أكد المحلل السياسي "تسفي برئيل" في مقاله بصحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية أن الرئيس باراك حسين أوباما فاز بفترة ولاية ثانية بالبيت الأبيض بفضل الصوت اليهودي، ولذلك ستعمل إسرائيل على المطالبة بحقوقها وفقا للمرتبة التى تضعها بها واشنطن، موضحا أن الولاياتالمتحدة تقسم العالم لأربعة محاور أساسية، والمحور الإسرائيلى مهم جدا بالنسبة لواشنطن. وأضاف الكاتب أن أول هذه المحاور هو "محور أصدقاء النادي" الذي يشمل دول أوروبا والأعضاء الدائمين بمجلس الأمن الأممي، وثانيها "محور اللامبالاة" الذي يشمل معظم دول أفريقيا التي يمكن أن تدمر كل منها الأخرى، وثالثها "محور العقوبات" ويشمل دول يمكن لأمريكا أن تفعل بها ما تشاء، ورابعها "محور الأدب" ويشمل دول العالم الثالث الذي تسير تحت لوائه دول مثل السعودية وقطر والكويت والأردن والتي يمكن أن نضم إليها تركيا وإسرائيل أيضاً، مشيراً إلى أن المجموعة الأخيرة هي دول لا يجب التدخل في شئونها الداخلية ولكن من الممكن مطالبتها بالإحسان ولفت انتباهها بلطف. وتابع الكاتب أن هذا التقسيم يختلف كثيراً عن التقسيم الأمريكي التقليدي الذي يقسم العالم لأخيار وأشرار و"أولئك معنا وأولئك ضدنا". وأضاف برئيل أنه بفضل الصوت اليهودي والقوة الانتخابية لليهود تعتبر إسرائيل جزءا من "محور الأدب" الذي لا يجب إهانته، فما بالك بالتدخل في شئونه الداخلية، حيث إنه بدون الصوت اليهودي كانت إسرائيل ستدرج منذ وقت طويل في قائمة الدول المزعجة للمصالح الأمريكية في الشرق الأوسط، مؤكداً أن إسرائيل التي جعلت الإدارة الأمريكية تعرج بسياساتها الإقليمية من أجل مصالحها على قناعة تامة بأن الاختراع الإسرائيلي سيظل يعمل أيضاً تحت الإدارة الأمريكيةالجديدة، مشيراً إلى أن إسرائيل نجحت حتى الآن بشكل أو بآخر في إقناع الإدارات الأمريكية المتعاقبة بأن المشكلة الفلسطينية هي موضوع إسرائيلي داخلي لا يجب التدخل فيه وفقاً لوضعها بين "محور الأدب". وأضاف برئيل: صحيح أن إسرائيل دولة محتلة حافلة بمظاهر العنصرية ولا تفصل مثل جيرانها بين الدين والدولة، لكنها رغم ذلك تجري انتخابات حرة، مثل مصر، وتتفوق في التكنولوجيا المتطورة مثل الهند. وتابع برئيل أن إسرائيل الآن تتوجس خيفة وتنتظر كلمة الرئيس الأمريكي الجديد لمعرفة ما إذا كان سيحافظ على الإرث الذي ورثه من الرؤساء السابقين أم أنها ستضطر لإشهار سيفها السياسي ضده. وتابع برئيل بأن أوباما، شأنه شأن أي رئيس أمريكي، مطالب بإيجاد حلول للحرب في أفغانستان، والتحدث بصرامة شديدة إزاء المجازر في سوريا، والصياح في وجه الصين لاستخفافها بحقوق الإنسان، وتهديد إيران والتأكيد على الحلف الأبدي مع إسرائيل، لكن السذج هم من يعتقدون أن أوباما سيفعل شيئاً من أجل مسيرة السلام التي أصبحت منذ زمن طويل موضوع هامشي في السياسة الخارجية الإسرائيلية. ورأى الكاتب أن الولاياتالمتحدة التي ستدعى مرة أخرى للتدخل، وإبداء صرامة وجدية، ودعوة مختلف الأطراف، ستدخل مرة أخرى إلى ركن المتفرج الذي لا يستطيع التدخل في الشئون الداخلية لدولة ديمقراطية، مؤكداً أن هذا هو أساس فشل السياسات الأمريكية، التي لم تتردد للحظة في أماكن أخرى عن التدخل -ولو تطلب الأمر استخدام القوة- للإطاحة بأنظمة مثلما في العراق وأفغانستان، ووقف المساعدات بسبب الاعتداء على الحرية الدينية مثلما في مصر، وتقليل المساعدات للفلسطينيين لأنهم تجرأوا على انتزاع اعتراف من الأممالمتحدة، وفرض عقوبات على دولة مقرفة مثل السودان، على حد تعبير الكاتب. وأشار إلى أن الولاياتالمتحدة حظت اليوم برئيس جديد- قديم وصل للبيت الأبيض بمحض الصدفة وستعمل إسرائيل مرة أخرى على إقناعه بأن إسرائيل تعد ذخيرة استراتيجية للولايات المتحدة بالمنطقة العربية. واختتم الكاتب مقاله بأن المشكلة ستبدأ عندما تنتقل إسرائيل بعد تحقيقها نجاحا كبيرا من "محور الأدب" إلى محور "اللامبالاة"، ومن هناك الطريق سهل للوصول إلى "محور العقوبات".