أكد جهاز الأمن والاستخبارات السوداني أنه ظل يدير حوارات متصلة مع عناصر محسوبة على جماعات إسلامية متشددة «لتصحيح بعض المفاهيم المغلوطة» لدى تلك العناصر، ما أدى إلى تغيير «المفاهيم المتطرفة»، ولوّح بالحسم «بصرامة» مع أي مجموعة تسعى إلى العنف. وخاطب مدير جهاز الأمن والاستخبارات الفريق محمد عطا في مقر جهاز الأمن في الخرطوم لقاءً ضم عدداً من العلماء والقيادات الفكرية في حضور وزراء ومسؤولين. وقال الفريق عطا إن للعلماء والمشايخ دوراً كبيراً منتظراً في بسط التوعية بين قطاعات الشباب ومحاصرة قوى التطرف حال بروزها، منوهاً بأن التعبئة الوقائية ضد الغلو مطلوبة عبر منابر الدعوة بما يحقق مصلحة البلاد ويحفظ أمنها. وقال إن تحركات بعض القوى لم تجد استجابة من الشباب وإن بعض العناصر المحسوبة على تلك التيارات تم التعامل معها وفق الإجراءات التي تحفظ الأمن العام، مشيراً إلى ضبط بعض المشتبه بهم في منطقة السلمة في جنوبالخرطوم. وشدد على أن جهاز الأمن ومع تأكيده جدوى الحوار إلا أنه سيتعامل «بالحسم الصارم مع أي مجموعة تسعى إلى فرض تصوراتها بالعنف»، مؤكداً أن سلامة البلاد ومواطنيها من ثوابت الشريعة والإسلام مؤكداً أنهما من مرجعيات حكم الرئيس عمر البشير وثوابته. ودعا عطا الأئمة والدعاة إلى التمسك بالوسطية في الطرح، مؤكداً أن المرحلة الحالية من تاريخ البلاد تتطلب أجواء جيدة ومعالجة أية إشكالات قد تعيق تحقيق البلاد لغايات شعبها في السلام والتنمية. وأكد أئمة ودعاة ومفكرون أن الدولة في السودان إسلامية وأن الوطن يسع الجميع. ونادى المشاركون في اللقاء «بعدم ترك الشباب ضحية قوى الفتنة والتطرف»، مطالبين «بعمل مشترك وجماعي لتبصير المواطنين». ودعوا إلى توظيف المنابر لخدمة ودعم السلام ونشر الأمن والطمأنينة. وكان معارضون اتهموا الحكومة بدعم جماعات إسلامية متشددة نشطت أخيراً وأصدرت فتاوى تحرّم الاستفتاء على تقرير مصير الجنوب وتعتبر انفصال الجنوب عن الشمال كفراً ومؤامرة على الإسلام.