القضارف: عمار الضو: تعاني مدارس الأساس ببلدية القضارف من تردٍ وتدهور في البيئة المدرسية عقب الأمطار الغزيرة التي اجتاحت المدينة في الايام الماضية، حيث تسببت في انهيار عدد من الفصول بمدراس مختلفة، وهذا ما حتم على التلاميذ تلقي دروسهم خارجها في ظل ظروف طبيعية وبيئية غير ملائمة. وتبدو معاناة التلاميذ والمعلمين واضحة عقب انهيار عدد من الفصول، وتبدو المعاناة واضحة في مدارس: ود الكبير بنين، وزيد بن ثابت، والدناقلة بنات، والوحدة بنين، وكادوقلي والشعبية وسلامة البي، ولا يختلف الحال بمدارس المحليات الاخرى التي تعتبر أسوأ حالاً من مدارس بلدية القضارف، عقب انهيار فصول القش وتردي البيئة المدرسية، ويعاني التلاميذ وأساتذتهم في مواصلة العملية التعليمية نسبة لعدم ملاءمة البيئة المدرسية، وهذا قاد بحسب معلمين تحدثوا ل «الصحافة» الى تدني التحصيل الأكاديمي وضح في نتيجة الامتحان التجريبي، حيث رسب بإحدى المدارس أكثر من «1205» طلاب من جملة «1976م» طالباً نجح منهم «771» فقط، ولم تتجاوز نسبة النجاح «49%» للبنين. ويؤكد الأمين العام للمجلس التربوي بمدرسة ود الكبير الأمين حسن كبير أن سلطات البلدية التنفيذية وعلى رأسها المعتمد لم تسجل زيارة للمدرسة لأكثر من عشرة أعوام، رغم انهيار عدد من الفصول وانعدام المياه والكهرباء والحمامات والملاعب المدرسية والمسارح وكل مقومات النشاط الطلابي، مشيراً إلى أن المدرسة ورغم انها لا تبعد عن مكتب الوالي سوى مائة متر الا انه لم يتكرم ليفتح نافذة زجاجه المظلل لينظر لحال مستقبل البلاد وهم الطلاب الذين يتلقون تعليمهم تحت ظلال الأشجار وهجير الشمس، وكشف ان المجلس التربوي ظل يتحمل الصرف لتسيير العملية التعليمية عبر فرض رسوم شهرية بواقع عشرة جنيهات على كل تلميذ لسد العجز في المصروفات، والمساهمة في شراء الكهرباء والمياه، وقال انه وعلى إثر سقوط عدد من الفصول باتت المدرسة تعمل بنظام «الدوامين»، وعزا ضعف التحصيل الأكاديمي لعدم تهيئة البيئة المدرسية في كل مدارس البلدية. ويقول الخبير التربوي ربيع يوسف يحيى إن المجالس التربوية ظلت تتحمل تكلفة تسيير العملية التربوية لعدم التزام جهات الاختصاص وتحديداً في ما يتعلق بتهيئة البيئة المدرسية، مشيراً إلى أن الازدحام الكبير في الفصول الذي يصل إلى أكثر من «80» تلميذاً في الأحياء الطرفية بجانب عدم التقييد بعدد القبول في الصف الأول، من أكبر الإخفاقات التي تشكل هاجساً للتعليم، وطالب الخبير التربوي يوسف بالاهتمام بالبيئة المدرسية والنشاط الطلابي، مبيناً أن تدني التحصيل والضعف في مادتي الرياضيات والانجليزي يعود لإهمال النشاط الطلابي. ومن جهته أكد معتمد بلدية القضارف اللواء ركن عبد الله عثمان أهمية تفعيل دور المجالس التربوية وتدريب المعلمين وقيام حصص تركيز في مادتي الرياضيات والانجليزي، بجانب قيام المهرجان الثقافي لمدارس الأساس بالبلدية لإبراز المواهب، وأعلن عثمان عن تبني البلدية نفير دعم التعليم وبناء وتشييد عدد من الفصول والرياض خلال موسم الحصاد، وعزا تدهور نتيجة شهادة الأساس إلى بداية العام الدراسي وخروج التلاميذ من شهر رمضان، مشدداً على أهمية قيام الملاعب الرياضية والحدائق لخلق توازن نفسي وثقافي لتحقيق رغبة الطالب.