تستمر الحملات الإعلامية في السودان للدعاية لخياري الاستفتاء على تقرير مصير جنوب السودان وسط غياب للفعاليات المؤيدة للوحدة في الجنوب. ولا يخفي القائمون على التلفزيون المحلي في واو -حاضرة ولاية بحر الغزال التابعة لحكومة جنوب السودان- أنهم يسخرون مساحة بثهم التي تمتد لأربع ساعات يوميا ومعظم برامجهم من أجل هدف واحد هو الدعوة لانفصال الجنوب، وحجتهم في ذلك غياب من يتبنى وجهة النظر الأخرى. وقال المشرف على الإذاعة والتلفزيون ببحر الغزال ديفد جون جونغو للجزيرة "للأسف دعاة الوحدة لم يأتوا للأجهزة المعنية لعرض برامجهم للدعوة لهذا الخيار (الوحدة)". وباستثناء الإذاعة والتفلزيون المحليين، تفتقد مدينة واو صحفا محلية لكن مكتباتها لا تخلو مع ذلك من صحف من مدن أخرى إلا أنها هي الأخرى قل ما تجد فيها واحدة منها تفرد في صفحاتها مجالا للمدافعين عن الوحدة، وفق ما ذكره مراسل الجزيرة من واو المعتز بالله حسن. إرادة الحكومة ويرى نيكسون جونغ شفيل الذي يعمل مراسلا لإحدى صحف الشمال، أن الأمر لا يقف عند قلة وسائل الإعلام بل في من يقف خلفها. يقول شفيل للجزيرة "من المعلوم أن وسائل الإعلام هنا وسائل حكومية ولا بد أن ما تقوم به من عمل يجب أن يكون وفقا لإرادة الحكومة، كما أن الحكومة في جنوب السودان عامة تعبر عن رأي الشعب الجنوبي الذي ينادي بانفصال الجنوب". كما يلاحظ من ناحية أخرى ضعف بل وحتى غياب وسائل الإعلام التفاعلية الأخرى كالمواقع الإخبارية على الإنترنت، الأمر الذي يجعل الرسالة الإعلامية حكرا على يملك وسائل الإعلام الموجودة. دعوة للتسجيل وفي الشمال يخصص التفلزيون والإذاعة القوميتان وعدد من محطات التفلزة والإذاعة الأخرى مساحات لتبصير الناخبين بضرورة تسجيل أسمائهم في مراكز تسجيل الناخبين، كما يتم توظيف عدد من البرامج لخدمة عملية الاستفتاء. ولا تخفي هذه الأجهزة انحيازها لخيار الوحدة عبر إعلانات من ببنها إعلان يقول إن "السودان كله لك فلا تقطعه بيدك"، كما تقطتع أجزاء من خطابات لقادة سودانيين تدعو لتبني خيار الوحدة في الاستفتاء. وكانت الحملات الإعلامية للتنوير بخياري الاستفتاء (الوحدة والانفصال) قد انطلقت في جميع أنحاء السودان في 7 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي والمقرر لها أن تستمر لشهرين لتتوقف قبل 24 ساعة من بدء الاقتراع حيث يحظر بعدها أي عمل إعلامي يروج لأي من الخيارين أثناء وبعد بدء الاقتراع، انتهاءً بتاريخ الفرز والعد وإعلان نتائج الاقتراع. وأعلنت مفوضية الاستفتاء أنها حددت ضوابط الحملة الإعلامية بإتاحة الفرص المتساوية للترويج للخيارين، داعية مؤيدي الخيارين إلى ضبط النفس والبعد عن العدائيات والمشاكسات والالتزام بالأطر القانونية المتفق عليها لإنجاح الاستفتاء.