أطول خمس دقائق مرت عليه تلك التي أطل فيها لأول مرة عبر شاشة قناة النيل الأزرق؛ ويومها كان نقطة تحول في مسيرة القناة التي فك تشفيرها؛ ولمحمد عثمان الذي أمسك بالمايك للمرة الأولى فأعلن عن حدث ظل يترقبه المشاهدون آن ذاك وعن ميلاده كمذيع ذلك الحلم الذي ركض خلفه الي أن ادركه؛ لذا عمل بكد واجتهاد الى أن أصبح نجماً يتلألأ صباح مساء على الشاشة الزرقاء؛ ثم مراسلاً لقناة ال"إم بي سي"؛ وتالياً التفاصيل.. حوار :رنده بخاري **ولوجك لمجال الإعلام هل كان عن طريق الصدفة أم أنك سعيت له ومن ثم وفقت؟ منذ أن كنت يافعاً أنا أحب العمل الإعلامي؛ إذ كنت اشارك في العديد من النشاطات بيد أنني احتفظ بجميل لشخص كان هو السبب في ولوجي للعمل التلفزيوني؛ وهو الشيخ المكرم الذي تدربت على يديه ودخولي لهذا المجال كان عن طريق الصدفة؛ بعد أن أصبت باليأس من كثرة المعاينات التي دخلتها؛ بالاضافة الى أنني أيضاً خضعت للعديد من الدورات التدريبية؛ وأتذكر جيداً أنني اتصلت عن طريق الصدفة أيضاً على أحد الزملاء مستفسراً عن خبر معاينة قناة النيل الأزرق إذ بي أعرف أنها بعد ساعات؛ ويومها كنت أؤدي في الخدمة الوطنية وبالرغم من صعوبة المكان الذي كنت فيه؛ استطعت الحضور. ** عبارة "معاينة" كثيراً ما تصيب المتقدم لطلب وظيفة بالخوف؟! ربما من كثرة المعاينات التي دخلتها في تلك المعاينة لم أكُ أشعر بالخوف أو التوتر؛ فعلى ما يبدو إن (جلدي تخن)؛ ويومها قدموا لي خبراً وطلبوا مني قراءته . **في مسيرة كل مذيع برنامج يضعه على أولى عتبات النجاح حدثنا عن أول برنامج قدمته؟! أول ظهور لي بقناة النيل الأزرق كان على الهواء مباشرةً؛ وفي مناسبة خاصة بالقناة وهو فك تشفيرها؛ وطلب مني وقتذاك الحضور مبكراً؛ وعلمت أن هناك حدث كبير؛ ولكن لم أكن أعلم ماهو وقد كان فخرجت على المشاهدين على الهواء مباشرةً؛ وتحدثت عن المرحلة الجديدة للقناة التي ستبدأ برامجها عند العاشرة صباحاً بدلاً عن المساء؛ بجانب تذكيري بالبرنامج اليومي؛ وكانت تلك أطول خمس دقائق مرت عليِّ؛ أما بالنسبة للبرنامج الذي ظهرت فيه في بداياتي فكان "ثلاثين دقيقة رياضة"؛ وكانت من إعدادي وتقديمي. **لازال الجدل قائماً حول المواصفات التي يجب أن يتمتع بها مذيع المنوعات؛ فماهي الأشياء التي تتكئ عليها لكي تميِّز نفسك ؟ أنا شخص متمرد على التقليدية وشديد الحرص على البعد عن كل ماهو تقليدي؛ وعرفت بأنني لا أكرر ما قام به غيري والحمدلله وفقت في الظهور على الشاشة بدون تكلف أي على طبعيتي التي عرفت بها؛ فأنا هو محمد داخل أو خارج الاستديو ومن وجهة نظري إن التلقائية هي شارة الضوء الخضراء لقلوب الناس على وجه العموم. **التكلف والتصنع ومحاكاة الغير أشياء كثيراً ما تلازم شخصية المذيع؟ في حقيقة الأمر إن هنالك كثير من المذيعين متهمون بالتقليد؛ فأنا اتهمت بأنني أقلد أحد المذيعين وهو أيضاً واجه ذات الاتهام؛ وهكذا فقد يكون هنالك زملاء معجبين بشخصية ما فيفعلون كما تفعل من ايماءات وغيرها؛ ولكن يجب على المذيع أن يكون نفسه من خلال اجتهاده وهذه الاشياء لاتتأتى الامن خلال الثقة بالنفس. **لماذا توقفت عن تقديم برنامج "مساء جديد"؛ هل السبب يعود الى انه فقد بريقه ولم يعد كما كان سابقاً أم أن في الأمر أمر؟! أولاً هو قرار إداري؛ وثانياً برنامج مساء جديد لم يفقد بريقه؛ وأدلل على ذلك بأن المعلنين لازالوا حتى هذه اللحظة يختارونه من أجل الاعلان به وهذا إن دل على شئ فيدل على أنه يحظى بنسبة مشاهدة عالية؛ أما مساء الجمعة فهو يطرح رؤاه بصورة مختلفة. **انت مراسل لقناة ال"إم بي سي"؛ حدثنا عن هذه التجربة التي يسعى اليها الكثير من المذيعين باعتبار أنها تحدث نقلة من المحلية الى العالمية ؟ اختارتني قناة ال"إم بي سي" بعد سهرة قدمتها في قناة النيل الأزرق بصحبة الزميلة تسابيح خاطر؛ وكان ضيوفها فرقة عقد الجلاد الغنائية والموسيقار يوسف الموصلي الذي كان عائداً من غربته الطويلة؛ وبعدها رأت إدارة القناة ضمي الى فريقها؛ وحقيقةً لقد أضاف لي العمل بها الكثير؛ وعبرها خضعت لدورات تدريبية التقيت فيها بكبار الإعلاميين بجانب مراسلين لقنوات عالمية؛ وهذا كان دافعاً قوياً لكي أعمل على تطوير نفسي. **من المعروف أن السودان بلد به نزاعات وحروبات لذا يعتبر مادة دسمة للقنوات الفضائية لذا كثيراً ما يجد المراسل الصحفي نفسه بين أمرين أحلاهما مر مهنيته، ووطنيته؟ دائماً ما يواجه المراسل تهمة تشويهه لبلده؛ ويقال إنه يشوِّه سمعة وطنه؛ ولكن قناة ال"إم بي سي" لاتهتم بالشأن السياسي أو نقل الصراعات بل على العكس دائماً ما تحرص على عكس الوجه الأجمل للسودان عبر برامجها على سبيل المثال "صباح الخير ياعرب"