بلومبيرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا    مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية    سوق العبيد الرقمية!    صلاح في مرمى الانتقادات بعد تراجع حظوظ ليفربول بالتتويج    أمس حبيت راسك!    راشد عبد الرحيم: وسقطت ورقة التوت    وزير سابق: 3 أهداف وراء الحرب في السودان    علماء يكشفون سبب فيضانات الإمارات وسلطنة عمان    معتصم اقرع: لو لم يوجد كيزان لاخترعوهم    (المريخاب تقتلهم الشللية والتنافر والتتطاحن!!؟؟    الصين تفرض حياة تقشف على الموظفين العموميين    وكالة الفضاء الأوروبية تنشر صورا مذهلة ل "عناكب المريخ" – شاهد    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    "منطقة حرة ورخصة ذهبية" في رأس الحكمة.. في صالح الإمارات أم مصر؟    مصادر: البرهان قد يزور مصر قريباً    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    برشلونة: تشافي سيواصل تدريب الفريق بعد تراجعه عن قرار الرحيل    إيفرتون يصعق ليفربول بثنائية    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    إقصاء الزعيم!    الحلم الذي لم يكتمل مع الزعيم؟!    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    حدثت في فيلم كوميدي عام 2004، بايدن كتبوا له "وقفة" ليصمت فقرأها ضمن خطابه – فيديو    السودان..رصد 3″ طائرات درون" في مروي    كواسي إبياه سيعيد لكرتنا السودانيةهيبتها المفقودة،،    في أول تقسيمة رئيسية للمريخ..الأصفر يكسب الأحمر برعاية وتألق لافت لنجوم الشباب    خادم الحرمين الشريفين يدخل المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب سوداني يترك عمله في عمان ويعود للسودان ليقاتل مع الجيش في معركة الكرامة.. وثق رحلته من مسقط حتى عطبرة ليصل أم درمان ويحمل السلاح ويطمئن المواطنين    شاهد بالصورة والفيديو.. "دعامي" يظهر في أحضان حسناء عربية ويطالبها بالدعاء بأن ينصر الله "الجاهزية" على "الجيش" وساخرون: (دي بتكمل قروشك يا مسكين)    شاهد بالصورة والفيديو.. إعلامية مصرية حسناء تشارك في حفل سوداني بالقاهرة وتردد مع الفنانة إيلاف عبد العزيز أغنيتها الترند "مقادير" بصوت عذب وجميل    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة جيبوتي .. 21 قتيلاً و23 مفقوداً    العين إلى نهائي دوري أبطال آسيا على حساب الهلال السعودي    مدير شرطة ولاية نهرالنيل يشيد بمجهودات العاملين بالهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الإثنين    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هدرجهود التنمية صناعة للتخلف
نشر في الراكوبة يوم 17 - 08 - 2013


بسم الله الرحمن الرحيم
احمد الحسن اوشيك
هدرجهود التنمية صناعة للتخلف
تتغير المجتمعات البشرية مع تغير ظروف الانتاج لتوفير الاحتياجات الانسانية المتغيرة والمتزايدة والمتنوعة .ارادة التغيير تحفز النمو الاقتصادي الذي هو في الاساس ادارة سليمة للموارد المتاحة.التغيير الايجابي في نمط الانتاج يؤدي الي تطوير يقود بدوره الي نمو اقتصادي وهذا يؤدي الي نشوء قيم اجتماعية وثقافية تتفاعل مع التحول الاقتصادي وهكذا تتقدم المجتمعات الانسانية .التقدم الاقتصادي الاجتماعي عملية تنمية مستدامة للقدرات المادية والمعنوية للمجتمعات البشرية تنتقل بموجبه الي الي وضع افضل اقتصاديا وارقي اجتماعيا.وعلي نقيضه تتخلف اخري اذا ما تنكبت الطريق واهدرت الجهود فهي تتخلف وتتردي.اهدار جهود التنمية تكريس للتخلف ,تكريس التخلف يعني الصراعات والعنف.العنف الممتد يؤدي الي الانقراض,هكذا ينبئونا ألتأريخ.
هذا جهد لطرح العلاقة بين هدر الجهود التنموية وتكريس كعلاقة تتفاعل جدليا لمزيد من الدراسة والمقارنة مع الواقع المعاش , وهي من جزئين ,الاول هدر جهود التنمية والثاني صناعة التخلف .
الجزء الاول :هدر جهود التنمية.
التنمية لغة تعني النمو وهو عكس الجمود والتخلف,واصطلاحا هي حشد الجهود والموارد وتوجيهها لتحسين الأحوال الاقتصادية والاجتماعية والثقافية فى المجتمعات ومساعدتها على الاندماج فى حياة الأمم للإسهام فى تقدمها ورقيها.هذا ما اصطلحت عليه الجمعية العامة للامم المتحدة عام 1956 م.اي قبل اكثر من نصف قرن من الزمان.
التنمية قضية مصيرية لحاضر ومستقبل الجماعات وهي تتطلب علم ومعرفة واسعة بالمناهج والاستراتيجيات والبرامج الانمائية اللازمة لبناء المجتمعات المتخلفة وبالضرورة لابد ان تكون مناسبة ومتلائمة مع ظروف المجتمعات المعنية ومشكلاته.لا بد من دراسة وفهم واعتبار العوامل الاجتماعية المؤثرة اذا كان الهدف المطلوب فعلا تحقيق تنمية مستدامة . تحديد الأهداف الاستراتيجية لعملية التنمية مرتبط ارتباطا وثيقا بالاقتصاد والاجتماع والسياسة.
الانسان تواق ومؤهل للتغيير وهو عنصر اساسي في جهود التنمية ,عدم اعتباره بهذه الصفة يؤدي الي هدر الجهود. الانسان لديه القدرة علي التغير ويرغب في ذلك والا لكنا مازلنا في العصور الحجرية...التغيير يبدا باطلاق القوة الكامنة في الانسان وهي الفطرة و الكرامة و العقل وهي خصائص ميزنا بها الله سبحانه وتعالي نحن البشر . مداخل هكذا تغيير تبدأ يالدعوة والحوار و تمليك المعلومة بشفافية ومسئولية وبالحوار وبالاقناع واحترام معارفه و خبراته والارشاد لبناء قدراته وتدريبه واعتبار البيئة المحيطة به وايضاح النموذج واستنهاض هممه وتعبئة الجهود و التواصل معه باستمرار.
توجد عدة تعريفات ومفاهيم ومناهج ومداخل وسياسات وخطط للتنمية الا اني اكتفي بالقول انها عملية تغيير تستهدف المجتمعات البشرية لتحقيق مستويات اقتصادية و اجتماعية و ثقافية افضل و تلبي تطلعاتهم وتحقق رغباتهم وذلك باستغلال الموارد المادية و المعنوية المتاحة . يتوقع ان ينتج من هذا التغيير تغيير في المفاهيم و السلوك و الممارسات,فهو اما نمو وتغير للرقي والتقدم او تخلف نتيجة للتاخر والجمود .
هنالك ثمة مدرستان تتناولان قضية التنمية وفق منظور نوعي ,مدرسة تنادي بمداخل نمو تبدأ من القاعدة والي القمة (bottom up approach) و لضمان استدامتها لابد من ان تكون المؤسسات القائمة علي وضع الرؤي والاستراتيجيات التنموية ديمقراطية وتشاركية (بمعني المشاركة) وتتصف بالشفافية والتجرد والاحترام والمصداقية ولا تشيبها شائبة .. لا يمكن الاطمئنان علي استراتيجيات للتنمية في وجود حتي ولومجرد شكوك في فساد وتحيز في المؤسسات القائمة علي التنمية .تتحكم السياسات العامة في رسم وتنفيذ الاستراتيجيات التنموية وقد اثبتت الشواهد والممارسات عند تطبيق خطط التنمية ان هنالك ودوما تحيز تتحكم فيه التركيبة الاجتماعية المتنفذة والمنفذة ,سواء كانت عرقية او دينية او جهوية كما ان هنالك التحيزات وفق الموالاة السياسية او الانتماءات المناطقية ولا مخرج من هذا الا عبر القواعد المجتمعية التشاركية والديمقراطية ومراعاة القيم الاخلاقية التي تواضعت عليها الانسانية مثل العدالة وحقوق الانسان الاساسية.
المدرسة الاخري هي التنمية الفوقية . ( top-down approach) وهي تلك التي تتم بمحفز خارجي حيث يتم فرض التنمية من اعلي (مستعمر او مستبد داخلي) فوقيا علي المجتمعات وخصوصا المجتمعات الريفية التقليدية و التي دائما ما يراها متخلفة و تتصف بالعناد و مقاومة التغيير و النفور منه .هذا منهج تنموي تنادي به مدرسة تعتبر قديمة وتنم عن روح استعلائية ,عفا عليها الزمن وتجاوزتها المجتمعات المتحضرة.
توجد رؤي شائعة عند علماء واختصاصيي التنمية والعلوم الاجتماعية, وهي رؤي تدعمها تجارب تاريخية موثقة و مناهج علمية وخبرات متراكمة وادلة تجريبة, انه من الاساسي لاحداث التنمية المنشودة النظر الي المجتمعات المستهدفة علي انها مجتمعات راشدة وان ما لديها هو الموضوعي والممكن وفق المعطيات المتوفرة لها وان اي تغيير يجب ان يكون تشاركيا وبالاسهام المجتمعي النشط.وعن قناعة وايمان.
توضيح الأساس الاجتماعي لعملية التنمية الاقتصادية يتم بتحليل الأوضاع الاجتماعية .يعتمد البناء الاجتماعي على الترابط القوي داخل الوحدة الاجتماعية مما يحد من التفاعل مع الوحدات الاجتماعية الأخرى وبالنتيجة يقف عقبة في طريق التنمية الاقتصادية والاجتماعية أذ ان عملية التنمية تعتمد على الحراك والتغيير المستمر والتفاعل الاجتماعي بين جميع أفراد المجتمع وإلاسهام البنّاء في رسم صورة المجتمع الحديث ومن هنا تنشأ ضرورة البحث عن العوامل المحفزة للتغيير والتصدي للعقبات الاجتماعية التي تحول دون عملية التنمية وتكرس التخلف ومن ذلك ما في البيئة الاجتماعية من العادات والتقاليد والوظائف المختلفة للتركيبات الاجتماعية التقليدية.
يتم التعامل مع البعد الاجتماعي لقضايا التنمية وفق مدخل نظري يتمثل في دراسة الظواهر والسلوكيات والنظم الاجتماعية وكيفية نشاتها وتطورها ووظائفها في البنية الاجتماعية العامة ووفق مدخل اخر تطبيقي يختص بالكشف او البحث عن طرق للاستفادة من القوانين الاجتماعية الطبيعية في تحقيق المنافع المادية والمعنوية للمجتمع المعني. يهتم الجانب التطبيقي في علم الاجتماع بدراسة أساليب الاستفادة من الحقائق النظرية والقوانين الاجتماعية الطبيعية في رسم السياسة التنموية وبرامجها من أجل تحقيق النقلة النوعية للمجتمعات المدروسة (1).
وضعت هيئة الامم المتحدة خطة عمل رئيسية لجميع دول العالم والمنظمات العاملة في المجال التنموي لتنفيذ الاهداف الانمائية الثمانية للالفية بحلول عام 2015 م وهي:
1- القضاءعلي الفقر المدقع والجوع .2 - تحقيق تعميم التعليم الابتدائي .3- تعزبز المساواة بين الجنسين.4 - تخفيض معدل وفيات الاطفال.5- تحسين الصحة النفاسية . 6 - مكافحة فيروس المناعة البشرية. 7- كفالة الاستدامة البيئية . 8 - اقامة شراكة عالمية.
اقامة شراكة عالمية بالذات يفترض ان تلفت انتباهنا لمسألة هامة جدا وهي ان العالم لن يقف متفرجا مكتوف الايدي تجاه معاناة التخلف المفروضة بواسطة قوي الاستبداد ,سواء كانت تلك دول فاشلة او حكومات مستبدة او قوي اجتماعية متخلفة مهيمنة تفرض قناعاتها التي تنتهك كرامة الانسان وتصادر حقوقه الاساسية.
هنالك ثمة اتفاق عالمي علي مؤشر يصنف التنمية وفق ثلاثة معايير هي :-
I. مستوى الرعاية الصحية، وهو يشمل أمد الحياة و نسبة وفيات الأطفال.
II. المستوى الثقافي والتعليمي، و هو نسبة التعلم والأمية .
III. مستوى الدخل الفردي، وهذا اهم معيار الا انه مضلل و يساوي حاصل قسمة الناتج الوطني الاجمالي على عدد السكان ولا يعتد به بالنسبة للبلدان التي تستاثر فيها الاقلية بالثروة.
تقسم البلاد والمجتمعات الي متقدمة ونامية والاقل نموا والاخيرة هي المجتمعات المتخلفة التي يعم فيها الفقر والجوع والجهل والمرض ويسودها العنف والاضطراب.
واقع السودان الحالي نتاج اهدار فرص التنمية :
تروي احدي الدراسات التقييمية التي اجراها البنك الدولي عام 1985 م في عشرة بلدان شملت السودان و كينيا ونيجيريا ومالي المغرب و تركيا واندونيسيا و تايلاند و الهند و البرازيل لعدد 128 مشروعا اختصت الدراسة السودان من دون كل هذه الدول بوصمة تنمويه سمتها حطام التنمية (Ruins of Development ) والمقصود اطلال تلك المشاريع الزراعية و الحيوانية و مصانع المنتجات الزراعية و الحيوانية المتحكرة في سهولنا وبوادينا وعلي ضفاف ودلتوات انهارنا و اوديتنا منذ الاستعمار ومرورا بالعهود الوطنية التي سارت علي منواله .التقرير يقصد اطلال المشاريع التي تبدا , في الشمال فقط , من طوكرفي جنوب البحر الاحمر ..وطوكر دي اول بلد دخلتها الكهرباء في السودان .السؤال الان ليس عن الكهرباء والتي هي حق انساني ولكن ما هو حجم الهدر في التنمية ؟؟...ومشروع القاش.والقاش وما ادراك ما القاش .تحول المشروع الزراعي الذي كان ملاذا لشرق السودان وغرب اثيوبيا واريتريا ووجهة اغتراب للسودانيين عموما الي حقل تجارب .لتقدير حجم الضرر من هدر جهود وفرص التنمية ..تأمل .. انه كانت هنالك مكتبة مليئة بالصحف المصرية والسودانية والكتب المختلفة في دار المزارعين ..اؤكد دار المزارعين بمدينة وقر ,شمال دلتا القاش وكنا شباب في سبعينات القرن العشرين ,نرتاد المكتبة ونتعلم الشطرنج .اي والله الشطرنج.وعلي يد احد المزارعين ..اين الشطرنج الان..؟؟.بل واين دار اتحاد المزارعين في وقر .؟؟.بل ما حال الزراعة بالقاش ؟؟؟.ابحث عن الاجابة في وجوه الفقراء الذين اضناهم الجوع والمرض والي اطلال المرافق والتجهيزات والترع والمساقي التي اختلط هابلها بنابلها.....اواصل جرد حطام التنمية.....مصنع الكرتون في اروما ومصنع البصل وتعليب الفاكهة في كسلا وكريمة ومشروع خشم القربة الزراعي ويمكن الرهد والجزيرة واخريات علي النيل الابيض و الازرق ومشروع جبال النوبة ومشاريع الانتاج الحيواني في سوبا وحلة كوكو بالخرطوم بحري ومصنع البان بابنوسة ومشروع جريح السرحة في كردفان والغزالة جاوزت في شرق دارفور ومشروعات جبل مرة .نتسائل ماذا حصل لتلك المشروعات التنموية ؟؟.وما هي الاثار الاقتصادية والاجتماعية التي ترتبت عليها؟؟؟ ولماذا تحولت الي اطلال ؟؟؟ وما هي الفرص التي اهدرت ؟؟ ومن المسئول ؟؟؟..ليس بكاءا علي اللبن المسكوب ولكن العزة والاعتبار.
يعزو التقرير المذكور فشل هذه المشروعات الي السياسات التي استنها المستعمر وواصلتها الحكومات الوطنية..ومهما تكون الاسباب الا ان الاكيد ضخامة الجهد الذي اهدر....
يرصد الاستاذ عمر الدقيرفي زاويته شعاع.محاصيل العصري (2)."بعيدا عن تقارير المنظمات المشبوه ,ووفق ما يرد في صحف الخرطوم والمنابر الاعلامية المحلية.. بعضا من مظاهر التخلف في نسب الفقر والتعليم الاساسي وسؤء التغذية وعلي مستوي العاصمة فقط ,مما يضع السودان ضمن الدول الأكثر فشلاً والأكبر فساداً والأدنى ترتيباً في مؤشرات التنمية البشرية وحرية الصَّحافة، والأعلى في مؤشرات البؤس والفقر والبطالة ووفيات الأطفال بسبب سوء التغذية وتلوث المياه ووفيات الأُمَّهات خلال الحمل والولادة بسبب سوء الرِّعاية الصِّحية.. ناهيك عن عدد ضحايا العنف باشكاله المختلفة".
يقرر الاستاذ حيدر المكاشفي في زاويته الراتبة "بشفافية"في مقاله المعنون "الحنكلو اب حكا حلو" (3) ان الحكة الجلدية التي تفشت بين الطالبات الجامعية في احدي الداخليات بمدينة بورتسودان "ثغر السودان الباسم" هو مرض الجرب الذي عرفه العالم قبل اكثر من 2500 عام واكثر ما يصيب الابل والكلاب ,ملقيا اللوم علي العقليات الادارية المتخلفة.
تصف الاستاذة مروة التيجاني في تحقيقها المنشور(4),تجليات تراجيديا الفقر القاسية في السودان,والتي سببها هدم التنمية و زراعة الجوع مما جعل بلدنا وطنا للجوع ,لتتفق مع ما ذهب اليه الباحث الهندى والناقد الأجتماعى الحائزعلى جائزة نوبل فى الإقتصاد عام 1998م (أمارتيا سن) بقوله : إن أهم أسباب المجاعة والفقر فى العالم هو سوء أداء الترتيبات الأجتماعية والسياسية لا الكوارث الطبيعية ويذهب بالقول.والقول قول الباحث الهندي...إن البلاد التى لديها ممارسات ومؤسسات لائقة بما فى ذلك صحافة ووسائل إعلام حرة مستقلة وناقدة لن تكون عرضة للجوع. تقول الاستاذة اخلاص نمر . في عمودها الراتب نمريات(5). "لاننا مواطنون لاوجيع لنا وبلغ بنا الفقر والمرض والجهل مداهم، لن نقدم على صندوق واحد يخص المعارضة او الحزب الحاكم وعلى كليهما البحث الان عن مخرج آمن لمشكلات الوطن التى باتت جذورها عميقة وتغوص يوميا الى الاعمق بدلا من (ادعاء) كل طرف بأنه الاجدر والاقدر والاعلم على طرح الحلول المستدامة في سياق تناولها لمقولة امين العلاقات الخارجية بالحزب الحاكم بان الدم سوف يسيل للركب اذا انتهكت اسوار الخرطوم..".اضيف ان هذا واجب الجميع وعدم الاتكال علي المعارضة والحزب الحاكم.لان سيلان الدم للركب نتيجة حتمية لهدر جهود التنمية وتكريس التخلف.والتخلف لا يلد الا العنف.
يري الدكتور الشفيع خضر القيادي الشيوعي (6),ان التنمية، من منظور عريض، تتجاوز المظاهر الشكلية مثل التكنولوجيا والانتاج والعمران، وتتركز حول قيمة الفرد وحريته وكرامته...يواصل د.الشفيع ويتسائل" أداء الحكومات يقاس بقدرتها على إنجاز مشاريع تنموية تحدث تحولات إيجابية في حياة الناس وإن علاقة التنمية بالديمقراطية تطرح تساؤلا مركزيا حول إمكانية تحقيق التنمية، والأجهزة الأمنية تقف بالمرصاد لأي حركة إحتجاجية من أي فرد أو مجموعة؟ ".لا ادري لكنها ظاهرة معاشة ,لا اقصد المرصاد لاي حركة احتجاجية والتي لا انفيها ,ولكن اقصد الحركات الاحتجاجية لاي مشروعات تنموية, وهو شأن يمكن ان تكون له عدة احتمالات,فاما ان تكون التنمية فوقية ومرفوضة من قبل المجتمعات المحلية لانها لا تلبي احتياجاتهم وعلي حساب حقوقهم المشروعة في الموارد أو أن الجهات المعنية لا تريد الافصاح عن الاهداف التنموية والمستفيدين منها مما يقدح في عدالة توزيع المنافع التنموية ,او تكون هذه المجتمعات لا تثق في قدرات ونوايا القائمين عليها,او قد يكون الاعتقاد بانها نوع من الرشاوي التنموية او السياسية .عموما وكما اثبتت التجارب التأريخية الناجحة والتي يعتد بها ,ان التنمية ولكي تكون ناجحة ومستدامة يجب ان تكون انسانية وعادلة وشفافة وديمقراطية وبمشاركة اصحاب المصلحة والا صارت اطلال لجهود مهدرة تكرس التخلف وتلد الاضطراب والقلاقل الاجتماعية المؤدية الي العنف.,وبهذا الفهم تصبح التنمية قضية مصيرية لا بد لها من فكر ثاقب يرتقي الي مستوي قانون مرادف للوجود .....
مراجع:
(1 ) . إبراهيم الساعدي ,منتدي الانثربولوجيين والاجتماعيين العرب:متاح علي الرابط : http://anthro.ahlamontada.net/t414-topic
(2 ) . الاستاذ عمر الدقير ,شعاع ,مشروع الانقاذ,مشاريع العصر الحديدي .متاح علي الرابط: :http://www.alsahafa.sd/details.php?a...&ispermanent=0
(3) . الاستاذ حيدر المكاشفي , "الحنكلو اب حكا حلو" ,يشفافية, صحيفة الصحافة.العدد 7122 بتاريخ 29 مايو2013 م.
(4) . الاستاذة مروة التيجاني,تحقيق منشورفي صحيفة الراكوبة الالكترونية ,متاح علي الرابط : http://www.alrakoba.net/news-action-show-id-95090.htm
(5). الاستاذة اخلاص نمر, نمريات,جريدة الصحافة العدد 7069بتاريخ 22 /5 /2013 م
(6). د.خضر الشفيع ,قراءة في المشهد السياسي ,التنمية بحد السيف,متاح علي الرابط: http://www.alrakoba.net/news-action-show-id-96769.htm
بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء الثاني:صناعة التخلف...
فشل النهج الاقتصادي المنطلق من تجارب البلدان الصناعية المتقدمة في تنمية ونهضة بلدان ومجتمعات العالم الثالث ادي الي اطلاق العديد من الدراسات والبحوث حول التنمية والتخلف(1). توجد عدة بحوث حول التخلف وفق منظورات متنوعة لتحديد التخلف ومحطاته وتعريفه تتراوح بين المنطلقات الاقتصادية والاجتماعية وكذلك الابعاد الذاتية التي تضع علم النفس (السايكولوجي ) في الاعتبار وقد تتجاوز العوامل الداخلية الي العلاقات بين البلدان المتخلفة والبلدان المتقدمة لاخذ البعد السياسي الدولي مع الداخلي للتخلف باعتبارها قضية استغلال فئة قليلة لفئة كبيرة من السكان.ولذا تعتبر دراسة قضية التخلف بابعادها الموضوعية ,الخطوة الاولي والاساسية لاحداث التغيير المنشود.
التخلف ظاهرة اجتماعية ومن الضروري الكشف عن اسبابها الموضوعية. حياة الانسان ,يسميها علم النفس التجربة الوجودية, تتوقف علي تأمين احتياجاته وتلبية رغباته الاساسية وهي الغذاء والدواء والماء والكساء وهي الحاجات المادية واخري وجدانية ,هذا يعتمد علي الوعي بالبدائل المتاحة واختيار الاولويات لتأمين الحياة الكريمة.تأمين الحاجات المادية مسألة اقتصادية في المقام الاول لكنها ترتبط عضويا بالبنية الاجتماعية . البنية الاجتماعية تشكل الانسان علي نمط وجود متميز.بما يعني ان سايكولوجية التخلف هي في جوهرها سايكولوجية الانسان المقهور امام قوانين الطبيعة وقانون السلطة (2 ). يري معظم الفلاسفة والمفكرين والعلماء الاقتصاديين والاجتماعيين علي ان التخلف هو ثمرة الاستغلال والاستعباد (3).البنية النفسية (الذاتية) التي يفرزها التخلف تتميز بقيم ونظرة للوجود تشكل اشد نقاط المقاومة استعصاءا علي التغيير ومن هنا تاتي اهمية دراسة سايكولوجية التخلف كمنطلق لدراسة التخلف.ولنبدأ الدراسة بالوصف لعلنا نتمكن من دراسته.
الاقتصاد هو علم البدائل وتحديد الاولويات وهو في مساره العام تراكم وتكثيف جهود التنمية المستدامة. يتفق كل من ادم سميث رائد الاقتصاد الحر, وكارل ماركس احد منظري الاشتراكية العلمية وهما كبار فلاسفة ومفكري التقدم الاقتصادي المعاصر الذي ما يزال يتراوح بين الراسمالية والاشتراكية,علي ان الاقتصاد هو الذي يحكم تطور المجتمعات من خلال تطور ادوات الانتاج. يتحقق التقدم الاقتصادي عبر حشد الجهود المادية والمعنوية وتنميتها لتحقيق الاهداف والغايات المبتغاة. هدر جهود التنمية يؤدي الي التخلف الاقتصادي وهذا بدوره يؤدي الي تفاقم التخلف. التخلف علي المستوي الانساني يكرس كنمط وجود في البنية الاجتماعية ليقاوم التغيير بما يعني وجود قوي اجتماعية لها مصلحة في تفاقم التخلف بشكل او باخر.
وصف ظاهرة التخلف :
التعريف المبسط للتجربة الوجودية هو وصف الظاهرة الوجودية الانسانية باعراضها المتمثلة في الفقر وسوء التغذية وتدني مستوي التعليم والمأوي وتفشي الامية واخطرها المجاعات الممتدة او تلك التي تأخذ طابع الدورات المنتظمة.
الطريقة الاقتصادية في توصيف التخلف تتمثل في الزراعة بوسائل بدائية وتقليدية وذات الانتاج والانتاجية المتدنية التي تكاد لا تكفي لسد الرمق والطاردة لقلة العائد وسوء استغلال الموارد الطبيعية والصراعات المزمنة والمعقدة عليها واقرب مثال علي ذلك الصراع علي الاراضي الزراعية بين ملاك الحيازات الضخمة التي تفوق الالاف المؤلفة من الافدنة وصغار المزارعين وبين الرعاة ومربي الماشية وبين المزارعين وبين الرعاة انفسهم بسبب الصراع علي الاراضي وموارد المراعي والمياه المتذبذة والمتناقصة التي لا تجد صيانة ولا تطوير وكذلك النزوح والتلقلبات المناخية والبيئية والامراض والافات والاوبئة والاضطرابات الامنية والسياسية وكذلك قلة التصنيع وبدائيته.
يتميزالاقتصاد المتخلف بانعدام التواصل المعرفي والتقني بين قطاعاته الثلاثة (قطاع المواد الاولية /قطاع الصناعة/قطاع التجارة والخدمات).تجد بجانب الزراعة التقليدية التي يعمل بها معظم السكان اخري حديثة ذات انتاجية عالية ولكنها محدودة وفي ايدي القلة المحظية . تجد الانتاج الحيواني المعتمد علي سلالات اجنبية عالية الانتاجية وفي بيئة مصطنعة لاتتوفر لها مقومات الاستدامة لكن يتوفر لها دعم بينما القطاع التقليدي ,العمود الفقري للامن الغذائي ,يلهث وراء هوامش الموارد الطبيعية والخدمات العامة لتوفير لقمة العيش.
يتميز الاقتصاد المتخلف بالتناقض الصارخ بين قطاع الحرف البدائية والقطاع الصناعي الحديث المعزول اجتماعيا والموجه للخارج استيرادا وتصديرا وتحويلا للارباح . تنحرف الاصول المالية وهي اهم عناصر التقدم الاقتصادي عن دورها في خدمة الاقتصاد المحلي لغياب الرؤي والسياسات الاقتصادية المحفزة للتنمية المحلية وتفشي الفساد .ليس هنالك اي ارتباطات امامية وخلفية للدورة الانتاجية .تفكك الدورة الانتاجية يقود الي الاسر لدي الاقتصاد الخارجي وتبديد الثروات المادية والمعنوية الوطنية والتبعية للمستبد داخليا كان ام خارجيا.
يتميز الاقتصاد المتخلف بتضخم القطاع التجاري والخدمي والاستثمار الداخلي المتخصص في الاحتكار والمضاربة و اقتناء العقارات الضخمة والفاخرة والمظاهر الاستعراضية والسلوك الاستهلاكي والانتهازي. تجد الاستثمار الاجنبي زائف ويكرس موارد البلاد للاجانب وحلفائهم في الداخل (4). تنتعش المهن الهامشية وتصول وتجول الراسمالية الطفيلية وتتحالف مع السلطة الفاسدة والمستبدة .تزدهر ثقافة الثراء السريع والشطارة المدعاة والفهلوة مما يؤدي الي تدني قيم العمل النبيلة من الكد والعصامية والاجتهاد والابداع والتراكم المعرفي والتقني .
يتميز الاقتصاد المتخلف بالانتقال الجامد والمتزمت للحرف والمهن ,اي تورث من الجدود الي الاحفاد.ابن المزارع يصير مزارعا ومن كان والده تاجرا فمستقبله التجارة وابن اللواء ضابطا وهكذا دواليك...... تتحول المعارف المحلية والحرف والصنائع الي تراث وكهنوت متوارث لا يتقبل ولا يواكب التكنولوجيا ويفقتقر الي الميزة النسبية ويتحول الي فلكلور في احسن الاحوال او الي الانقراض نتيجة للجمود والانغلاق.الاقتصاد المتخلف يستنزف الموارد الوطنية والمصيبة انه لا يكفي استخدام الاموال واليد العاملة المتوفرة.ولا يأمن غذاء ولا يوفردواء ولا ماء ولا تزدهر فيه معرفة وفنون ولا تتوطن تقانة.
تتميز الغالبية العظمي من السكان في المجتمعات ذات الاقتصاديات المتخلفة بانخفاض المستوي المعيشي والتكدس في عشوائيات واحزمة حول المدن الكبيرة والمشاريع التي لا يملكون فيها الا حق الاجر الزهيد مقابل العمل المضني بدون اي خدمات اوحماية اجتماعية .تسود في مثل هذه العشوائيات الاتكالية وقلة الانتاجية والبطالة والمحسوبية والرشوة .يلاحظ الغني الفاحش لافراد وبؤس عام واحباط اجتماعي للاغلبية. تتفشي الامراض المزمنة والاوبئة والامية وصغر سن الزواج وقصر امد الحياة وارتفاع نسب موت الاطفال والامهات. يسود مناخ عام من الحقد والحسد وانعدام الثقة والتوجس والتشكك في الاخر وينغلق ويتعصب الانسان وتنحط الثقافة وتزدهر الخرافات والاساطير والاغاني الهابطة التي تمجد البطولات والامجاد الوهمية علي حساب الاداب والفنون الجميلة . يلوذ الفرد بانتمائاته البدائية كالعشيرة والقبيلة والطائفة ويتمسك بحلم الزعيم المنقذ ويتوسل بالروحانيات ويلوك الصبر في انتظار الفرج .التخلف الاجتماعي تعبر عنه العقلية المتخلفة.
وصف العقلية المتخلفة :
علي عكس العقلية المنهجية تستسلم العقلية المتخلفة للحيرة والتمنيات وتكتفي بالمعرفة الحدسية عوضا عن المعرفة العلمية.تكون الملاحظات ساذجة والانطباعات اولية وتتجنب التفاصيل والمقارنة والتحليل والتكييف والتوليف.تتطلع الي نتائج وهمية.تبالغ وتعلق الفشل علي شماعات قدرية .يحل طابع تدبير الحال (يا أخي مشي حالك..) والحظ بديلا للبحث عن الفرص المناسبة والنجاحات رهينة الخداع و التزلف والمحسوبية.نمط التفكير هذا انعكاس للرضوخ لظواهر الطبيعة المتذبذبة وتقلبات الحياة والعلاقات الاستبدادية التي يشعر حيالها الوجود المتخلف بالقلق والعجز وعدم القدرة علي التعامل معها عقلانيا.
العقلية المتخلفة متهاونة ومتراخية ومتساهلة ومستهترة وتفتقر للدقة ,تتلكأ بدلا عن التصدي للواقع تنتهك القوانين وتتمسك بالتقليدية لمجرد انها عادات وتقاليد (وهكذا وجدنا عليها ابائنا ..ويا حليل ايام زمان كما اعتدنا ان نسمع). تقبل علي النقاش والمداولات بدون الخروج بنتيجة وتحب الانصراف الي قضايا جانبية دون تكوين تصور واضح للمسالة المطروحة .تطرح القضية ويكثر الحديث عنها وتضاف الي عدة قضايا تظل متراكمة ومؤجلة. الانية (العيش في الحاضر) وانسداد افق المستقبل وانحسار المجال الحيوي من خصائص الوجود المتخلف وهو ما يفسر التقوقع والانعزالية والبدائية.
العجز عن ادراك القوانين الموضوعية للظواهر الوجودية يلغي العقل وتنفرط العاطفة ليحل محلها تدهور الحوار العقلاني والتفكير المنطقي والتعصب والتحيز وسرعة اطلاق الاحكام القطعية والمسبقة وسيطرة الخرافة والسحر والشعوذة والدجل.ينساق المتخلف الي التفكير الغيبي والخرافة كوسيلة للخلاص من الحاح واشتداد وطأة الواقع مع غياب العقلانية والمنطق.
هذا الانسياق مثابة ووسيلة لتخيف الالام من خلال الاوهام.وهكذا تتحكم مجموعة من العقد النفسية في التجربة الوجودية و تتفاعل فيما بينها مما يزيد من حدتها ويصعب احتمالها .يفقد الوجود المتخلف الطاقة الحيوية و العزم ويسيطر عليه الجمود ويتخاذل وينطوي علي نفسه...الا ان الالام المعنوية والمعاناة الوجودية لا تحتمل الا بقدر معين ولمدة معينة وهي لا تسمح بالاحتفاظ بالتوازن النفسي كي يتمكن من الاستمرار في العيش وهكذا عاجلا او اجلا يزداد التوتر وتتراكم العدوانية.تتحول العدوانية الي تحدي وتمرد واسترداد الكرامة وهكذا يتولد العنف فهو اما ثورة منضبطة تحدث التغيير الايجابي او عنف ممتد يؤدي الي الدمار. ....
مراجع :
(1 ) فالكووسكي,مشكلات تنمية العالم الثالث,ص 48 ,دار الحقيقة,بيروت,1971
(2 ) مصطفي حجازي,التخلف الاجتماعي:مدخل الي سايكولوجية الانسان المقهور,الطبعة العاشرة(2007 ),ص 21 .المركز الثقافي العربي
(3) دائرة المعرف العالمية,المجلد الخامس,ص 505 -506.
(4) الهادي هباني, وزير الاستثمار جعجعة بلا طحين افك تضليل و حالة من الفشل التام (4 ).متاح علي الرابط:
http://www.alrakoba.net/news-action-show-id-110061.htm
د احمد الحسن اوشيك
الخرطوم بحري
E.mail:[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.