احمد حسين شكلت قضية أبيي معضلة كبيرة تواجه كل آليات الحلول التي تمت دراستها بين دولتي السودان وجنوب السودان، لاسيما اتفاقية السلام الشامل الموقعة بين حكومة السودان والحركة الشعبية في العام 2005 قبيل انفصال الجنوب، وذلك بالرغم من إفراد برتكول قائم بذاته لها؛ إلا أن المشكلة تأبي أن تراوح مكانها؛ وأطلت القضية الي الوجود السياسي بقوة خاصة في أعقاب الاستفتاء أحادي الجانب، الذي قامت به قبيلة دينكا نقوك بأبيي والذي عمل علي إبراز القضية بثوب جديد في مسلسل الصراع بين السودان وجنوب السودان المستقبل حديثاً. ضمن فعاليات الهيئة القومية الشبابية الطلابية لمناصره أبيي؛ وبالتعاون مع اتحاد مكونات مجتمع دينكا نقوك بالسودان؛ تباحث عدد كبير من أبناء المنطقة من القبيلتين؛ حول قضية أبيي وكيفية الخروج بالمنطقة الي بر الأمان؛ لعل المتحدثين أجمعوا علي أن المدخل للحل يمكن في التعايش السلمي وعدم محاولة إلغاء أي طرف للآخر؛ وهذا حصيلة ما خرج به الملتقي. وأعلنت مكونات مجتمع أبيي من قبائل دينكا نقوك والمسيرية؛ رفضها القاطع لتبعية المنطقة لدولة جنوب السودان، وأكدت أنها لن تتراجع قيد أنملة عن قضيتها في أبيي، مشددة علي استعدادها للذود عن المنطقة بكل غال ونفيس؛ حتي لو أدي ذلك لدفع أرواحها ثمناً للقضية. وفي السياق أكد الحزب الحاكم في السودان؛ المؤتمر الوطني عدم تخليه عن منطقة أبيي؛ نافياً الاتهامات التي تشير الي أنهم يريدون المنطقة فقط دون أهلها، متهماً جهات بأنها تحاول أن تخلق من قضية أبيي أزمة ومشكلة وأبان أن الاستعمار لم يرض أن يعيش السودان في سلام واستقرار، وعمل علي افتعال مشاكل عديدة، منها مشكلة أبيي. وأكدت قيادات دينكا نقوك بالعاصمة الخرطوم، تمسكهم بتبعية أبيي لشمال السودان، مشيرين الي أنهم علي استعداد لقيام "ألف استفتاء" علي غرار الاستفتاء الذي نظمه دينكا نقوك بأبيي، وتحدثوا عن ثقتهم الكاملة والكبيرة في نتيجة هذا الاستفتاء الذي سترجح كفته نحو التبعية الشمالية للمنطقة. وكشف رئيس لجنة الإشراف المشترك لمنطقة أبيي "الخير الفهيم المكي" عما أسماها بالأيادي الخفية التي تتآمر علي السودان بصورة عامة؛ وعلي أبيي علي وجه الخصوص، معتبراً أن ما يحدث جزءاً من نظرية المؤامرة واتهم الفهيم الجانب الجنوبي بإعاقة قيام المؤسسات بأبيي التي قال: إنها تعيش منذ عامين بلا حكومة وبلا خدمات، مطالباً بضرورة إنزال توجيهات الرئيس البشير بتكوين المؤسسات حتي يتسنى للجهات الداعمة، والتي تريد أن تقدم خدماتها بأبيي من القيام بعملها، وقال الفهيم: إن لجنته ليست حكومة ولا تمتلك الآليات لتقديم خدمات بصورة منظمة. وكشف الخير الفهيم عن استلام اللجنة خطاباً من رئيس القضاء بتكوين المحاكم الشعبية لدينكا نقوك المختصة بالأحوال الشخصية، مبيناً أنهم سيشرعون في تكوين هذه المحاكم بالعاصمة والولايات الأخرى، وفي منحي مواز كشف الفهيم عن تلقيه رداً من وزارة التربية والتعليم علي خطاب كان قد بعث به إليها، تعلن فيه إعفاء طلاب دينكا نقوك من الرسوم الدراسية للممتحنين للشهادة والثانوي. ورداً علي متطلبات الحضور بفتح الطريق البري بين آبيي وبقية مدن شمال السودان ؛ أسوة بفتحه علي دول الجنوب ، قال الفهيم : ان إغلاق الطريق يأتي في سياق الترتيبات الأمنية ، مسيراً الي ان الترتيبات الأمنية شراكة مع الأممالمتحدة ؛ بعد ان أدخلت آبيي تحت مظلة الفصل السابع . من جانبه قال رئيس قطاع الاتصال التنظيمي بالمؤتمر الوطني محمد صديق، ممثل د. نافع علي نافع نائب رئيس المؤتمر الوطني للشؤون السياسية والتنظيمية ، قال : ان المؤتمر الوطني لن يتخلي عن أبيي مهما كلف الأمر من جهد وان الحزب يدعم كل الخطوات التي تؤكد تبعية آبيي للسودان ، مؤكداً ان قضية أبيي قضية وطنية يجب ان ينشغل بها كل أبناء السودان وليس القاطنين في المنطقة فحسب . من جهته أكد العمدة عبد الله دينق رئيس الاتحاد مكونات مجتمع دينكا نقوك ، وقوفهم مع شمالية أبيي ، وإنهم لن يتركوا أبيي إلا وهم موتي ، وقال : ان دينكا نقوك ليس لهم مشكلة مع المسيرية ، مستعرضاً التاريخ الطويل من التعايش السلمي بين القبيلتين ، قائلاً ، ان أبناء دينكا نقوك مشردين منذ عام 2008 ، متهماً بعض الأطراف التي تعمل علي إثارة الفتن بين القبيلتين . وقال : " محمد عبد الله ود أبوك " برلماني سابق واحد أبناء أبيي : لابد من تصحيح المفاهيم التي تروج لوجود مشكلة بين الدينكا والمسيرية لدعم أجندات خارجية ، مبيناً ان الذين يقومون بهذا الفعل جزء لا يتجزأ من المؤامرات ألكبري التي تحاك ضد البلاد ، مردفاً ان الذين يتحدثون من الخارج عن المنطقة لا يعرفون التعايش السلمي الضارب الجذور، ولا يستطيعون مشاهدة مثل هذا الصور المعبرة عن هذا التعايش، وأكد أن أي حركة أو محاولة تريد أن تضع اسفينا بين القبيلتين فلن يكتب لها النجاح، وأن أبيي لن تكون إلا بمعاونة ومعايشة القبيلتين مع بعضهما البعض.