كان المتوقع لقاءا ساخنا خاصة بعد المقدمة الضافية التى تلاها الاستاذ أحمد منصور وبعد تذكيره لضيفه بالاحداث الدامية التى أعقبت رفع الدعم ، ولكن المحاور القدير لقناه الجزيرة بعد تلك المقدمة التى لخص فيها الأزمة بتشخيص واضح ودقيق دفع باسئلة بطريقة ناعمة وعلى غير عادة قناه الجزيرة فى تسخين ضيوفها وأعدادهم للمقابلات باسئلة " أحراجية" إلا أن المحاور لم يكن راغبا فى أثارة الضيف فجاء اللقاء توثيقيا اكثر منه حواريا كما دأبى الاستاذ أحمد منصور فى برنامجه بلاحدود ...ولم يتطرق اللقاء الى تناول محاور مهمة لمثل هذه المقابلات فلم يتطرق للعلاقة مع أيران لاسيما وأنه لم يمضى اسبوع على أعلان وزير الخارجية على كرتى رفض الحكومة لعرض ايران لبناء أنظمة دفاع جوى ، ولم ياتى على ذكر الازمة مع السعودية ومر سريعا على العلاقة مع مصر وهى محاور مهمة كان للضيف أن يتناولها بالتفصيل عندما سنحت له الفرصة حتى وإن لم يكن يبد المحاور أهتماما بها أولعله أنسجاما مع خط فضائيته لم يشأ أثارتها ، ربما يذهب البعض أن اللقاء كرس للشأن الداخلى أكثر منه للشئون الخارجية لكن طبيعة الضيف والوقت الذى أجرى فيه الحوار كانا محتما يتناول مثل هذه القضايا لتوضيح موقف حكومته منها وهى ملفات تضغط بقوة على كل دول المنطقة ، ففى الوقت الذى تنشط فيه قناة الجزيرة بحثآ عن بضعة عشرات من انصار الرئيس المصرى محمد مرسى فى ازقة و حوارى القاهرة و المدن المصرية الاخرى ، لم تقم هذه القناة بايراد اى اخبار عن تظاهرات سبتمبر الا فى يومها الخامس ، و لم ينقل مراسلوها و لو من باب الحياء او لمجرد الاستمرار فى التضليل و التشدق بمصداقية و مهنية مفقودة ، و مسيسة لمصلحة الاخوان و تيارات الاسلام السياسى و انتهاك صارخ للحيادية ، لم ينشط مراسلوها كالعادة فى اجراء التغطيات الاحترافية كما تعودنا منها ، وهى على سبيل المقارنة كانت تسمى مقتل (25) من المتظاهرين امام نادى الحرس الجمهورى بمصر ( بمجزرة الحرس الجمهورى ) او 40 قتلوا فى 6 اكتوبر بالمجزرة بينما لم تجد اسمآ لمجازرنا و لم تصل الامور لدى قناة الجزيرة لما يمكن تسميتها بالمجازر رغم اعتراف الحكومة ( شخصيآ بمقتل 85 مواطنآ ، و اصرارالمعارضة و جهات حقوقية على ان عدد القتلى تجاوز المائتين ، لم يكترث احمد منصور للاسئلة الكبيرة التى جاءت فى ثنايا اجابات الضيف فلم يلق بالآ لاعلان الحكومة انها شكلت لجنة للتحقيق فى مقتل المتظاهرين ، فلم يحرك فى خلده ان كانت الحكومة تتحفظ على متهمين او مشتبه بهم فى احداث القتل ، و اخبار عن المدى الذى وصله التحقيق و هل ينتظر الاعلان عن نتائج التحقيق قريبآ كان المنتظر ان تتفوق حرفية احمد منصور فهو يقدم لاسئلته و يدعمها بالوقائع و الحجج مبديا الماما و فهمآ بغير افراط و بقدر ما يكون الموضوع قويآ و مهامآ كذلك تقابله الاجابة فى قوتها و حسمها ، الا ان الاستاذ احمد منصور لم يفلح فى الحصول على الاجابات التى يتوقعها مشاهدوا القناة الكبيرة ، فكان محاور الجزيرة باردآ وهو يتلقى اجابات اكثر برودة رغم سخونة الاحداث و بلا رتوش جاءت الاجابات اشبه بالحوارالداخلى الذى كان يمكن لاجهزة الاعلام الحكومية المحلية ان تقوم به رغم راى الضيف الكبير فيها و نعتها فى مناسبات سابقة بالفاشلة ، لا يمكن لنا الادعاء على الجزيرة ان تكون على الحياد و لا تساورنا الشكوك حول انحياز الاجهزة الاعلامية و من بينها قناة الجزيرة و كان المتوقع هو قليل من التوازن فى التحليل اما ان ( تضرب طناش ) عن ايراد الاحداث كاخبار فهذا لا اسم له الا الانحياز السافر لوجه نظر مرسوم الانحياز لها وهى تاكيد لخط القناة فى نشر الفوضى لمصلحة الاسلاميين وتمهيد الطريق لهم للوصول للحكم و العمل على تثبيتهم فيه بعد ان يصلوا اليه على اعناق و جماجم ثوار( الربيع العربى ) فى تناغم ادوار مع النظرية الامريكية للفوضى الخلاقة اكمالآ لسناريو وصول الاسلام المعتدل الذى سبق و توافق على انهاء الصراع العربى الاسرائيلى و التمكين لامريكا فى بعد ان يتمكن الاخوان و الخديوية الجديدة بزعامة باشوات ( العدالة و التنمية ) الجدد فى تركيا ، فلا راى و لا راى اخر ، انها قناة الاستبداد الاسلامى و الفوضى الخلاقة ،، [email protected]