سؤالان لابد من الاجابه عليهما قبل تقديم حيثياتنا في هذا الموضوع. اولا: هل تسيس منصب المدير العام لسودانير هو السبب الاساسي لهذا الدمار الذي حاق بها؟؟ فقديما لم يشغل هذا المنصب سوي اولئك الذين ولدو وترعرعو في كنفها. ثانيا: هل امتلاء معظم الوظائف بهذه الشركه العريقه بمنسوبي الامن افقدها مهنيتها فصارت مركزا لتبادل المعلومات الامنيه اكثر منها شركه تعني بالتعامل الراقي مع زبائنها؟ فقانون العائد المتناقص (The law of diminishing returns) كان هو السائد في السنوات الاخيره مما افقد الشركه كثير من ايراداتها من حيث الصرف علي اشخاص بلا اعباء من ناحيه وتدني انتاجيه الافراد من ناحيه اخري لانشغالهم بصراعات شخصيه لا تمت للشركه بصله. يعتبر كثير من الناس ان ماشهدته سودانير خلال (اذدهارها الثاني) في عهد الانقاذ كان عندما تم تعيين اللواء نصرالدين مديرا عاما لها. هذا كلام غير صحيح. فالاذدهار الذي حصل في زمن الرجل لم يكن سوي بالونه ممتلئه بالهواء تفرقعت عند اول طعنه براس دبوس صغير. ومن ثم حصل السقوط الشنيع والذي لم تنهض منه الي هذه اللحظه لان الرجل قد بتر الارجل واليدين والانف والاذن وحتي اقتلع اللسان بطريقته الامنيه التي ادار بها هذا المرفق الحساس. عكس ذالك تماما حصل خلال فترة (الاذدهار الاول) عندما تم تعين الباشمهندس شمبول مديرا عاما في منتصف التسعينات من القرن الماضي. فبالاضافه الي ان الرجل يحمل درجه الدكتوراه في الهندسه من الجامعات الامريكيه, فهو ابن سودانير الذي ترعرع فيها وعرف خباياها. ومانجاح شركات الطيران الا بمعرفه خبايا ودهاليز هذا القطاع المحليه والاقليميه والعالميه. التقدم والازدهار الذي حصل في عهد د شمبول تمثل في استجلاب طائرات وفتح محطات جديده مع زياده عدد الرحلات لمحطات قائمه. من انجح الخطوط التي قامت في ذالك الزمان خطوط بوتسودان روما, غرب افريقيا وربطها بمحطه جده وقد تكالبت علي تلك الخطوط شركات مطالبه بتواكيل كانت علي استعداد لدفع مبالغ مقدره ومقدما تكفي لشراء ماتتطلبه الطائرات من اسبيرات يكفيها لشهور. وقد قام سيادته بعمل الاتفاقيات بنفسه عندما كان مديرا للتخطيط وواصل فيها عندما تم تعينه مديرا عاما. فالرجل كان علي درايه بلغه الطيران وقوانين الاياتا والايكاو وعضوا فاعلا في المنظمات الاقليميه. ففي عهده اذدهرت خطوط الشركه الي اوروبا والخليج والسعوديه وغرب افريقيا. وبحسه الفني والتسويقي قام بافتتاح اول خط يعمل بين باريس وجزر القمر مرورا بالخرطوم ونيروبي مما سهل لاحقا في استعمال مطار (ماروني) بجزر القمر لتسجيل الطائرات بعد الحظر الجوي علي السودان. ومما يحسب له ايضا انه قام بربط (خط هيثرو) مع بعض الخطوط الاخري ليمتد الي نيويورك والذي قام بافتتاح توكيل فيها ساعد المسافرين في ذالك الزمان من حجز تذاكرهم من امريكا والي الخرطوم مباشره عن طريق لندن. لابد للسلطه الحاكمه ان تتخذ قرارين فوريين اذا ارادت ان تعيد لسودانير بريقها ورونقها. اولاهما اعاده د شمبول مديرا عاما للخطوط الجويه السودانيه. وثانيهما ان يفسح له المجال لعمل مايراه مناسبا لاعاده سودانير لسيرتها الاولي بالطريقه التي يراها دون التدخل من احد. فالرجل ليس فاسدا حتي نخاف من ان يتبع خطي من سبقوه. فقد عرفناه شريفا وامينا (وعينو مليانه). كما انه يحفظ الطائرات مسمارا مسمارا ويعرف مقدرات الكوادر البشريه في مجال الطيران فردا فردا. ايضا مشهود للدكتور حفظه لقوانين الاياتا بندا بندا. انه لمن المؤسف ان ترد كل اخفاقات سودانير في الفتره الماضيه للعقوبات الاقتصاديه. اذا كان ذالك كذالك فهنالك شركات محليه الان تستخدم طائرات امريكيه من طراز بوينغ 737 و757 واخري تستخدم طائرات ايربص من طراز 320 وهي الاحدث. ومخطئ من يظن ان اسعار الاسبيرات تحت الحظر عالي التكلفه. فايجار الطائرات يكلف اضعاف ذالك بكثير. فكيف تستطيع ادارات تلك الشركات المحليه الحديثه الولاده بتجاوز الحظر ولا تستطيع اداره سودانير ان تفعل الشئ نفسه. فالعقوبات الاقتصاديه في مجال الطيران لم تكن سوي ذريعه يتشبث بها اولئك الذين ادمنو علي ايجار الطائرات والتي نعتبره السرطان الذي سكن جسد سودانير. اليوم وليس غدا يجب استدعاء د شمبول وتسليمه مقاليد امورها وسترون في الشهور القادمه كيف سيتغير حالها. ستشهدون اعاده قتح خطوطها المغلقه والتفاف خبراء الطيران السودانيين حوله وستشفي الطائرات المريضه وتنضم اخري الي الشبكه العامله. فالسودان احوج لدكتور شمبول في الطيران منه في ادارة الجامعات لسبب وحيد هو ان الجامعات مليئه بالكوادر لادارتها, اما سودانير فليس هنالك شخصيه تحمل من صفات الكفاءه والصدق والامانه والاحترام مثل د شمبول. د الرازي ابوقنايه [email protected]