* كاتب هذه السطور يزعم- دون أن يطرف له قلم- أنه الأكثر إجراءً لحوارات صحفية مع (شيح حسن) منذ مفاصلة رمضان.. * بل إن أول مقابلة إعلامية (محلية) تمت مع الشيخ هذا فور وقوع المفاصلة المذكورة كانت من نصيب صاحب هذه الزاوية.. * وخلال اللقاءات الصحفية هذه كلها قال الترابي (الكثير، المثير، الخطر).. * قال- علي سبيل المثال- إن عمر البشير الذي أُختير قائداً (بديلاً) للانقلاب لم يره سوى يوم الأربعاء السابق لجمعة البيان الأول.. * وقال إن أسلحة (غير تقليدية) دخلت البلاد عبر ما كانت تُسمى (قطارات منتصف الليل) من دولة حليفة للإنقاذيين آنذاك.. * وقال إن علي عثمان جُبل على أن يكون (الرجل الثاني)، دستوريا أو تنظيمياً.. * وقال إن الجاز كان (قابضاً)- إبان العمل المعارض- ولذلك أُختير لكي (يقبض) على نفط البلاد.. * وقال إنه كان (ضد) إعدام محمود محمد طه لأنه بطبعه لا يقر (إزهاق الأرواح).. * وللسبب أعلاه هذا نفسه هو كان (غاضباً أشد الغضب)- حسب قوله- فور سماعه خبر إعدام مجدي بتهمة الإتجار في العملة الحرة.. * وقال إن الصادق المهدي (خذله) في الذي تم الاتفاق عليه بينهما إبان لقاء جنيف السري الشهير.. * وقال إن محاولة إغتيال حسني مبارك لم يكن هو (شخصياً) على علم بتداعياتها كافة، ولا الرئيس البشير.. * قال كلاماً كثيراً جداً -الترابي- عبر لقاءات أجراها معه كاتب هذه السطور لم يكن قد أدلي بها من قبل... * ولكن سؤالاً واحداً وجهه له صاحب هذه الزاوية- مرات عدة- لم تكن إجابة (الشيخ) عنه بمثل (صراحته) التي عهدها فيه. * فعقب وقوع مفاصلة الرابع من رمضان كنت قد أشرت في زاويتي هذه- ب (أخبار اليوم) إلى أن الذي حدث أشبه أن يكون ب (مسرحية» من مسرحيات الترابي التي أشهرها (إذهب أنت إلى القصر رئيساً وأذهب أنا إلى السجن حبيساً).. * وكلما سألت (الشيخ)- من بعد ذلك- إن كانت المفاصلة مسرحية (ذات أبطال معدودين) تهرّب من الإجابة (القاطعة) واكتفى قائلاً وهو يتبسّم: (يا أخي الكريم، السياسة كلها قائمة على التدابير).. * فلماذا السؤال هذا (بالذات) الذي رأى الترابي ألا (ينداح) في الإجابة عنه وهو الذي تحدث حتى عن (قطارات منتصف الليل) بقصد إرسال رسالة ما- ربما- إلى (المستهدفين) للمشروع الحضاري من (دول الجوار).. * وعندما اختار زميلنا محمد لطيف- ب (السوداني)- عنواناً رئيسياً لحوار (القطار) هذا نسب فيه للشيخ حديثاً عن (الأسلحة الذرية) سارع الترابي إلى مهاتفة كاتب هذه السطور نافياً ما جاء في (المينشيت).. * فالرسالة- كما قلنا- قد تكون موجهة لدول ما من حولنا وليس للدول (الكبرى) التي لن (تسكت) عن أمر خطير كهذا.. * فهل (تدابير) الترابي هذه- والتي سميناها مسرحية- لم تجر كما خطط لها الذي خطط ل (المسرحية الأولى)؟!.. * لا أحد يدري بما أن (سر) الترابي المشار إليه بقي (دفيناً) من لدن المفاصلة وإلى يومنا هذا.. * فحتى في المسرحيات - غير السياسية - هنالك (خروج عن النص!!!). [email protected]