شاءت الأقدار ان أكون من بين المسافرين من مطار الخرطوم الدولي (أو المدني) في يوم الجمعة السابع والعشرين من ديسمبر وقبل موعد الرحلة حان موعد صلاة المغرب فتوجهت الى مصلى السيدات الذي وجدته يعج بموظفات المطار ويبدو انه يستخدم كاستراحة للموظفات، بعضهن نائمات وأخريات كن جالسات يتحدثن، وكغيره من المرافق في بلادي كان يفتقر إلى النظافة واستوطنه البؤس والقبح وكان مهجوراً ومهملاً، ولم يكن لدي خيار سوى ان أؤدي صلاتي بسرعة وأغادره وأسال الله ان يتقبلها، وكلنا نعلم أن النظافة من أهم شروط الصلاة وغيرها من الفروض، رغم انها ليست بالأمر الصعب أو المستحيل أو الذي يتطلب امكانات هائلة إلا انها استعصت على المسؤولين تماما في مرفق يفترض انه واجهة للبلاد، ما الذي يمنع إدارة المطار من الوقوف عليها والاهتمام بها، إننا لا نبحث عن فخامة ولا رفاهية فقط النظافة بماء وصابون وقليل من المنظفات الأخرى ويصبح المكان نظيفا ومقبولاً ولديكم العديد من العاملات اللائي رأيتهن يتجاذبن أطراف الحديث في دورات المياه التي لا يمكن أن يقف فيها انسان بكامل وعيه من شدة قذارتها، قد لا تتصورا مدى إحساسي بالخجل، لم أندهش بالطبع لأن الأمر أصبح عادي وربما لأن التردي والفشل أصبح هو السمة الغالبة في هذا الوطن، إلى متى سنظل نطأطئ الرؤوس خجلاً من فشلنا وعجزنا، إلى متى سنظل ننتقد ونضع علامات الاستفهام والتعجب ولا مجيب، إلى متى سنظل مكتوفي الايدي ننظر إلى بلادنا وهي تتهاوى في درك سحيق، إلى متى نظل نتفرج على فشلنا وخيبتنا الكبيرة.