شرعت الحكومة فى تنفيذ سياسة جديدة لاستبدال التكنولوجيا الغربية بالتكنولوجيا الشرقية فى مجال صناعة الطيران من اجل النهوض بالناقل الوطنى (سودانير) ،حيث انهى وفد من الخطوط الجوية السودانية ترأسه المهندس فيصل حماد وزير الدولة بوزارة النقل والطرق والجسور زيارة إلى دولة أوكرانيا بحث خلالها مع المسؤولين بدولة اوكرانيا شراء طائرات انتنوف نفاثة حديثة من الطراز الذى تنتجه أوكرانيا وبأنواع مختلفة تتمتع بكافة المميزات التكنولوجية في عالم الطيران مثل طائرة (الجت 148) و(الجت 158) والتي تسع لحوالي ( 100 ) راكب حيث تعتبر من الأجيال الحديثة والتي لاتحتوي علي أي مكون أمريكي أو غربي مبينا إنها صناعة اوكرانية روسية 100% . وأوضح الوزير أن الهدف من توجه السودان شرقا لشراء هذه الطائرات هو من اجل تلافي المشاكل التي خلفها الحصار الأمريكي على شراء الطائرات الجديدة وقطع الغيار للسودان . وتفيد متابعات (الرأى العام) بان الوفد السودانى وجد تعاونا من المسؤولين بدولة اوكرانيا حول شراء هذه الطائرات ،حيث ابدت جميع الاطراف الاوكرانية حماسا ورغبة أكيدة للتعاون مع السودان في مجال الطيران وغيره من المجالات التي تزخر بها الصناعات بدولة اوكرانيا. وفى ذات السياق اوضح العبيد فضل المولى المدير العام لسودانير ان الزيارة تعتبر واحدة من محاولات الحصول على طائرات غير خاضعة للحصار والمقاطعة الامريكية. وقال العبيد فى حديثه ل(الرأى العام): ان الصناعة الاوكرانية للطائرات تعتبر ذات سعة محدودة لا تتعدى (100) راكب ، واضاف: فى تقديرى الخاص الطائرات الاوكرانية لاتلبى رغبة سودانير خاصة فى السفر الخارجى، ولكنها تغطى جزءا محدودا من ذلك، خاصة فى نطاق السفريات الداخلية والسفريات العارضة، وتابع: على الرغم من محدودية سقف المنتج الاوكرانى من الطائرات إلا ان المحاولة اذا قدر لها النجاح قد تمكننا من الحصول على طائرات غير خاضعة للمقاطعة الامريكية. من جانبه قال د. عثمان البدرى وكيل الطيران الاسبق ان الزيارة واحدة من المحاولات ولكنها ليست المعالجة الرئيسية لمشكلة سودانير، وناشد بالبحث عن بدائل افضل، والاستفادة من حقوق النقل الخاصة بسودانير، وذلك بالاهتمام بها والتركيز عليها نسبة لأهميتها فى جلب العملات الصعبة، بجانب التركيز على السفريات الداخلية نسبة لاهميتها، الى جانب تطوير السفريات الداخلية بان تكون من والى المطارات الولائية بدلا عن التركيز على مطار الخرطوم فقط (اى من والى مطار الخرطوم)، بان تصبح من بورتسودان الى الفاشر وبقية السفريات الداخلية، وذلك بتشغيل طائرات ذات جودة عالية من كفاءة التشغيل والاقتصاد. واشار البدرى الى ان مجموعة من اصناف الطائرات الكندية والبرازيلية المتاحة بالاسواق العالمية ،بجانب الطائرات العاملة، وتابع: يمكن ان تعمل فى السفريات الاقليمية، حيث اصبحت سفريات سودانير لا تتعدى الاقليمية بكل المقاييس، اطولها (الخرطوم - دبى). واوضح البدرى ان الادارة غير التقليدية و ذات الافق البعيد يمكن ان تنافس عالميا وباساليب ادارية وتجارية عدة، دون ان تمتلك اسطول طائرات، وضرب مثالا بالخطوط البريطانية التى قامت ببيع كل اسطولها واحتفظت بحقها فى الادارة وحقوق النقل، واكد ان لسودانير حقوق نقل مناصفة مع كل الشركات القادمة للسودان فى الخليج وغيره، وعليها ان تستغل حقوقها فى النقل بكل المطارات الدولية فى هيثرو وفرانكفورت ودانفشى بايطاليا وغيرها، واشار البدرى الى الحصار والمقاطعة لسودانير، وقال: ان مفهوم الحصار تم تفسيره خطأ، واكد ان سودانير غير محاصرة او مقاطعة فى الطيران وحقوق النقل، ولكن الحصار محدد فى بعض الاشياء الامريكية، واضاف: لا يوجد حظر فى الطيران، وتابع: الاشياء الاخرى يمكن التغلب عليها باساليب مختلفة شريطة ان تكون الادارة ذات افق وغير تقليدية وان تتحرر من مشاكلها اللوجستية والادارية.