جوبا علوية مختار: اختتمت في جوبا أمس الحملات الدعائية للاستفتاء بتظاهرة ضخمة طافت أرجاء المدينة ترفع شعارات الانفصال وتردد شعارات (باي باي الخرطوم باي باي الشمال). وتظاهر آلاف الجنوبيين فى شوارع جوبا احتفالا بما سموه «الخطوات الأخيرة نحو الحرية»، فى إشارة إلى اقتراب موعد الاستفتاء الذي يبدأ غدا الأحد، وتقدمت فرقة موسيقية التظاهرة وارتدى أفرادها قمصانا كتب عليها «نحن مغادرون»، ووراء الفرقة الموسيقية تجمع عدد من طلبة المدارس داخل شاحنة وهم يرقصون على أنغام مكبرات ضخمة للصوت، تردد «نعم للانفصال لا للوحدة». وطالب الأمين العام للحركة الشعبية باقان اموم الشعب الجنوبي للتصويت للانفصال كخيار لوداع ما اسماه «الاضطهاد والظلم والاستعمار والعبودية وجميع المشاكل التي واجهت الجنوب «. وقال اموم في ندوة كبرى بجامعة جوبا أمس أن الاستفتاء الذي سينطلق غدا أتت به الحركة بنضالاتها، وشدد على أن ذلك من ضمن الحقائق التي لابد أن تعرف موضحا أن هناك أحزاب طالبت بحق تقرير المصير ولم تقم بمساهمة كبيرة لتحقيقه. وأهاب بالمواطنين للتوجه للتصويت وبهدوء وبطريقة سلمية وحضارية وجدد تعهدات الحركة بإجراء الاستفتاء في موعده. وتابع:»: حتى لو أمطرت السماء في يوم الاقتراع نارا سنخرج ونصوت»، وطالب الجنوبيين بفتح صفحة جديدة، مشيرا إلى أن نتيجة الاستفتاء ستكون لصالح الانفصال وتعهد بان تعمل الحركة لبناء الجنوب وتنميته. وطالب اموم المواطنين بترك الكسل والانضمام لركب بناء الدولة الجديدة ورأى أن مصلحة الجنوب الحقيقية في استقرار الشمال وقال ان حكومة الجنوب والحركة الشعبية ستدعمان حكومة الشمال في حل مشاكلها وستساهم في تحقيق السلام بالمنطقة. من جهته، دعا رئيس لجنة حكماء أفريقيا رئيس جنوب أفريقيا السابق ثابو مبيكي، الجنوبيين إلى التعلم من تجارب الاستقلال في القارة، بما في ذلك »دروس الديموقراطية والمساواة بين المواطنين... للتأكد من البناء الناجح لما ستكون الدولة الأفريقية الرابعة والخمسين«. واعتبر أن الاستفتاء في جنوب السودان »مدعاة للاحتفال في أفريقيا وفرصة لتطور القارة«. وشدد في كلمة ألقاها أمام ندوة في جوبا أمس حضرها وزراء وديبلوماسيون أجانب، على ضرورة حماية الجنوبيين في الشمال والشماليين في الجنوب. وأكد تلقيه تطمينات من حكومة الجنوب باحترام حقوق الشماليين في أراضيها. واعتبر الفترة التالية على الاستفتاء »فرصة للطرفين لتجاوز إرث الماضي الصعب وتشكيل علاقات أقوى وأكثر استدامة«.