهم فان جمعيتهم تمتلك الفنادق والمستشفيات والابراج السكنيه الفاخره وطلمبات الوقود والاستثمارات في القطاعات الزراعيه والعقارات بحيث اصبحو عالمين مختلفين تماما الوضع الان ظلت قيادات عمال الشحن والتفريغ تكتسب ود كل الحكومات وخاصة العسكريه فهم اتحاد اشتراكي ومؤتمر وطني وكل مايخطر على بالك من القاب وهم يتصدرون قوائم التبرعات للمناشط الحكوميه بالمليارات اتقاء لشر اباطرة الفساد الانقاذي ولكن ذلك لم يعصمهم فالاسلاميون الذين باعو كل ممتلكات الشعب السوداني حتى افقروه اكتشفو فجاة مالدى هذه الجمعيات من ممتلكات اسطوريه فسال لعابهم وتاهبو للاتقضاض عليها مقترح الشركات تحول والي البحر الاحمر ومن وراءه مافيا الفساد بين ليلة وضحاها الى مصلحين اجتماعيين وشرعو في الحديث عن اقامة شركات تحفظ للعمال الحق في الضمان الاجتماعي والتامين الصحي فماذا يعني هذا؟؟ انه بعني ببساطه وضع اليد على كافة ثروات العمال ونهبها واعطاؤهم اسهما في الشركات الجديده ثم فتح الاكتتاب على زيادة اسهم الشركات والتى سيشتريها منتسبوهم وحيث ان اكبر المساهمين يسيطرون على مجالس الادارات فسيتولون على تلك الثروات بالقانون ثم سيجري كسر احتكار ابناء المنطقه لمهنة الشحن والتفريغ باعتبارها خاضعة للعرض والطلب بحيث ستدخل شركات اخرى منافسه تخلق حرب اسعار تخرج عمالنا من سوق العماله بجلب عمالة رخيصة من كل اصقاع العالم (اقرا ذلك مع الشركات الاجنبيه التى تعمل الان بالمواني) تخيل بعد ذلك عمق الكارثه الاجتماعيه التى ستلحق ببلادنا وعمال الشحن والتفريغ اللذين لايعرفون مهنة سوى مهنتهم فينضمون الى طوابير العاطلين وماسيجره ذلك من اذمات اجتماعيه واحتقانات سياسيه وشعور متصاعد بالغبن لدى ابناء البجا المتململون اصلا من الاوضاع السائده ما العمل ؟؟؟ من الواضح ان فكرة الشركات مرفوضه وكذلك لا يمكن ان يستمر الوضع الراهن المزري جدا كما ان هذه المرحله تتطلب تعاملا عقلانيا مع الوضع مع مراعات ان قضية التغيير ورفع مستوى الوعي معركة طويلة ومستمره فانني اقترح الاتي اولا ان ترفع الحكومه يدها عن التدخل نهائيا في شؤوون عمال الشحن والتفريغ ومحاولاتها البائسه في السطو على مكتسباتهم ثانيا وبحكم علاقتي منذ ايام نشاطي في الحركه التقابيه اقترح على قيادات الجمعيه والنقابه وهي التى عرفت بحنكتهافي التعامل مع الواقع اقترح عليهم الاسراع في عقد الجمعيات العموميه لجمعياتهم والتفكير في تقديم ارباح للمساهمين وحيث ان المال تلتو ولاكتلتو كمايقول المثل فيجب التنازل عن بعض هذه المليارات المكدسه للعمال فهم اولى بها من الحكومه كما ان شعورهم بان جمعياتهم تدر لهم دخلا اضافيا سيجعلهم يدافعون عن جمعياتهم في وجه التغول الحكومي بدلا من سلبيتهم الحاليه وشعورهم بعدم فائدة جمعياتهم ثالثا لابد من التفكير جديا في اقامة مشاريع خدميه للعمال من عائدات جمعياتهم رابعا فك احتكار بعض القيادات لمواقعهم والسماح بضخ دماء جديده في الجمعيه والنقابه خامسا تفعيل لجنة تحسين شروط الخدمه المشتركه بينهم وبين اتحاد اصحاب العمل من اجل ادخال العمال في الخدمه المعاشيه والضمان الاحتماعي تعقد الجمعيه اتفاقا فوريا كمخدم مع صندوق التامين الصحي لادخال العمال تحت مظلة التامين الاجتماعي وهي خطوة بسيطة وقابلة للتنفيذ بحيث تخصم نسبة العمال منهم وتدفع الجمعيه الباقي سادسا في سبيل ذلك اقترح الاستعانه بالخبراء واصحاب التجربه لتكوين هيئه تشرف على تنفيذ تلك المقترحات تشارك فيها نقاباتهم وجمعياتهم وهو امر ممكن التنفيذ ونشير الى تجربة الاخ عثمان شيبه وتطويره صندوق استثمار نقابة داخل البواخر مقترحات الاصلاح هذه وغيرها ممكنة التنفيذ وبكل سهوله وهي مفيدة جدا لكل الاطراف فالعمال سيحسون بتغيير نحو الافضل يرفع من مستوى وعيهم بقضاياهم والقيادات خير لها ان تقود اصلاحا يحفظ جزءا من مصالحها بدلا من ان تفقد كل شيئ على يد مافيا الفساد الحكوميه والحكومه وهي تتحدث عن الاصلاح فلتعلم ان هذا هو الاصلاح التدريجي الذي راعينا فيه التعامل مع الواقع بعيدا عن الشعارات الرنانه وهي دعوة نقدمها الى كل الناشطين بتقديم حلول منطقيه وقابلة للتتفيذ حتى لاتضيع قضايا عمال الشحن والتفريع وسط حمى المزايدات