المقترحات التي تقدم بها المؤتمر الوطني للانتخابات الرئاسية والبرلمانية عام 2015م في تصريح للقيادي بهذا الحزب عبدالسخي عباس ، وهي مقترحات تشمل الفرز الالكتروني وتخصيص بطاقات ملونة لكل حزب لا نملك غلا أن أقول حيالها أنها تبدو مثل أن تهدي شخصاً عارياً طاقية وعمامة. فأية مقترحات هذه التي تغفل عن الأهم وتحاول أن تقنع الأحزاب المعارضة بمثل هذا الألوان الثانوية كان المعارضة أطفال؟ لو كان هذا القياد بالحزب الوطني قيادياً له تأثير فليحقق اسمه السخاء فيكن السخي حقاً بأن يقول إن المؤتمر الوطني لن يهيمن على العملية الانتخابية بحكومته وإعلامها وولاتها ودستورييها وكبار موظفيها التنفيذيين. رفض الهيمنة يعني أن تجري الانتخابات في ظل حكومة قومية ترضى عنها هذه الأحزاب. هذا إذا انتظر الشعب السوداني حتى قيام تلك الانتخابات. وبغير مثل هذا العرض فإن الأحزاب العاقلة ستتعظ بالانتخابات الفئوية بما تم خلال سنوات وتتعظ بتجربة الانتخابات السابقة وتقاطع الانتخابات المقبلة وإن حدث وفاز بها المؤتمر الوطني في منافسته لنفسه بالموالين معه الذين كادوا يندغمون بمعنى يندمجون فيه، فسينتفض هو نفسه وتوابعه معه على حكومته بفعل الضجر من نقصان حب أغلبية الشعب . فالمنفردون بالحكم تضايقهم سياكلوجيا نقصان الحب. وعن هذا قال القيادي عبدالسخي إن المعارضة لا تريد إعطاء الحكومة شرعية بمشاركتها في الانتخابات ( يقصد لا تريد إعطاء حزب المؤتمر الوطني هذه الشرعية) بجانب عدم ثقة هذه الأحزاب في الفوز. وهكذا نلمح أول بوادر الضجر. هنيئاً لمصر بأفضل وثيقة دستور والعاقبة لنا درج السودانيون قبل عقود أن يكتبوا في ختام كروت الدعوة للأفراح عبارة نمطية معلّبة ( والعاقبة لكم في المسرّات).هذا ما نأمل أن يخاطبنا به أصدقاؤنا من المثقفين المصريين حين يجيز الشعب المصري- وهو طبعاً سيجيز بنسبة كبيرة- مسودة الدستور الجديدة التي تعتبر في رأي كثير من المحللين أفضل وثيقة دستورية تخرج في أرض المنانة من ثنايا العام المنصرم الكبيس قبل أوانه بالأحداث والعنف والتحولات. نحن بحاجة لوثيقة دستورية تخرج من بين تراكمات الوثائق السابقة كلها في العهود الديمقراطية بحيث لا نعود من جديد فنسمي البرلمان الجمعية التأسيسية بحجة أنه برلمان يؤسس للدستور .أحسنت مصر حين عهدت للجنة من خمسين عضواً كتابة دستورها وهي لجنة صممت بطريقة مبتكرة راعت التنوع في كل شيء التنوع الإثني وتنوع المناطق وهو في مصر قليل فكان في اللجنة ممثلون لمنطقة النوبة وسيناء وصعيد مصر . الدستور لا يكتبه القانونيون بل يكتبه ممثلون لكل الشعب .نحن بحاجة للجنة مماثلة يتوافق عليها السودانيون وبما أننا أهدرنا وقتاً بطول نصف قرن ولم نحصل على ما يطلق عليه مسمى الدستور الدائم فيجب أن تنطلق الآن الآن مبادرة لعمل لجنة يكون فيها ممثلون لكل الشعب وممثلون لكل مناطق الأزمات ، لجنة من الرجال والنساء والشيوخ والشباب والعمال والمزارعين والرعاة والموظفين والمهنيين و الشباب من طلاب وغيرهم .وهذه اللجنة تكون تابعة لها لجنة صياغة من حقوقيين ولغويين بحيث يترك الخبز لخبازه في كل خطوة. ولأن الوقت في السودان ليس كالسيف وإنما كالصخرة الجامدة لا تحس بحركتها فيجب أن تحركه القوى السياسية وتصنع منه سيفاً تقطع به هذا الجمود فنصل إلى وثيقة دستور يجيزها برلمان الديمقراطية المقبلة الوشيكة التي نرى تباشيرها تلوح في خيالات شعبنا بأسره و قد أصبح كل فرد فيه أصبح يقول في سره ( كفاية لحدي هنا. قرفنا .) بين البديل الديمقراطي وميثاق النظام الجديد البديل الديمقراطي هي الوثيقة التي وقعت عليها أحزاب قوى التحالف في الرابع من يوليو عام 2012 أما ميثاق النظام الجديد فهي الوثيقة التي يقترحها الإمام الصادق المهدي لقوى المعارضة وللحكومة على السواء الفرق بين الوثيقتين يكمن في الرؤية فالبديل الديمقراطي لا يخاطب الحكومة بل يسعى لإسقاطها أما ميثاق النظام الجديد فلا يني يستنطق الصخر (العصيَّا) بمخاطبته لحكومة المؤتمر الوطني والمعارضة كي تأتي هذه القوى على كلمة سواء .تحدث صديق حسين عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني ضمن مقابلة معه نشرت بالصحف عن ذلك فقال إن حزب الأمة نفسه موقع على وثيقة البديل الديمقراطي التي وقعت عليها كيانات قوى التحالف وبما أن الصادق نفسه موقع عليها (فما الذي استجد لنقوم بتغييرها؟ وإذا كنت تريد تغييرها أعمل حوار وقل - والله يا أخوانا الشيء الذي وقعنا عليه زمان كان به كذا ما صحيح وكذا يحتاج لتغيير وكذا وكذا تحاور مع الناس، مش يكون شرط يا تقبلوا هذا يا بلاش. الناس رفضت مبدأ يا تقبلوا هذا يا بلاش ). نأمل أن تعود الأطراف السودانية المعارضة كافة من جديد إلى طاولة المفاوضات لا أن يقنع كل طرف بما كسب ثم يقبلون على بعضهم البعض يتلاومون.منعة وفاعلية القوى الديمقراطية في إتحادها.هذا ما سيقود الشعب نحو أهدافه المرتجاة منذ أمد طويل. غزال يطير؟ قيظ سعير وقال المريبون بل زمهرير وحط غزال على سقف بيتي تخلخل عودٌ وطينٌ خرجت سألت وشكّي يقين -غزال يطير؟ فصاح الغزال – بلى يسكن العشب في الأمنيات وما من مجير وهذي السماء ضنين -أشار إليها- ومن بعد قال -أشد الرحال إلى البرق أنى تراءى الوميض أطير أغني ومني القوادم فوق الثلوج الرهيبة فسقيا حنانيك يا أيها البحر بطنك حبلى ويا أيها الصخر أنت مطير عجبت عجبت عجبت وطار الغزال رجعت وحزني دفين وظلي زوال وصوتي جهير وفي القلب مني سؤال غزال يطير؟ _____________ الخرطوم بحري - 1991 _______________ إطلالة السبت 11 يناير 2014م [email protected]