من حين الى آخر يديرد. الفاتح حسين شريط (سكت الرباب) ويستمع اليه؛ لتطوف بذاكرته كل الظروف التي صاحبت ولادة ذلكم الالبوم الذي حقق وقتها أعلى نسبة مبيعات خاصة وأن درجة الحرارة في موسكو أثناء التسجيل كانت خمسة عشر درجة تحت الصفر؛ وعلى حد تعبيره هو جو بارد لم يألفه الفنان الراحل محمود عبدالعزيز الذي كان يرتب معه لاقامة حفل بقاعة الصداقة لتقديم جميع أغنيات "سكت الرباب"؛ بيد أن رحيله كان سريعاً ولم ينجز المشروع. حوار :رندة بخاري بداية كيف تعرفت على الفنان محمود عبدالعزيز ؟! تعرفت عليه أولاً من خلال صوته؛ وكان ذلك في بداية الثمانينات من خلال شريط كاسيت وعند سؤالي من هو المطرب عرفت أن اسمه محمود عبدالعزيز ويمارس نشاطه من مركز شباب بحري؛ ووقتها كنت عازف جيتار ضمن فرقة الفنان محمد الأمين. **اروي لنا تفاصيل تعاونك معه في البوم "سكت الرباب" الذي لحنته له؛ ومن ثم حقق نجاحاً لازال الناس يتحدثون عنه؟! أثناء دراستي بالأكاديمية الموسيقية الروسية الفترة من 1990م وحتى 1998م قمت بتلحين عدد من الأشعار التي صاغها دكتور وجدي كامل؛ وكنت أبحث عن المؤدي لهذه الألحان؛ وكان في مخيلتي الفنان محمود عبدالعزيز؛ فتم اختياري له بعد أن قدمته لشركة "حصاد" للانتاج الفني فوافق صديقي مدير الشركة الأستاذ أحمد يوسف على فكرتي وهي أن يتم التسجيل باستديوهات موسكو بحكم اقامتي هناك. **حدثنا عن الظروف التي صاحبت ولادة هذا الالبوم؛ وعن تفاعل محمود مع الألحان التي صغتها له؟! ليست هنالك ظروف بعينها؛ الا انني أذكر أن التسجيل كان في جو بارد وجليد يصل الى "15" درجة تحت الصفر وهو جو جديد للمرحوم محمود .. بالتالي وحتى اليوم كل ما استمع الى "سكت الرباب"؛ اتذكر تلك الأيام والطقس البارد؛ أما محمود فكان معجباً جداً بتلك الألحان ولولا ذلك لما سافر معي موسكو وذلك كان واضحاً فيآادائه العالي للأغنيات. **هل كان الحوت يبدي رأيه في الألحان ويطلب اجراء تعديل كما يفعل بعض الفنانين ؟! لم يحصل أن طلب مني تغييراً أو تعديلاً بل كان يحرص أن يؤدي ويسجل بكل امكانياته الصوتية. **تجربتك مع محمود لماذا كانت يتيمة؛ أي لم تكررها مرة ثانية ؟ انشغال محمود بارتباطاته الفنية اضافة الى انشغالي أيضاً بالتدريس في كلية الموسيقى والدراما وسفري المتواصل جعل من هذه التجربة تكون يتيمة؛ وكثيراً ما فكرنا أن نقوم ببعض الأعمال الفنية كما في "سكت الرباب". **كم استغرقت من الوقت لكي تصيغ ألحان هذا الالبوم ؟! حقيقة لا اذكر؛ ولكن علي ما اعتقد حوالي العام. **هل استمرت علاقتك مع الحوت حتى رحيله؛ ام انها انتهت بنهاية الشريط ؟! نعم استمرت كأخ، وصديق، وجار؛ اضافة الى أنني أحد معجبيه .. كما أن محمود يكن لي كل الاحترام والتقدير؛ وكثيراً ما يرسل لي بعض الرسائل بخط يده ليعبِّر عن احترامه لي .. وكانت هنالك فكرة قبل رحيله بقليل وهي أن نقوم بتقدم أغنيات سكت الرباب في حفل جماهيري كبير بمصاحبة فرقة موسيقية كبيرة ومجموعة كورال كلية الموسيقى والدراما؛ وبالفعل بدأنا الترتيب لتنفيذ هذا البرنامج إلا أن إرادة المولى كانت الأقوى؛ ورحل محمود ولكن لازالت الفكرة موجودة؛ وسوف أقوم بتسجيل هذا العمل قريباً.