اغرب مافي هذا التحقيق هذه المحادثة الهاتفية...رن(جرس الهاتف)...(الو)..مرحب بيك اهلاً وسهلاً...قلت:كيف سعادتك ...معك صحفية من (المشهد الان)...مرحب بيكم...قلت :نرغب في الاستفسار عن واقع وضعية الخبز وندرته وانعدامه في مواقع كثيرة بكل انحاء العاصمة(الخرطوم- امدرمان- بحري)ماهي حقيقة الاوضاع؟ ولماذا هذا الشح في تقديرك؟ وهل الاسباب تتمثل في ندرة بدقيق الخبز، وهل هنالك اشكالية بالاسعار؟....(الو..الو...الو) انقطع الخط! كانت هذه المحادثة مع رئيس اتحاد المخابز بولاية الخرطوم عادل ميرغني...وتوالت في نفس اللحظة محاولاتي لمعاودة الاتصال به لكن كان الجرس الاول هو المستقبل الوحيد ثم يأتيني اشعار رفض المحادثة!! ومن ابجديات المهنة اخذ الاخبار من مصادرها الاساسية لكن هذا مالم نجد فيه الحقائق كما ينبغي لها ان تكون ...وباءت المحاولات بالفشل لكن الواقع الراهن يتحدث عن ندرة دقيق الخبز... تعدد الازمات... (أزمة تلو أزمة) هذا ماقاله العم حامد وهو يمضي سريعاً متجهاً الى (مخبز)آخر بعد نفاد كمية الخبزبالمخبز الذي اعتاد شراء(الخبز) منه وهو عائداً الى بيته...لم يكن بإستطاعتي اللحاق به لانه بالرغم من كبر سنه استطاع الحركة بسرعة فائقة ليصل الى وجهته...وبمخبز بالمحطة الوسطى بحري كان الحشد كثيفاً حيث وجدت المكان مزدحماً بالمواطنين رجال ونساء شيب وشباب وظل المخبز يعج بالناس لفترة طويلة الى ان اعلن عمال المخبز نفاد (الخبز) الجاهز،لكن هذا لم يثني (الناس) من البقاء امام عتبات المخبز وازدياد الحضور... فبعد انحسار تدريجي لأزمة الغاز التي شهدتها ولاية الخرطوم في الفترة الماضية وعقب اعلان حزمة الاصلاحات الاقتصادية ظهرت أزمة جديدة للعيان تنبئ بمعاناة جديدة، انعكست بشكل مباشر على حياة المواطنين اليومية لتزيد من ارتباكهم إرباكاً ودخلاً إضافياً أنهك كاهلهم حيث شهدت مناطق واسعة فى العاصمة ازمة خبز حادة خلال هذا الاسبوع ، فيما شكا مواطنون من تقلص وزنه وجنوح بعض المخابز الى بيع ثلاث قطع بجنيه بدلا عن اربعة... تقليص حصة المخابز وفي جولة(المشهد الان) بمخابز الخرطوم التقينا بمدير مخبز السوق العربي الذي اكد ان المخابز تعاني من نقص كبير في كمية الخبز للمواطنين ،حيث تم تقليص الحصة بنسبة 25%،وقال: نحن في مخبز السوق العربي نعمل طوال اليوم وذلك نسبة حتى نستطيع توفير حصة المطاعم من الخبز، واضاف ان الكمية اصبحت محدودة للغاية مطالباً الجهات المسؤولة بضرورة مراعاة اعادة الكمية حتى تفي المخابز بإحتياجات المطاعم والمواطنين من الخبز. الكمية قليلة وقال محمد عيسى (صاحب مطعم شعبي بالسوق العربي) ان الكمية التي يأخذها من المخبز للمطعم لاتناسب حجم الزبائن الذين يرتادون المطعم،مضيفاً: كنا في الماضي نبيع حتى للمواطن اذا احتاج لكمية من الخبز لكن الان لانستطيع الايفاء بحاجات زبائننا. انعدام تام... وتقول مفيدة التجاني ميرغني مواطنة بأمدرمان: نشتري 4 رغيفات بواحد جنيه وحجمه غير مناسب ووزنها قليل واصبح منذ يومين معدوم تماماً في المخابز خاصة في فترة الصباح وسعره غير مناسب ودائماً غير موجود في أماكن بيعه. انعدام الفعالية هاجر السر(طالبة)قالت : يباع الخبز بالمخابز 4 رغيفات بواحد جنيه وهو غير متوفر بالمخابز فالمواطن يقف بالساعات في انتظار خروجه وتستطرد مضيفة... أن حجمه نقص الى النصف تقريباً وأصبح شكله بائساً متغيراً عن لونه المعتاد مما يعني الدقيق غير جيد أو اضيفت له أنواع أخرى من الدقيق. غلاء وندرة.. اما أماني رمضان (مواطنة) قالت:أن الرغيف الذي يباع بالمخابز سعره أربعة رغيفات بواحد جنيه الا انها صغيرة جداً في حجمها وبالرغم من صغر حجمها الا انه غير متوفر بالمخابز في كل الأوقات ممايؤدي الى الازدحام والانتظار الطويل في صفوف الرغيف . بنمشي حالنا!!! التاج موسى بائع مأكولات بسوق بحري يقول: أنا أشتري 4 (رغيفات) بجنيه والرغيفة بوزنها السابق لم تتغير، الا أنه يحدث بعض الاستغلال للفرص في أيام العطل وأيام السوق خاصة الخميس والجمعة والأحد وهذا الحال منذ فترة طويلة ، واضاف لكن نحن من "جاي لي جاي بنمشي حالنا" ثم اضاف أنا ابيع سندوتش طعمية وبيض ب 3 جنيهات وسلطة وطعمية ب2 جنيه . انخفاض الارباح.. قسم السيد وكيل فرن جبل اولياء يقول: نحن نبيع بالجملة والقطاعي 4 رغيفات بجنيه ، لدينا أربعة أفران ولدينا وكيل يجلب الينا الدقيق ، بالرغم من عدم توفره ، مضيفاً ان المطاحن نفسها ليس بها دقيق لكن نحن نشتريه بذات القيمة السابقة، الا أنه في السابق يأتينا عن طريق الوكيل (بالدفار) وفي الوقت الحالي نأتي لوحدنا والترحيل علينا، و(الرغيفة) وزنها 70 جرام ، ولدينا فرن بمنطقة دار السلام (زحمة) كثيرة ،اضافة الى الزيادة في اسعارالزيت هذه أيضاً ازداد سعرها وهي تنتهي في 3 أيام لمسح العجنة وسعرها 180 الى 185 جنيه مشيراً الى أن العمالة تتم زيادة أجورهم وفقاً لهذه الزيادات واضاف (والله الأرباح انخفضت ). ويقول محمد علي: ان 4 رغيفات بجنيه والخبز غير متوفر وخاصة في الفترة المسائية ويضيف ومنذ يومين تقريباً الخبز معدوم تماماً في المخابز مما اضطر الناس للجوء العصيدة والكسرة. استمرار التزاحم وبمخبز الخرطوم(3) قال سيف الدين عبدالله مدير المخبز انهم كانوا يعملون طوال 24 ساعة وذلك لتغطية احتياجات المواطنين من الخبز خاصة بأن المخبز يقع في شارع بيويوكوان في نادي الخرطوم الوطني وهو يغطي احتياجات كل مواطني الخرطوم (3) و(2) بالاضافة الى السجانة، وقال كنا نخبز 25 جوال والان 28 جوال فقط ويعمل المخبزمن 6 صباحاً الى 6 مساء فقط،مؤكداً ان المخبز يشهد تزاحم طوال فترة عمله والكمية التي يتم استخراجها تباع في لمح البصر ويتزاحم الناس في انتظارداخل الفرن، وطالب مدير المخبز الجهات المسؤولة من توفير الدقيق وذيادة الكمية وعودتها كما كانت في الماضي،مؤكداً ان العديد من المخابز تغلق ايام الجمع . انتظار... وتكرار.. من جانبه اشار احمد ابو الجاز مواطن يقف انتظاراً لخروج الخبز بأنهم يعانوا كثيراً للحصول على الخبز، وطالب ابوالجاز بضرورة توفير الخبز للمواطن في المخابز. واكدت عائشة الفكي (مواطنة) انها تقف لاكثر من ساعتين في انتظار الخبز وان هذا الامر يتكرر يومياً لاكثر من 3 ايام. تعودنا على الوضع!! وقالت سامية علي مواطنة بالدروشاب ان المخبز بالمنطقة اصبح خالي طوال الوقت والعمال يقولون لايوجد دقيق كافي ، موضحة ان هذا الحال تعودنا عليه لاكثر من 3 ايام مما يضطرنا الى البحث عن الخبز بمناطق اخرى. وقال ادم علي(ترزي) مقابل لمخبزبالدروشاب شمال: ان المخبز يزدحم كثيراً في الصباح ويغلقه صاحبه بعد منتصف النهار لان الحال واقف بالنسبة له وذلك نسبة للحصة التي تعطى له من الدقيق التي لاتكفي مواطني المنطقة. مراكز التوزيع خالية.. وبالمحطة الوسطى بحري وبمركز توزيع الخبز لاحظنا خلو المركز من الخبز وبقاء(السباتة) التي يوضع بها الخبز خارج المركز، وبعد سؤالنا للعامل قال لااعرف مالذي حدث جئت من الصباح الباكر واخرجت كالعادة كل( السباتة) في انتظار العربة لكن حتى الان لم تأتي ولااعلم مالذي يحدث، واتصلت عليهم قالوا يوجد عطل لكن المواطنين الذين يأتون للبحث عن الخبز يرددون عبارة واحدة وهي(حتى هنا لايوجد خبز!!).
