رئيس تحرير صحيفة حزب البشير السابقة " الرائد : في حقبة النقاء الثوري كتب العقيد معمر القذافي على العملة الليبية (ولاتأكلوا أموالكم بينكم بالباطل). ثم انطمس الرئيس الليبي وأنتهى حكمه الى أسفل سافلين ، وقد أكل كل أموال الشعب الليبي بالباطل . حيث نهب من مال الشعب (130)مليار دولار . وجمدت ست دول غربيه حساباته المصرفية وأصوله العقاريه ، بما في ذلك منزل نجله (سيف الاسلام)الذي اشتراه في لندن بمبلغ أحد عشر مليون دولار وأيضاً منزله في (فيينا)مع صديقته الأوكرانيه . بعد انطواء الصفاء الثوري ،أصبح مبلغ المائه وثلاثين دولار المنهوب يخص الرئيس (الاشتراكي) القذافي وانجاله وعائلته . ويلاحظ ان (الزعيم)على كثرة خطاباته الرسمية المتلفزه من بداية فساده السياسي الى لحده في قبره بصحراء مصراته لم ينكر ولم يعلق على التقارير التي ملأت العالم عن ثروته الملياريه التي نهيها . كان القذافي يعلم جيداً إذا انكر ستخرج قائمة البنوك وأرقام الحسابات المصرفية وتاريخ ايداع تلك الاموال . اليوم ماهي خارطة الطريق لإسترداد مبلغ المائه وثلاثين مليار دولار وغيرها من المبالغ الاسطورية الى خزينه الشعب الليبي . فضيحة (الزعيم الاممي)في نهب المال العام ، في نهب ثروة الشعب ، كسرت كل الارقام القياسية للفضائح الماليه ، فضيحة (الزعيم)تبوأت مكانها(الخالد)في موسوعة (جينيجنز) للأرقام القياسية . في هذا السياق يحق للشعب السوداني أن يفخر بتميزه بزعامات إتسمت بالعفة والزهد وطهارة اليد . الزعيم الرئيس إسماعيل الازهري أبو الوطنيه وبطل الاستقلال وأول رئيس في العهد الوطني ورئيس مجلس السيادة غادر المنصب والحياه لايملك غير مائه وعشرين جنيه سوداني (حوالي اربعمائة دولار). كان ذلك المبلغ أقل من مرتب نصف شهر . الرئيس ابراهيم عبود غض نظره عن زهرة الحياة الدنيا وغادر القصر الجمهوري والرئاسة لايمتلك شيئاً . الرئيس جعفر نميري غادر الرئاسة والحياه لايمتلك شيئاً ، وتوفى واقيم العزاء في منزل خاله (والد زوجته السيدة بثينه خليل)بودنوباوي بأم درمان ، الرئيس جعفر نميري عندما وصل الى الحكم ، رفض حتى القطعه السكنية التي نالها (المواطن)جعفر محمد نميري بموجب الخطه الاسكانيه ، كغيره من آلاف المواطنين ، قال جعفر نميري : (لا اريد قطعة أرض ، نصيبي من أرض السودان هي الشبر الذي سأدفن فيه). الرئيس الزاهد عبد الرحمن سوار الذهب معرض عن الدنيا جاهها ومالها ، أغنى بما في يد الله منه بما في يده . كان سوار الذهب محل إعجاب ومحبة الدكتور نجم الدين أربكان الزعيم الاسلامي الراحل ورئيس وزراء تركيا ، مؤسس وقائد البعث السياسي الاسلامي الذي يقود نهضة تركيا اليوم .كان نجم الدين أربكان عندما يلتقي بشخصية لها صله بالسودان في أول سؤال يطرحه يسأل عن عبد الرحمن سوار الذهب . وتوفي الزعيم السياسي يحيي الفضلي في منزل ايجار تملكه (الاوقاف) . وكان تشييع الزعيم السياسي محمد نور الدين من منزله ، وهو منزل شعبي في (الشعبيه)بالخرطوم بحري. والقادة السياسيون مأمون عوض أبو زيد وزين العابدين محمد أحمد وأبو القاسم هاشم وخالد حسن عباس وأبو القاسم محمد ابراهيم وحماد توفيق ومحمد أحمد محجوب وأحمد خير ومأمون بحيري وبابكر كرار الزعيم السياسي المفكر الذي لم يمتلك شبراً واحداً في السودان ولا قرشاً واحداً . كان شعار حياته (دخلوا فقراء على الدنيا وكما دخلوا منها خرجوا ). أولئك كلهم وآخرون من أهل العفة كلهم آيات في الزهد وطهارة اليد ، وغيرهم وغيرهم. عفة الزعماء السودانيين وطهارة يدهم مضرب للأمثال . فهم زعماء معلمون مفخرة لوطنهم ظل شعارهم جميعاً بلا أستثناء ...دنيا لايملكها من يملكها ... أغنى اهليها سادتها الفقراء ... العاقل من يأخذ منها ماتعطيه على استحياء ...والغافل من ظن الاشياء هي الاشياء ... أو كما قال الفيتوري في (ياقوت العرش). على اعتاب ذكرى الاستقلال وصناع الاستقلال ، الشعب السوداني يطالب بإسم ذلك التراث الثمين من طهارة اليد ، محاكمة الفاسدين وضربهم بيد من حديد ، ومكافحتهم للقضاء عليهم كما يكافح البعوض في الطور المائي . اس ام سي الشعب السوداني يطالب بإسم ذلك التراث الثمين من طهارة اليد ، محاكمة الفاسدين وضربهم بيد من حديد ، ومكافحتهم للقضاء عليهم كما يكافح البعوض في الطور المائي .