حالة من الاضطراب تسود داخل اروقة النظام الحاكم والجيش والشرطة فى التعامل مع المظاهرات التي انطلقت في 23 سبتمبر 2013 ، وعمت كل انحاء السودان .. وذكرت مصادرنا ان المظاهرات قد ادت الي استغلال بعض المشاغبين الذين استعانت بهم السلطات الامنية فى تكسير وحرق وسرقة المحلات التجارية بالعاصمة مما ادي الى حالة من الخوف وعدم الأمان بين السكان ، واضافت بعض المصادر ان هنالك إجتماعات سرية بين قيادات من القوات المسلحة لمتابعة الاوضاع والتدخل في الوقت المناسب بعد ان تعالت اصوات بين بعض الفئات بتدخل القوات المسلحة فى صالح الثورة السودانية التي بدأت بعد ان رفعت الحكومة السودانية الدعم عن المواد البترولية والغاز مما ادي الي غلاء الأسعار .. واضافت المصادر ان ما يحدث في السودان من نظام اسلامي تابع للتنظيم الدولي للاخوان المسلمين وكما صرح الاستاذ ثروت الخرباوى، القيادى المنشق عن جماعة الإخوان المسلمين في مصر ، أن التنظيم الدولى للإخوان غير مهتم بما يحدث فى مصر قدر ما يهتم بالمظاهرات الحادثة فى السودان وخشيته من تفكك الأوضاع هناك وسقوط حكم الإخوان كما حدث فى مصر واضافت بعض المصادر الاسلامية المنشقة عن النظام الاخواني فى السودان ان المعادلة السياسية على الساحة السودانية تختلف عن مصر حيث ان تنظيم الاخوان المسلمين فى السودان قد جاء في 1989 على ظهر الدبابات وطوال فترة حكمة كون مليشيات عسكرية اسلامية لترهيب الشعب السوداني .. يضيف الكاتب الكبير ثروت الخرباوي علي السودانين ان يعلمو ان مصالحهم مع الدولة المصرية والشعب المصري وليس مع تنظيم الأخوان المسلمين . وقال الخرباوي ان تنظيم الأخوان المسلمين الحاكم في السودان بقيادة البشير قد ادار السودان لمصلحة الأخوان المسلمين وليس لمصلحة السودانين كما كشف الخرباوي عن أنتماء عمر البشير الي التنظيم الدولي للأخوان المسلمين و ارجع الخرباوي انقسام السودان الي دولتين الي الرعونة في حكم جماعة الاخوان في السودان. ويتوقع المراقبون ان النظام الاسلامي في السودان وخلال السنوات الماضية قد عاني الكثير من الضربات التي تشابة ما عانى به التنظيم الاسلامي في مصر فى فترة التسعينات من القرن الماضي فيما عرف بفترة المراجعات التي ادت الي خروج قيادات من التنظيم المصري التي كانت تدعو الي العنف ، وتميزت الحالة السودانية بعد فترات القتال وانفصال جنوب السودان وسيطرة قلة من التنظيم الاسلامي ( المؤتمر الوطني ) على مقاليد الامور وسوء الادارة مما ادي الي حالة من الاحباط وسط التنظيم الاسلامي واعلنوا ذلك صراحة بل ولجأ بعضهم الي استخدام اسلوب الانقلاب العسكري على قيادة التنظيم والذي فشل فى اكثر من محاولة ، ونفس الوقت نجد الاحزاب التقليدية منذ الاستقلال قد فقدت شعبيتها بعد ظهور تنظيمات اقليمية فى غرب وشرق وشمال السودان تطالب بحقهم فى المشاركة فى ادارة السودان وتحولت بعد محاربة حكومة الخرطوم لهم الى انشاء كيانات مسلحة لمحاربة النظام السوداني .. ويتوقع المراقبون الى تنامي تلك المعارضة مع ثورة 23 سبتمبر لتشتيت قدرات المليشيات الاسلامية التي هدد نائب الرنيس بالدفع بها الي الشارع لحماية نظامة .. ان ثورة اقاليم السودان سوف تؤدي الى عزل العاصمة وانهيارها فى حالة نجاح الثورة والقضاء على الاخوان المسلمين فى السودان كما حدث مؤخرا في مصر. -------------- * خبير إعلامي - لندن - المملكة المتحدة 26 سبتمبر 2013