وصل امس الثلاثاء إلى أبيدجان رؤساء بنين وسيراليون والرأس الأخضر، وذلك في إطار جهود المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) لحل أزمة الرئاسة في ساحل العاج. ولكن حكومة لوران غباغبو استبقت اجتماع الموفدين به برفض الإصغاء إلى أي مطلب بتنحيه. وسيعقد الرؤساء الثلاثة محادثات منفصلة مع كل من رئيس ساحل العاج المنتهية ولايته لوران غباغبو والرئيس المعترف بفوزه في الانتخابات الحسن وتارا، في سعي منهم إلى إقناع غباغبو بالتنحي عن السلطة لصالح وتارا أو مواجهة تنحيته بالقوة. ولكن حكومة غباغبو حذرت قبيل الموعد المتوقع لاجتماع الموفدين معه، من أنها لن تتغاضى عن أي تدخل في شؤونها، ولن تصغي إلى إي نداء للتنحي من أجل وتارا. وقال متحدث باسم الحكومة لهيئة الإذاعة البريطانية في مقابلة عندما سئل عن احتمال استقالة غباغبو "دعونا نتجنب الجنوح السياسي، ليس من حق أي مؤسسة دولية التدخل بالقوة لفرض رئيس في دولة ذات سيادة". ومن جهة أخرى أفاد مراسل الجزيرة فضل عبد الرزاق بأن غباغبو سيستقبل الموفدين الأفارقة بالأبواب المفتوحة وسيستمع إلى ما يعرضونه، وهو ينتظر وسوف يرى. كما قالت حكومة غباغبو إنها سترحب بالمبعوثين وهم رئيس بنين بوني ياي ورئيس سيراليون أرنست باي كوروما ورئيس جزر الرأس الأخضر بيدرو رودريغيز بيريس "كأشقاء وأصدقاء وتستمع إلى الرسالة التي يتعين عليهم نقلها". وكان غباغبو قد استبق وصول الموفدين بتصريحات أكد فيها أنه الرئيس الشرعي المنتخب لساحل العاج، وأنه لا فرصة للاستجابة لمطلب التنحي الطوعي الذي يحملونه، محذرا من أن استعمال القوة يمكن أن يؤدي إلى حرب إقليمية مدمرة. وأشار المراسل إلى أن الحسن وتارا وأنصاره بدوا متفائلين بقدوم الموفدين الأفارقة، رغم فشل الدعوة إلى الإضراب التي دعا لها الأنصار قبل يومين. وأوضح أن الحياة في مدينة أبيدجان لم تتأثر بالدعوة إلى الإضراب وأن الكثيرين فضلوا مواصلة أعمالهم. وهو ما اعتبره غباغبو وأنصاره دليلا على أن الشعب لا يؤيد دعوة وتارا. جهود التنحية وتريد قوى إقليمية وعالمية أن يتخلى غباغبو عن السلطة لمنافسه المطالب بالرئاسة الحسن وتارا بعد أن أثارت الانتخابات التي أجريت الشهر الماضي نزاعا أدى إلى قتل أكثر من 170 شخصا وتهديدات بعودة البلاد إلى الحرب الأهلية. وأيد الاتحاد الأفريقي جهود إيكواس، وقال في بيان له إنه طلب من رئيس الوزراء الكيني رايلا أودينغا "متابعة الموقف". إطلاق نار وبعد عدة أيام من الهدوء سمع صوت إطلاق نار متقطع صباح اليوم الثلاثاء في حي أبوبو في أبيدجان وهو معقل لأنصار وتارا، وقال شاهد إن الشرطة كانت تطارد شبانا حاولوا وضع حواجز على الطرق بإطارات مشتعلة، ولم يعرف بعد إن كان هناك ضحايا. وكان بعض السكان وجماعات لحقوق الإنسان قد اتهموا مسلحين من أنصار غباغبو بارتكاب جرائم قتل خارج نطاق القضاء وعمليات خطف وتعذيب منذ الانتخابات