ميزانية الأمن والدفاع في هذا العام 2017، كما عرضتها وزارة المالية تساوي 36 مرة مما هو مرصود للتعليم، ..وتستكثر الحكومة بدل الوجبة على المعلمين، الذي لا يقارن بثمن العربات الفارهة على سبيل المثال، ولكن ممتلكات المعلمين يعبث بها سدنة الإنقاذ، ففي المقرن تم تشييد برج المعلم من الإشتراكات المالية، والأنشطة التجارية به تعكس حجم الاموال التي تأتي منه، ولكن نصيب المعلمين صفر من هذه العائدات.وفي الجانب الجنوبي من وزارة التربية والتعليم شيدت صالة المعلم ومدينة المعلم الطبية، وأسواق تجارية، والمال ينهمر كالمطر منها، فأين نصيب المعلم؟!! وليس بعيداً عن موضوعنا هذا الإستثمارات التي تنشأ بأموال العمال وباسمهم، لكنها تعود بالفائدة على منسوبي الإنقاذ، للمثال لا الحصر وأصول الجمعية التعاونية التي أسسها العمال باشتراكاتهم، وصيدليات العمال، واندية العمال التي باتت مخصصة لأغراض أخرى.. وأي اتحاد مهني حكومي، أو نقابة عامة يسيطر عليها السدنة عبر انتخابات مضروبة، بما في ذلك إتحاد العمال لا تعرض ميزانيتها السنوية على الملأ لتعرف القواعد النقابية مصير أموالها، وحتى في أيام الإنتخابات يتم إخفاء الجداول الإنتخابية، حتى لا ينكشف التلاعب المالي عند نقاش الميزانية. وعلى ذلك فالنقابات تصمت على ما يحيق بالعمال من ظلم، ودوننا فصل الآلاف من عمال الموانئ البحرية، تمهيداً لخصخصة الميناء، ولكنها قصة أحمد وحاج أحمد، فهؤلاء لم تنتخبهم القواعد النقابية، بل جاءوا عن طريق القوائم الجاهزة، والإنتخابات المضروبة التي سماها شيخهم في الزمن الماضي ( الإجماع السكوتي)، ومن لم يسكت طرد من الخدمة أو اعتقل أو تمت بهدلته. وقس على ذلك كل النقابات التي صادرتها الإنقاذ، واستبدلتها بنقابة المنشأة أو باتحادات موالية، كالأطباء، والمهندسين، والصحفيين، والكتبة والموظفين، ومن شعار السدنة تحويل النقابات إلي دكاكين، ينحصر دورها فيما يسمى قوت العاملين، وكرتونة رمضان، وخروف العيد، ويتحول نقابيو الإنقاذ إلي سماسرة، يستفيدون من فروقات السعر ومن السلع التي تنقل إلي الأسواق وتباع بالسعر العالي. ومع ذلك تكونت لجنة المعلمين، وهي لجنة مقاومة لانتزاع حقوقهم، ونقابة الأطباء ولجنتهم لنفس الغرض، ومن قبلهم أساتذة الجامعات، وكل ما يجرى على صعيد تخطي النقابات الإنتهازية وتوحيد صف العمال والمهنيين، يخيف النظام وسدنته، فالنقابات رأس الرمح في الثورة السودانية، ولم يستطع أي نظام ديكتاتوري في بلادنا تدجين النقابات أو محوها من الوجود ..والجبهة النقابية للعمال ستكمل دائرة النقابات الثورية، وجبهة المعارضة الواسعة ضرورة حتمية . يشعل الطلبة شرارة الإنتفاضة بالإحتجاجات، فتزيد اشتعالها النقابات، فتخرج المظاهرات، وفي أيام معدودات تسقط الأنظمة العسكرية، ومؤسساتها المصنوعة ونقاباتها وحوارها الذي يعيد تدوير النفايات. كمال كرار