واصل سكان مدن الجنوب المختلفة، الاصطفاف في طوابير طويلة امام مراكز الاقتراع. وقال المواطن جيمس كاندا «لقد جلست طيلة يوم امس (الاحد) امام المركز للادلاء بصوتي، لكن النهار انتهي من دون ان يحين دوري، واليوم حضرت باكرا اكثر لاتمكن من التصويت». واضاف «لقد تحقق حلمنا اخيرا بحرية تامة سنختار ما نريد: ان نمضي مع الشمال او نعلن دولتنا المستقلة». وفي المركز الاكبر في جوبا في الباحة المجاورة لضريح جون غارانغ الزعيم التاريخي للجنوبيين كان الوضع مشابها والناخبون في طوابير متعرجة. عشر سنوات من السلام وقال لوميتا حسن «قدمت عند الخامسة صباحا لانني لم اتمكن من الاقتراع البارحة. انا من مواليد 1955 عندما كانت الحرب الاهلية الاولى في بدايتها ولم اعرف في حياتي سوى عشر سنوات من السلام». وفي رومبك عاصمة ولاية البحيرات الواقعة في وسط الجنوب افاد مراسل «فرانس برس» ان عددا من الناخبين تجمعوا امام مركز اقيم تحت شجرة كبيرة وسط المدينة التي تتشكل منازلها من اكواخ متواضعة. يومان على متن دراجة وقال كومبي مارتين الطالب الذي امضى يومين على متن دراجته النارية للوصول من قريته النائية وهو محاط بعدد من الاطفال العراة «المسافة طويلة لكنني اريد ان اقترع، من المهم جدا ان اقترع للحرية». الوضع في الخرطوم اما في العاصمة السودانية فقد غلبت سمة ضعف الاقبال، حتى ان بعض المراكز لم يحضر فيها احد. واوضح رئيس مركز منطقة (شمبات) شمال الخرطوم فيصل محمد علي ان عدد المسجلين بلغ 190 فيما اقترع 11 ناخبا. وفي مركز (ام ضريوه) شمال الخرطوم بلغ عدد الذين ادلوا باصواتهم 5 من 364. وقال دينق اشويل من ابناء الجنوب ل «كونا»: هناك اعداد كبيرة غادروا قبل بداية التصويت الى الجنوب وفقدوا بذلك حقهم، فمن غير المسموح الادلاء بصوتك خارج المنطقة التي قمت بتسجيل اسمك فيها.