(1) شاهدت عبر الراكوبة الالكترونية يوم امس الحوار الخاص بالرياضة النسوية من الناحية التأصيلية التي إستضاف فيها الاخ كباشي من تلفزيون ام درمان كل من الاخ النائب البرلماني دفع الله حسب الرسول و الدكتورة أمال محمد إبراهيم و الرياضي الضليع الاستاذ هيثم كابو, ما أثار حفيظتي في تلك الحلقة هو عدم إدرك و إلمام المدعو بالشيخ دفع الله ادب الحوار و الاختلاف الذي حضنا عليه مولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قال في مفهوم الحديث بان المؤمن الحق ليس بطعان ولا لعان و لا فاحش و لا بذئي ولكن بذاءة الشيخ دفع الله حسب الرسول و إحتقاره للرأي الاخر أفسد الحوار الذي كنا نظنه حوارا" علميا" نستفيد منه و ان حقوق المرأة ليست صكا" عند الرجل يؤتيها متى ما شاء. للمرأة حق في ممارسة الرياضة و لعب الشطرنج و لعب الجمباز و من حقها ان تختار لحياتها الطريقة التي تناسبها في العيش و التعلم و بناء الاسرة. العادات و التقاليد ليست مطلقة ولا يمكنها ان تعطل حق المراة في ممارسة حقها بدعوى العادات و التقاليد لان العادات و التقاليد تتغير مع تغير الزمن و كذلك تتغير مع التكنولوجيا. (2) إن من حقوق الانسان الاعتراف بحق المراة كإنسانة لها حق الاختيار فالنظام الابوي الوصي القاهر لإرادة المراة بدعوى التنافي مع الشرع هذا ليس صحيحا" فالرياضة حضنا عليه الرسول صلى الله عليه و سلم فقال في احد احاديثه اعلموا ابناءكم الرامية و الابناء هنا إشارة الى المراة و الرجل, لقد راينا في صدر الاسلام المراة تقاتل مع الرسول (ص) في غزاوته وكانت تداوي الجرحى و تصنع الطعام واليوم اصبحت المراة مناضلة تحمل القلم و السلاح تقاتل جنبا مع الرجل, المراة الارتيرية و المراة الفلسطينية نموذجا فهل افتى لنا الشيخ دفع الله بحرمة القتال مع الرجال و ان المراة سوف تنكشف صدرها و المقاتلون يرون مؤخرتها و هم في ساعة الوغى بين الموت و الحياة؟ و هناك مثال اخر الرسول (ص) ذات مرة تسابق مع ام المؤمنين السيدة عائشة فسبقت ام المؤمنين الرسول (ص) لانها كانت رشيقة خفيفة الجسم وبعد فترة تكرر الامر مرة ثانية فتسابق الرسول (ص) مع ام المؤمنين عائشة فسبقها الرسول صلى الله و عليه و سلم فقال قولته المشهورة هذه بتلك لان ام المؤمنين قد أصبحت ممتلئة الجسم. (3) إحترام الرأي الاخر تعتبر من الاداب المهمة التي تجب لاي فرد التحلي بها عند محاورة شخص له افكار تختلف عن فكره, كيف نستطيع ان نقنع من يخالفوننا في الرأي و العقيدة والسلوك بإتباع منهجنا, الشيخ دفع الله احسبه جاهلا" بأداب الحوار و لا يرتقي أن يكون برلمانيا" لانه أشتر,ضحل البصيرة لا يليق ان يطلق عليه شيخ لان كلمة شيخ لهي عظيمة و كبيرة عند اهل الدين الحقيقين فمثلا عند اهل التصوف كلمة شيخ تعني رمزية دينية تتحلى بأخلاق المصطفى صلى الله عليه وسلم من احترام للاخر و اكرام الضيف فالدين الذي نعرفه هو المعاملة السمحة التي تتجلى في الكلمة الطيبة لان الكلمة الطيبة تلين القلوب و تكسر الحواجز بين الناس و تخلق الصادقات. (4) نحن معشر قراء الراكوبة نتأسف على المدعو الشيخ دفع الله لعدم إلمامه بقواعد الحوار و النقاش فأسلوب التحكم و الهرجلة و إتهام الاخرين جزافا" لمجرد الاختلاف في الراي لهي الكارثة التي دمرت السودان و مزقتها و هي اشد فتكا" بالامة من ممارسة المراة للرياضة, في عام 2011م كنا في زيارة علمية لمجمع الفقه الاسلامي و قابلنا المرحوم الدكتور محمد علي الامام و سألته على هامش الاجتماع لماذ تسمحون لبعض الناس مثل الدكتور علاء الدين الزاكي و الدكتور عبدالحي يوسف بتكفير الناس عبر إطلاق الفتاوي و الخطب فقال لي المرحوم الانقاذ تريد ان تشغل اعداءها السياسيين خاصة الحركة الشعبية و الاحزاب الموالية لها فقلت له انهم اضروا بقضية الدين و الافتاء فبعض الناس كرهوا الاسلام بمجرد ان يذكر لهم اسماء هولاء الشيوخ ضيقي الافق سطحي المعرفة. فدفع الله حسب الرسول اعتبره من المأجورين الذين يستخدمهم الانقاذ لإلغاء الاخر و هذه هي مشكلة السودان الجبهة الاسلامية تحاول مرارا وتكرارا الغاء اي فكر يخالف منهجها الرعناء الذي اودى بنا الى مزالق الانحطاط فتفشت فينا العنصرية و الكراهية و إستبعاد الاخر سياسيا و اجتماعيا و اصبح امثال الشيخ دفع الله يعتلون المنابر ليفتوا بإسم الدين و يكفرون الناس هذا في اعتقادي ليس من الدين في شئ انه اي الشيخ دفع الله من خريجي المذهب الفكري الذي يحرم المراة من قيادة السيارة و قيادة الطائرة لان مكان المراة عندهم من البيت الى القبر. فالشيخ دفع الله يتمتع بمهارات قلة الادب في الحوار و الاختلاف ومن مهاراته في قلة الادب عدم احترام الراي الاخر, اثارة الضجيج ورفع الصوت و مقاطعة الاخر و شتم الاخر و القيام للخروج بدعوى ان الذي قدم له الدعوى لم يذكر له ان هناك اتصال تلفوني مع مدربة لكرة القدم شاركت في مبارة كرة القدم مع الاولاد بود مدني كما يزعم الشيخ المعتوه. (5) أختم مقالي هذا الفكر السلفي المتطرف الذي لا ينظر الى المراة الا انها شيطانة فاسدة فاجرة لا تستحق ان تمارس الرياضة لان جسمها عورة و الناس عندما تلعب المراة سوف يتغزلون في نهديها و مؤخرتها و بالتالي تورد الشباب مورد الهلاك و تفتن المجتمع و تورده مورد الانحطاط لانها فقط مارست الرياضة. كنت في ارض الصومال قبل شهرين ادًرس طلاب ماجستير معهد دراسات السلام و النزاع بجامعة هرجيسا حيث ذكروا لي الطلاب الصوماليين بان اخوتهم في الصومال الجنوبي(مقديشو) يكفرون المراة و يضربونها عندما تلبس المراة الستيان لانهم اي الشباب الصومالي المتطرف يرون انها من عادة اهل الشرك و الكفار و الملاحدة و هم ضد اي اشياء تستخدمها المراة الغربية انها لهي الضلال و سوء الفهم, الشيخ دفع الله اساء الادب مع محاوريه و يجب على القنوات الفضائية و الاذاعات ان لا تستضيف امثال هولاء شذاذ الافاق الذين افسدوا علينا الحياة بالحوار الذي يحترم الاخر. سؤال اخير للمدعو دفع الله اذا انت ذهبت الى دول الغرب داعيا" بإسم الدين تريد إدخال الناس الى دين الله أفواجا وجاءتك فتاة شابة جميلة رشيقة لها مؤخرة يحسدها عليها لاعبي كرة القدم النسائية و قالت إني إحترم الاسلام و اريد أن أعتنق الاسلام و لكن مشكلتي انا امارس رياضة كرة القدم فماذا انت قائل لتلك الفتاة؟ هل ترفض ان تدخلها في الاسلام لانها تمارس رياضة كرة القدم؟ ام لا تستطيع الاستماع اليها كما فعلت يوم امس عندما رفضت ان تستمع للاخت المدربة التي اتصلت من ود مدني؟ [email protected]